قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إسماعيل مشرف رائد فن الخط العربي.. حضر من البحيرة وتزوج واستقر ببني سويف.. وخمسة جنيهات أول أجر له.. فيديو وصور


  • الحاج إسماعيل:
  • أول ورقة كتبتها في عام 56 بعد العدوان الثلاثي على مصر
  • أول أجر لي كان خمسة جنيهات بما فيها سعر القماش
  • مصر هي الأمل وبدونها لا تساوون شيئا
  • ولد في "شبراريس "بالبحيرة وتزوج وأقام في بني سويف

الحاج إسماعيل مشرف صاحب الـ77 عاما رائد فن الخط العربي ببني سويف، فهو واحد بل أهم فناني الخط العربي ليس فقط على مستوى المحافظة بل على مستوى الجمهورية بأكملها.

تخرج على يدي إسماعيل مشرف جميع خطاطي المحافظة، فهو المعلم الذي علم مئات الخطاطين بمراكز وقرى المحافظة عن طريق مدرسة الخط العربي وعن طريق مكتبه الذي أطلق عليه اسم "هاجر" نسبة إلى ابنته.

سنوات عديدة قاربت النصف قرن من الزمان قدم خلالها الفنان إسماعيل مشرف خطا عربيا بديعًا، له مفاتنه وتكويناته وإيحاءاته وأصالته ودلالاته، فهو دائما ما يقول: "الخط يجعل الإنسان خلاقا ومبدعا".

التقى موقع "صدى البلد" مع عم إسماعيل عبد الرحمن مشرف، رائد فن الخط العربي ببني سويف، في مكتبه بمنطقة أرض المحلج بمدينة بني سويف الذي داوم الذهاب إليه رغم الظروف الصحية التي ألمت به.

ولد إسماعيل عبد الرحمن مشرف السيد حسن في عام 1940 في قرية شبراريس مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة لأب فلاح ولديه 10 أشقاء 6 بنين و4 بنات.

يقول عم إسماعيل: "كنت في المرحلة الإعدادية، وفي عام 1956 وبعد العدوان الثلاثي على مصر خرجنا كشباب الأزهر الشريف، وأطفال وشيوخ لنؤازر رئيسنا جمال عبد الناصر ونقوي عضده جنبا إلى جنب مع إخواننا في بورسعيد، ففكرنا كشباب القرية أن نحضر ألواحا من الورق ونكتب عليها شعارات، وبعد أن كتب كل منا شعاراته اكتشفنا أن أجمل خط على الورقة الخاصة بي من بين جميع الخطوط، فاكتفينا بكتاباتي واستعنا بجريد النخيل لنحمل عليه اللافتات وكتبنا "بورسعيد حرة، تحيا مصر، تعيش بورسعيد وغيرها من الشعارات ونطوف القرية والقرى المجاورة".

وأضاف رائد الخط العربي: "اكتشفني مدرس لي بالأزهر الشريف وأوصاني بالالتحاق بمدرسة الخطوط سواء في الإسكندرية أو طنطا، وبالفعل حولت من معهد دمنهور الديني إلى مدرسة تحسين الخطوط بطنطا، وكانت الدراسة بها مسائية وكنت أمارس الكتابة إلى أن أتممت دراستي 4 سنوات ثم حصلت على الماجستير في الخط العربي وسجلت للدكتوراة، ولكن انشغالي بالكتابة أخذ مني الوقت".

ويتذكر "مشرف" أن أول أجر تقاضاه من الكتابة هو خمسة جنيهات بما فيه ثمن القماش، وقال: "كتبت على القماش والبلاستيك، والخشب، والرخام، والبانر وخلافه، وقمت بتصميم الإعلانات في الجرائد وإخراج الصفحات، خاصة في جريدة "الوطن" الكويتية ومحليا جريدة "أخبار بني سويف" التي كانت تصدر عن المحافظة حينذاك".

ويضيف: "عشت طفولتي وسط حديقة من الزهور، ما أثر في تكويني وتشكيلي كمتذوق للفن عامة وللخط العربي خاصة".

وعن أنواع الخطوط، قال "مشرف": "يوجد الخط الكوفي، خط النسخ، وخط الثلث، وخط الرقعة، وخط الديواني، والخط الفارسي، وأتعامل مع جميع الأنواع كأولادي، فلهم نفس الحب والمكانة".

وأضاف: "حب العمل وإتقانه سبب استمرار الإنسان ونجاحه في الحياة"، موصيا الشباب بحب الوطن والإخلاص.

وتابع: "عندما يكون في يدي لافتة أو عمل ما أفضل الهدوء والسكون التام والتركيز، ولا أفضل أن يكون هناك خلفية موسيقية ولا تليفزيون ولا خلافه بل كل تركيزي في العمل فقط".

وأهدى عم إسماعيل "صدى البلد" ورقة وكتب عليها "صدى" كتبها من اليمين للشمال ومن الشمال لليمين كما تكتب الأختام.

فيما قال محمد إسماعيل مشرف، نجل الخطاط الكبير: "ذاع صيت والدي على مستوى بني سويف والمحافظات المجاورة، حتى إنني أفتخر عندما أذهب لمحافظة ما كالمنيا مثلا وأجد عملا مدون عليه اسم والدي، الذي ظل يعطي لأكثر من 50 عاما إلى أن أصيب بمياه بيضاء في عينيه، وتم إجراء أكثر من عملية جراحية له، ونجحت تلك العمليات وعاد للعمل مرة أخرى، وهو في قمة السعادة، وفي عام 2011 كنا متجهين للقاهرة لمتابعة العملية فحدث لنا حادث فقد على أثره النظر نهائيا، لكنه لحبه للعمل لا يستطيع الجلوس في المنزل، فهو دائم التواجد في المكتب ولا تنقطع توجيهاته لي ولحفظه للمكان يعتمد على نفسه في تحركاته ولا يعتمد على أحد وكأنه مبصر تماما، فهو لا يريد أن يشعرنا بالتعب أو الانشغال به".

وأضاف محمد: "يعاملني والدي كصديق وليس كابن فحسب على الرغم من جديته في التعامل وصرامته وإصراره على إخراج العمل في أحسن صورة، إلا أنه صاحب دم خفيف، فوسط كلامه الجاد والحاد أحيانا تجده يخرجك من تلك الحالة بقفشة أو نكتة أو "إفيه" حتى لا تمل من كلامه".