الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توفر ملايين الدولارات ومصر تحتل ثالث العالم بها.. ماذا تعرف عن التعهيد

صناعة التعهيد
صناعة التعهيد

تحظى صناعة التعهيد في مصر بدعم حكومي كبير، ويمتد هذا الدعم إلى أكثر من عقدين من الزمن، حيث تقوم الحكومة بتعزيز الجهود في هذه الصناعة، وتحرص على تنميتها من خلال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وتتولى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" رعاية هذه الصناعة من خلال التعرف على احتياجاتها وتلبيتها، وتوفير الكوادر المؤهلة للعمل فيها، والترويج لمقوماتها خارجياً.

صناعة التعهيد بمصر

لم تتوقف الجهود عند هذا الحد، إذ أطلقت مصر استراتيجيتها الرقمية لصناعة التعهيد 2022-2026 بهدف مضاعفة حجم الصادرات المصرية من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود، حيث تلحظ هذه الاستراتيجية تقديم حزمة حوافز جديدة لجذب الاستثمارات والتوسع في ما هو قائم منها بالفعل، فضلاً عن تمكين الشركات المحلية وتشجيع إنشاء أعمال جديدة، وتعزيز تنافسية مصر في مجالات البحث والتطوير وخدمات القيمة المضافة، على النحو الذي يسهم في تسريع نمو اقتصاد المعرفة.

في هذا الصدد، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، في يونيو الماضي، بتعزيز جهود تنمية صناعة التعهيد ودعم المهنيين المستقلين وزيادة أعدادهم، من خلال الاستثمار في الكوادر البشرية وتوفير برامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات، بما يتناسب مع المتطلبات الحديثة لسوق العمل والاقتصاد القائم على المعرفة، ويعزز من تنافسية الكوادر المصرية على المستوى الدولي، على النحو الذي يسهم في زيادة حصيلة مصر من الصادرات الرقمية، ومواكبة التطور السريع على مستوى العالم في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، حرص الدولة المصرية على تعزيز المقومات التنافسية لمصر في صناعة التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود من خلال تهيئة مناخ الأعمال المحفز على الاستثمار، وتوفير بنية تحتية رقمية قوية بالإضافة إلى توفير قاعدة عريضة من المتخصصين في مختلف المجالات التكنولوجية.

جاء ذلك خلال افتتاح وتفقد الدكتور مدبولي، عددا من الشركات العالمية العاملة بمصر في مجالات تكنولوجيا المعلومات وتصدير خدمات البحث والتطوير الهندسي وخدمات التعهيد والخدمات المهنية، استهلها بافتتاح مقر شركة "كابجيمينى" (Capgemini) المتخصصة في تقديم الاستشارات والخدمات التقنية وخدمات التعهيد في مصر، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وأيمن عزت، الرئيس التنفيذي لمجموعة كابجيميني، والمهندس حسام سيف الدين، الرئيس التنفيذي لشركة كابجيميني مصر بالإضافة الى عدد من القيادات فى القطاعين الحكومى والخاص.

وأضاف مدبولي، أن صناعة التعهيد تشهد طفرة ونقلة في نوعية الخدمات التي يتم تصديرها لمختلف الأسواق حول العالم في ضوء اهتمام كبرى الشركات العالمية بإنشاء مراكز لها فى مصر لتصدير الخدمات الرقمية لعملائها بالخارج بالاعتماد على المهارات والكوادر المصرية.

من جانبه، قال الدكتور عمرو طلعت، زير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنه في إطار استراتيجية مصر الرقمية لتنمية صناعة التعهيد تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع كبريات الشركات العالمية والمحلية المتخصصة والتى ستساهم بقوة في زيادة حجم الصادرات الرقمية وتوفير المزيد من فرص العمل.

وأوضح الوزير، خلال ملتقى مبادرة "وظيفة- تك"، التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف إثراء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمزيد من الكوادر المدربة، وتوفير فرص عمل للشباب، وإتاحة مجالات أوسع لإلحاقهم بسوق العمل في عدد من التخصصات التكنولوجية الواعدة، ومنها تطبيقات المحمول، وتطوير المواقع الإلكترونية، وأمن المعلومات، والأنظمة المدمجة، ونظم إدارة موارد المؤسسة، وغيرها من التخصصات الأكثر طلبا في سوق العمل.

مصر الثالثة في العالم 

وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن حصول مصر على المرتبة الثالثة عالميا ضمن قائمة تضم أبرز المواقع العالمية في صناعة التعهيد، صعودًا من المركز 11، وفقًا لتقرير «مؤشر الثقة في مواقع تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود 2023»، الصادر عن شركة رايَن للاستشارات الاستراتيجية Ryan Strategic Advisory، المتخصصة في مجال التعهيد وخدمات الأعمال، هو ثمرة عمل دؤوب ومتوصل على مدار السنوات الماضية من أجل تعزيز تنافسية مصر في صناعة التعهيد، ومضاعفة حجم الصادرات الرقمية.

