قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أثري: شارع «الأشراف» هو «مجمع الأولياء» فى مصر.. وبه مقام «ابن سيرين»


أكد الأثري سامح الزهار، المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، أن القاهرة لا تزال أهم مسرح لأحداث التاريخ المختلفة، فهي المدينة الوحيدة في العالم بشهادة المستشرقين التي يمكن فى دروبها اكتشاف أشياء جديدة يوميا، ما يضفي على روح تلك المدينة شيئا من الخصوصية والشغف.

وذكر الزهار أهم المزارات الأثرية في القاهرة، التي لم تكن معلومة للكثيرين، وهو شارع يسمى "شارع الأشراف" في حي الخليفة في قلب قاهرة المعز، وعنده يتجمع المحبون والمريدون وأصحاب الطرق وعشاق آل البيت ومحبو الأولياء، ويستمع الزائر في جنباته لعبارات صوفية وأشعار تخرج من بين الحجر الساكن على الجانبين.

وقال إنه يوجد فى شارع الأشراف، على سبيل المثال، مقام بن سيرين الشهير، وهو أحد أهم وأشهر مفسري الأحلام وهو عبد الغني عبد الله البلاسي ويرجع لقبه بـ "ابن سيرين لمحبته البالغة لأمه السيدة "سيرين" أخت السيدة مارية القبطية زوجة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنه يوجد في هذا الشارع مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها، وقبة أم الصالح وهي فاطمة أم الملك الصالح، ومسجد خليل بن قلاوون، وهو واحد من أقدم مساجد مصر الأثرية.

وأضاف أنه يوجد في الشارع ذاته مسجد السيدة رقية أخت السيدة زينب وسيدنا الحسين، ويميز هذا المسجد المحرابين القديمين وهما عبارة عن محراب للسيدة رقية وآخر لخادمتها السيدة أسماء، كما يميز الشارع وجود قبتي "عاتكة والجعفري"، موضحا أن قبة "عاتكة" ترجع إلى عاتكة بنت زيد ابن عمرو ابن نفيل العدوية وهي ترجع إلى سنة 1122 م، أما قبة "الجعفري" فتعود إلى محمد الديباج بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، كما يزين الشارع مسجد "السيدة سكينة" بنت الإمام الحسين ويميز هذا المسجد القبة النحاسية ذات التاج الخشبي والذي ينتصفه عمود حجري رائع.

وأوضح أنه يوجد بالشارع أيضا عدد كبير من الأضرحة مبهمة الأسماء التي طالها الإهمال والعبث بفعل الزمن، وقد أطلق عليها "مجمع الأولياء"، لافتا إلى أن الميزة الخاصة التى تميز شارع الأشراف هى أنه يلتحف فيه التراث المادي بالتراث المعنوي، والتراث المادي هنا هو المباني والآثار التي تمثل بفقه عمرانها قصائدا للحجر، ويميز عمارة مبان هذا الشارع دقة و رشاقة العمارة الفاطمية مع قوة وضخامة العمارة المملوكية بشكل مميز.

ولفت إلى أن التراث المعنوي للمكان يتجلى في مريديه وطقوسهم وصنديق النذور وأصحاب الحاجات والمحبين لآل البيت أو كما يسميه الباحثين بـ "بقيع مصر"، ورغم أن تلك العادات والتقاليد المرتبطة بالشارع لا يوجد لها أصل ديني أو بعضها يمكن أن يكون غير مستحب ببعض الرؤى الفقهية لكن الأمر هنا يجب ألا ننظر إليه كذلك وأن ننظر إليه فقط كظواهر شعبية مصاحبة للمكان وليست ظواهر دينية، وهذا ما يعتد به كبار العلماء والباحثين في التراث في العالم.

وأكد الزهار أن هذا الشارع ليس له مثيل في العالم، مطالبا بالاهتمام به بترميمه والحفاظ على طابعه الثقافي الخاص ووضعه على خريطة السياحة المصرية لما سيقدمه من مستقبل آخر في السياحة، فالقاهرة تحديدًا بها أكثر من ألف مزار ثقافي إسلامي أثري لا يعلم أحد عنهم شيئًا سوى بعض المتخصصين أو قاطني المنطقة، كمسجد وضريح سيدي عمر بن الفارض المعروف بـ"سلطان العاشقين" الكائن في المقطم وهو أحد أبرز وأهم شعراء العربية، خاصة الصوفيين وأشعاره يتم إنشادها وغناؤها بل وتدريسها في معظم جامعات أوروبا، وحتى الآن لم يتم الاهتمام أو على الأقل الإشارة إلى هذا المزار الذي يمكن وحده أن يستجلب آلاف السائحين من رواد السياحة الثقافية.

وأشار إلى أن بعض المزارات التراثية في مصر تم تدميرها بالكامل، وأبرزها كان ضريح "المقريزي" أهم مؤرخي زمنه وأشهر مؤرخي التاريخ الإسلامي في العالم، وتدمير ضريح العلامة "ابن خلدون" وهو أستاذه، لافتا إلى أن الضريحين تم تدميرهما بتدمير مقابر الصوفية التي كانت موجودة عند باب النصر، ولذلك يجب تكثيف الاهتمام وحماية ما تبقى من تراث مصر الأثري الثقافي حتى لا نفقد ما تبقى لدينا.