قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

يثبت الله العبد حتى لا يفتن


قال تعالى:- "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" سورة إبراهيم : آية 27: مكية
يحدثنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة عن تثبيته للمؤمنين، وأنه تعالى يقف بجوارهم حتى لايفتنوا فى دينهم ماداموا أخلصوا لله تعالى فى العباده ووثقوا فى الله تعالى بأنه لن يتركهم فى مواجهه الظالمين والتثبيت ليس فى الدنيا فقط وإنما فى الآخرة أيضاً.
معنى الآية: تُوحي كلمة التثبيت هنا بأن الإنسان ابنٌ للأغيار وتطرأ عليه الأحداث التي هي نتيجة لاختيار المُكلَّفين في نفاذ حكم أو إبطاله فالمُكلَّف حين يأمره الله بحكم قد ينفذه وقد لا ينفذه وكذلك قد يتعرض المكلّف لمخالف لمنهج الله فلا يُنفذ هذا المخالف تعاليم المنهج ويؤذي من يتبع التعاليم، وهنا يثق المؤمن أن له إلهاً لن يخذله في مواجهة الظروف وسينصره وهكذا لا تنال الأحداث من المؤمنون فهم قد آمنوا بوجوده وبقدرته وما دام المؤمن قد ثبت قلبه بالإيمان وبالقول الثابت فهو لا يتعرّض لزيغ القلب ولا يتزعزع عن الحق، والقول الثابت لأنه من الحق الذي لا يتغير وهذا القَول مُوجَّه للمؤمنين الذين يواجههم قَوم أشرار اختاروا أن يكونوا على غير منهج الله.
وتوضح الآية أن هذا القول للمؤمنين ضرورة أن يجعلوا أنفسهم في معيّة الله دائماً، فحسن الجزاء قد يكون في الدنيا التي يُثبَّت فيها المؤمن بمشيئة الله فأنت في الدنيا تحوز على أي شيء بأن تتعب من أجل أن تحصل عليه فما بالك بالآخرة التي لا تكليف ولا أسباب فيها وكل ما فيها قد جهزه الحق تعالى مقدما للإنسان ثواباً لمن آمن فإذا كان الله يُثبت الذين آمنوا في الدنيا بالقول الثابت الحق فتثبيته لهم في الآخرة هو حياة بدون أسباب.
وقوله "وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ" أى سبحانه يُضل الظالم لأنه اختار أن يظلم؛ وهو تعالى جعل للإنسان حق الاختيار فمن اختار أن يظلمَ لا بد له من عقاب والكافر يظلم نفسه لأنه أنس إلى الكفر فالله يختم على قلبه فلا يخرج من الكفر، ولا يدخل إليه الإيمان فما دام الكافر يطلب أن يكون كافراً فالله يمد له في أسباب الكفر ليأخذه بعد ذلك بها.
ما يستفاد من هذه الآية أنه يجب على المؤمن أن يكون على يقين بأن الله تعالى لن يتركه فى الدنيا بل دائماً ما يثبت الله العبد حتى لايفتن.