وأشار إلى أن تقدم ترتيب مصر 8 مراكز في المؤشر خلال عام واحد يعكس النمو الذي تشهده صناعة التعهيد في ضوء إقبال العديد من الشركات العالمية العاملة في هذه الصناعة الواعدة على الاستثمار بمصر، مضيفا أنه خلال عام تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية والمحلية المتخصصة لإقامة مراكز لها لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات لعملائها بالخارج انطلاقا من مصر.

وأشار الوزير إلى أنه في إطار استراتيجية مصر الرقمية لـ تنمية صناعة التعهيد يتم العمل من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» على مضاعفة حجم الصادرات من منتجات تكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها، وزيادة أعداد المهنيين المستقلين والمتخصصين العاملين بصناعة التعهيد، حيث يستهدف الوصول إلى 550 ألف متخصص، وتقديم خدمات بقيمة تصديرية تصل إلى 9 مليارات دولار في 2026.

من جانبه قال الدكتور محي عبدالسلام، الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، إن صناعة التعهيد هي قيام مؤسسة أو شركة ببعض خطوات لتصنيع خدمة معينة، مشيرا إلى أن شركات المعلومات هي الأكثر عملا في صناعة التعهيد وتشترك في هذه الصناعة أكثر من دولة سواء في التصنيع وصولا حتى التجميع والتركيب.

وأضاف عبدالسلام في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر الآن تسير على خطى ثابتة قطعت في هذه الصناعة من خلال شراكات تمت مع أكثر من 48 شركة حيث تعد رقم 23 في صناعة التعهيد على مستوى العالم، و2 على مستوى العالم العربي بعد الإمارات. موضحا أنه يتواجد قطاع المعلومات وصناعة التعهيد بكثرة في الوقت الراهن في الصين وأمريكا.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن صناعة التعهيد توفر نحو مليار دولار أرباح سنوية و35 ألف فرصة عمل للشباب، بما يعكس قوة القطاع وأهميته المستقبلية.

جدير بالذكر، أن التعهيد يقصد به استخدام واستئجار كفاءات وقوى وأفراد ووسائل وخدمات من مؤسسات أو شركات أو جهات ثالثة "خارج النطاق الجغرافي للبلد"، وهي طريقة جديدة لتقسيم العمل وتوفير المال والطاقة والوقت في مختلف قطاعات الحياة الاقتصادية وغير الاقتصادية، وذلك بإعطاء الجهة الثالثة المستعان بها الثقة ومهام ووظائف ومسؤوليات وصلاحيات وهيكليات معينة، وأنشطة كانت عادة تقوم بها "ذاتياً وتؤديها داخلياً الجهة المستعينة.

ما هي صناعة التعهيد

تعتبر صناعة التعهيد في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أحد أهم مصادر التصدير والعملة الصعبة الرئيسية في القطاع. وتعد مصر من بين أسرع وجهات خدمات التعهيد نمواً فى العالم، ومركزاً رئيسياً لتقديم خدمات التعهيد يدعم نمو أعمال المئات من الشركات العالمية. وتحتضن مصر اليوم أكثر من 150 مركزاً لتصدير هذه الخدمات، من بينها مراكز عالمية، ويستفيد هذا القطاع بشكل رئيسي من وجود مواهب وكفاءات عالية تجيد لغات مُتعددة، في وقت ينضم فيه إلى القوى العاملة أكثر من 600 ألف خريج سنوياً في العديد من التخصصات، جزء كبير منهم حاصلون على شهادات في اختصاصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

كما تشغل مصر المرتبة الأولى على مستوى أفريقيا والمرتبة الثانية عريباً و23 عالمياً في هذا المجال، وفقاً لمؤشر "مواقع الخدمات العالمية" الصادر عن مؤسسة "كيرني" الاستشارية العالمية لعام 2023. وهي تأتي بين قائمة أفضل 5 دول تقدم خدمات التعهيد بحسب تصنيف شركة "رايَن" للاستشارات الاستراتيجية، والتي أكدت في تقرير حديث أن مصر قادرة على تعزيز مكانتها كمنافس عالمي في خدمات تعهيد الأعمال (BPO)، مع خبرتها التي تمتد لأكثر من 20 عاماً في هذه الصناعة.

تطورت هذه الصناعة بشكل كبير في مصر حيث بدأت الحكومة المصرية في بادئ الأمر بالتركيز على خدمات تعهيد العمليات التجارية ومراكز الاتصال وخدمات تكنولوجيا المعلومات والدعم الفني، ثم وجهت الحكومة أنظارها نحو تعزيز مكانة مصر في مجالات تصدير خدمات القيمة المضافة وخدمات المعرفة والبحث والتطوير وتصميم الإلكترونيات والأنظمة المدمجة.