الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مراجعة كافة الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل.. إجراءات أردنية عاجلة من أجل غزة

الأردن
الأردن

تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 39 يوما، وسط سقوط عدد كبير من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فشلت الجهود العربية والدولية لوقف الحرب التي تستخدم فيها تل أبيب كل ما هو محرم دوليا من أسلحة للقضاء على سكان القطاع.

وهناك العديد من الدول التي قدمت مساعدات إنسانية لأهالي غزة، ومن ذمن هذه الدول الأردن، حيث أعلن مجلس النواب الأردني، اليوم الإثنين، الموافقة بالإجماع على دعوة رئيسه، أحمد الصفدي، لمراجعة الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم التوصيات للحكومة، حسبما أفاد حساب المجلس عبر منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، قبل قليل.

وأشار الصفدي- خلال تصريحات له: "أدعو باسمكم اللجنة القانونية إلى مراجعة الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الغاصب، وتقديم التوصيات اللازمة بشأنها من أجل تقديمها للحكومة، لتكون مرهونة بوقف العدوان على غزة، وأضع هذا المقترح بين يدي من يرغب من الزملاء لتقديمه من المجلس من أجل التصويت عليه، حيث لا يتيح النظام الداخلي لرئيس المجلس تقديم المقترحات".

ارتكاب جرائم وإبادة بغزة

وتابع رئيس مجلس النواب الأردني:«أدعو اللجنة القانونية إلى وضع إطار عبر القنوات الرسمية، أمام محكمة الجنايات الدولية للتحقيق والمحاسبة على ما تم ارتكابه من جرائم حرب وإبادة في غزة، وتعميم هذا الخطوة على البرلمانات العربية والإسلامية».

واستطرد الصفدي: "البعض يمارس التنظير على المقاومة، فيما تقوم به من خطوات، ونقول لهم: «لا علاقة لكم فيما تقرره المقاومة، الزموا الصمت، فهم أصحاب الأرض والقضية، وأنتم أصحاب الخذلان، ولا يجوز للقاعد أن يُفتي للمقاوم".

وتابع: "ما يجري في غزة، يجب أن لا يبعد الأنظار عما يُحاك من مخططات في الضفة الغربية والقدس، حيث التضييق على المصلين، ومواصلة المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، واستمرار حملات الاعتقال والتوسع في الاستيطان؛ فما يجري ما هو إلا عدوان شامل، عنوانه جرائم حرب في القطاع، وابتلاع للأرض في الضفة وتدنيس للمقدسات، وهو ما يستوجب أن نقف بوجهه في ثبات وصمود، مع المرابطين الصامدين من أهلنا في عموم فلسطين المحتلة".

واختتم حديثه: "جهود العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أسهمت في تغيير الرأي العام العالمي، بعد أن كان منساقاً وراء رواية الكيان الكاذبة، المجلس سيواصل عمله عبر انتظام أسبوعي في عقد الجلسات، على أن تتقدم في بدايتها غزة على سواها من الملفات، "فمواصلة العمل وثبات مؤسسات الدولة ومواصلة عملها هو قوة لنا وبالتالي قوة لفلسطين وشعبها الصامد".

ومن جانبه، شدد الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن خلال لقائه في بروكسل، الثلاثاء الماضي، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على تأكيده بضرورة العمل لوقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، وأكد على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والدوائية إلى قطاع غزة ودعم المنظمات الدولية العاملة هناك.

الأردن ووقف إطلاق النار 

وشدد ملك الأردن ، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، على رفض الأردن لأية محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرا إلى أنهما امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة، ولفت إلى ضرورة العمل نحو حل جذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، في المرحلة التي تلي الحرب.

ومن جانبه، قال رئيس وزراء الأردن، بشر الخصاونة،  الاثنين الماضي، إن أي محاولة إسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، تعتبر بمثابة إعلان حرب.

وأضاف الخصاونة- خلال تصريحات خلال لقاء بمجلس النواب الأردني: "استمرار العدوان الآثم على قطاع غزة بكل جرائمه يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ولا بد من وقف الحصانة والحماية التي تعطي لإسرائيل رخصة لقتل المدنيين الفلسطينيين، فالقانون الدولي الإنساني يحرم ويجرم استهداف المدنيين وقتلهم دون استثناء".

ومن جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، أن تهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية إلى الأردن هو إعلان حرب.

وقال وزير الخارجية الأردني في تصريحات لفضائية "المملكة" الأردنية، أنه لا يزال القادم أسوأ لأننا نتعامل مع حكومة إسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، مشيرا إلى أن الموقف الدولي تغير بشكل كبير بسبب قبح وبشاعة الجريمة الإسرائيلية.

الأردن يداوي الجرحي الفلسطينين

وأضاف وزير الخارجية الأردني، أن المملكة لن تقبل بالهرطقات التي تتحدث عن إرسال قوة عربية إلى غزة، لافتا إلى أن حماس لم توجد الصراع بل الصراع هو من أوجد حماس.

ونوه إلى أن المستشفى الميداني الأردني عالج أكثر من 4 آلاف حالة منذ بدء الحرب، ومن مصلحة الاحتلال الإسرائيلي ضرب صدقية الموقف الأردني لأنه موقف يكشف جرائمها.

وأشار الصفدي إلى أن تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن هو إعلان حرب، مبينا أن الموقف الأردني يؤذي اسرائيل لأنه يتحدث بصوت الحق.

وخلال السبت الماضي، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الرياض مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك الأردن، وذلك على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة.

وفي تصريحات للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أوضح أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات التصعيد العسكري في قطاع غزة، وما يصاحب ذلك من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وزهق لأرواح العديد من المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني الشقيق، وتوافق الزعيمان بشأن أهمية مواصلة تنسيق الجهود الحثيثة للدولتين لدفع المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته فيما يتعلق بانتهاج مسار التهدئة وضمان وصول الخدمات والمساعدات الإنسانية المقدمة لأبناء قطاع غزة، مع التشديد على رفض تعريض الأبرياء في قطاع غزة لسياسات العقاب الجماعي من حصار وتجويع أو تهجير بما يخالف الالتزامات الدولية في إطار القانون الدولي الإنساني.

كما أكد الزعيمان الموقف الثابت لمصر والأردن في هذا الشأن بأن تحقيق استقرار المنطقة لن يتأتي إلا عن طريق تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية بمنظور متكامل يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وذلك من خلال حل القضية وفق مرجعيات الشرعية الدولية، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

والجدير بالذكر، أن هناك موقف ثابت للأردن بشأن القضية الفلسطينية، وتسعى إلى وقف إطلاق النار في غزة وحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.