قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حازم.. وأم حازم.. وبلد حازم!


قبل أيام فوجئت بأخى الأصغر حاتم يضع على صفحته على فيس بوك صورة وشعار المرشح الإخوانى، وليس السلفى، المستبعد من انتخابات الرئاسة حازم صلاح أبو إسماعيل، وشعاره الأثير سنحيا كراما، وبالطبع ليس لدى أى اعتراض أو حق فى التدخل فى خيارات أحد، وما يعتقد، فهذه حرية شخصية، فى بلد نأمل جميعا أن يعرف جميع أبنائه الحرية الحقيقية: حرية الرأى، والاعتقاد، والتعبير، والأهم ألا نعتدى بحريتنا حرية الآخرين.
لا يقلقنى أن أخى، وعشرات الآلاف مثله من الشباب، يجدون فى المحامى حازم صلاح أبو إسماعيل قدوة ومثلا، فنحن نعانى غياب القدوة الحقيقية فى هذا البلد، ومن ثم يتعلق الناس بأهداب، وتلابيب، أى شخص له أمارة، أو قدرة على الحشد أو التأثير فى الناس، لكن ما يزعجنى حقا، هو الطريقة التى يدير بها، ويتحكم فيها حازم صلاح أبو إسماعيل بعقول واتجاهات، ومسار الكثير من الناس فى هذا الوطن، ويصدقونه إلى حد تغييب العقل والمنطق.
حازم صلاح أبو إسماعيل محامى إخوانى، وكان والده نائبا معارضا فى البرلمان، وشخصية وطنية كان يحسب لها الرئيس الراحل أنور السادات ألف حساب، وكان من بين عشرين نائبا لا أكثر ولا أقل عارضوا اتفاقية السلام مع إسرائيل، فقرر السادات حل البرلمان لإخراجهم منه، فخرجوا جميعا بالتزوير ما عدا الشيخ صلاح أبو إسماعيل والمرحوم المستشار ممتاز نصار.
حازم صلاح أبو إسماعيل محام عادى فى سلم المهنة، لم يعرفه الناس إلا حين رشحه الإخوان لعضوية مجلس نقابة المحامين، ونجح لدورة لم يسجل فيها حضورا، ولم يعد الكرة، ثم رشحه الإخوان عام 2005 فى انتخابات مجلس الشعب فى دائرة الدقى، أمام الوزيرة السابقة أمال عثمان، وقيل أنه لم ينجح بسبب التزوير.
اختفى حازم صلاح أبو إسماعيل عن الحياة العامة، وإن ظل يظهر فى بعض الفضائيات الدينية، حتى زحف إلى ميدان التحرير بعد 28 يناير، وليس قبلها، وجعل من نفسه أحد زعماء الثورة، ثم استقال من الإخوان حسبما قال المرشد العام السابق مهدى عاكف أعلن ترشحه للرئاسة، وهذا حقه لا يحاججه فيه أحد، حتى ظهرت مشكلة أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية فتم استبعاده من سباق الرئاسة.
شخصيا أتعاطف مع حازم صلاح أبو إسماعيل، وأرى أن من حقه الترشح لرئاسة الجمهورية، فهو مصرى ابن مصرى، ولا يجوز أن يمنع أحد من حق سياسى بسبب أم أو أب، فالرئيس الأمريكى باراك أوباما والده كينى، لكن أوباما الأبن ولد فى أمريكا وعاش مع أمه الأمريكية وبالتالى تمتع بكافة الحقوق والواجبات، أما الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فوالده مجرى هاجر إلى فرنسا وتزوج من فرنسية من أصول يونانية يهودية، ومع ذلك لم يحرمه الدستور الفرنسى من الترشح والفوز بالرئاسة.
وأعتقد جازما أن لجنة صياغة التعديلات الدستورية التى ترأسها المستشار طارق البشرى أخطأت خطأ جسيما يصل إلى حد الجريمة، حينما وضعت فى المواد التى استفتى عليها الشعب فى التعديلات الدستورية، نصا يمنع أى مصرى يحمل والده أو والدته أو زوجته جنسية غير الجنسية المصرية
لكن المشكلة أن أبو إسماعيل نفسه وتياره الإخوانى والسلفى هم من دعوا إلى التصويت بنعم على هذه التعديلات فى غزوة الصناديق الشهيرة، لذلك لا يجوز له الآن أن يعترض على نص دستورى وافق عليه الشعب بأغلبية كبيرة، حتى ولو لم يرضينا أو يتوافق مع مصالحنا.
مشكلة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أنه يعرف أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية ودخلت وخرجت من مصر بجواز سفر أمريكى،
وبدلا من الاعتراف بهذه الحقيقة سارع إلى رفع دعوى قضائية أمام مجلس الدولة يطالب فيها وزارة الداخلية بإثبات ان أمه مصرية الجنسية، ولم تحصل على جنسية أخرى، ومعنى أن تحصل على جنسية أخرى أنها لم تتقدم رسميا بطلب لوزارة الداخلية تبدى فيها رغبتها فى الاحتفاظ بالجنسية المصرية بعد حصولها على الجنسية الأمريكية كما يقول القانون.
مشكلة الشيخ حازم أنه رجل قانون، وبالتالى كان عليه أن يحترم القانون والتعديلات الدستورية، وأكثر من 77% قالوا أن المرشح للرئاسة لا يجب أن يحمل والده أو والدته أو زوجته جنسية غير الجنسية المصرية، وبدلا من الالتزام بالقانون لجأ الشيخ حازم إلى القضاء، وحاصر هو وأنصاره مجلس الدولة الذى كان ينظر قضيته، ثم حاصر اللجنة العليا للانتخابات، واعتصم أنصاره أمامها قبل صدور القرار لإحداث نوع من الضغط والترهيب على العاملين فى اللجنة، وبدلا من الامتثال لقرار استبعاده دعا أنصاره للاعتصام فى التحرير.
وقبل يومين كنت مارا بالميدان ليلا، حيث وجه الشيخ حازم كلمة لأنصاره يتحدث فيها عن التزوير وعن المؤامرة الكونية لاستبعاده، وعن الحرب على الشريعة، وعن تزوير الانتخابات، أي أنه لا يزال مصرا على التصعيد، ودفع الشباب إلى الصدام مع مؤسسات الدولة، وإلى عدم استكمال المرحلة الانتقالية، وإلى عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، وعدم كتابة دستور جديد.
يا شيخ حازم أنت أعلم الناس بأن والدتك تحمل الجنسية الأمريكية، وقد دعاك شيوخ السلفية للحضور والقسم على المصحف أمامهم أن والدتك لم تحمل غير الجنسية المصرية فلم تحضر..
وحين ذهبوا للإطلاع على الأوراق الموجودة فى لجنة الانتخابات اتهمتهم بالخيانة يا شيح حازم جنسية والدتك أنت حر فيها.. لكن وطن 80 مليون مصري لست حرا فيه.. ولن نسمح لك بإحراقه، من أجل جنسية والدتك، أو الأموال التى أنفقتها على حملتك الانتخابية ولا نعلم من أين جاءت ومن دفعها ولماذا.. لكننا نشعر بأن ما تقوم به يقود الوطن إلى فوضى غير مسبوقة، نريد أن نعرف منك من يريدها ويسعى إليها؟!.
[email protected]