EN
لعل ما شهدته الفترة الأخيرة من حوادث زوجية مروعة، قد يضعنا أمام حقيقة العلاقة الزوجية وما أسسها التي حددها الله تعالى في كتابه العزيز وفصلتها نصوص الشرع الحنيف، حيث صار من المهم تحديد أحكام وأسس العلاقة الزوجية بين الرجل وامرأته لعل بهذا التوضيع يزول الحادث وتتوقف الجريمة وتستقر الحياة الزوجية ويسعد الزوجان.
العلاقة الزوجية
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العلاقة الزوجية ليست شركة تجارية ، لتجارة المياه الغازية وإنما هي حياة ينبغي أن تقوم على أسس أولها المودة والرحمة.
واستشهد “ جمعة ” خلال برنامج “ من مصر ” المُذاع على فضائية “ cbc ”، بما قال الله تعالى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الآية 21 من سورة الروم، منوهًا بأنه إذا ذهبت المودة والرحمة سيذهب معها الأدب واللياقة واللباقة سيذهب معها الحب لأن الحب وليد الرحمة.
وتابع: كما سيذهب معها معاني كثيرة جدًا وتصبح الحياة بدلاً من أن تكون حياة مستقرة سعيدة وهو الذي نسعى إليه جميعًا سعادة الدارين دار الدنيا ودار الآخرة ، تصبح مرفوضة ونكد وكدر .
لماذا أباح الله الزواج
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى أباح لنا الزواج وجعل هذا النظام بين الذكر والأنثى لإنشاء أسرة والأسرة غرضها في النهاية هو عمارة الأرض، والتي تحتاج إلى النسل ، مشيرًا إلى أن الله عز وجل خلق الأنثى ومكنها من الحمل والولادة وأعطى لها الرضاعة للرعاية والعناية بالأطفال ليبلغوا مبلغ العاملين في الأرض بناتًا أو أولادًا.
وأضاف : فإذن الزواج صنع لضبط هذه العلاقة والغريب أنه لم يقف عند هذا الحد بل حرم الزنا، أي حرم تلك العلاقة خارج نطاق مؤسسة الزواج، فالأمر إذن أن هناك كبيرة من الكبائر وحتى لا ترتكب فإنه تنشأ هذه العلاقة ، العقد الزواج ، إنشاءً يتيح للبشرية أن تتكاثر ويتيح للبشرية السعادة والأدب واللياقة ، ثم شرع بعد ذلك بر الوالدين وصلة الأرحام ووجوب النفقة وما نحوها من الأحكام التي تنظم حياة البشر.
