الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المحرصاوي: طلاب أكثر من 100 دولة يدرسون في الأزهر

صدى البلد

قال الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن الجامعة يدرس بها طلاب من أكثر من مائة دولة من مختلف دول العالم تمثل جميع القارات مما يؤكد مدى تميز الأزهر بوسطيته واعتداله وقبول الآخر، مشيرًا إلى أن الطلاب الوافدين سفراء للمؤسسة ومنهجها.

جاء ذلك خلال استقبال رئيس جامعة الأزهر وفدًا من وزارة الشئون الدينية، برئاسة الدكتورة يوري ياسين مسئولة إدارة المنح الدراسية للشرق الأوسط وآسيا وأمريكا بوزارة الشئون الدينية، والدكتورة ياني مديرة مشروع 5 آلاف منحة دراسية للحصول على الماجستير والدكتوراه وعثمان شهاب المستشار التربوي والثقافي بالسفارة الإندونيسية بالقاهرة.

ورحب الدكتور المحرصاوي بالوفد، مؤكدًا أن الأزهر بصفة عامة والجامعة بصفة خاصة يهتمون بالطلاب الوافدين، موضحًا أن هناك اتفاقيات علمية متعددة وقعت مع إندونيسيا، حيث إن هناك اتفاقًا من عام 2010 لمدة 3 سنوات يجدد تلقائيًا، بشأن تبادل الزيارات بين أعضاء هيئة التدريس وإجراء البحوث العلمية مع الجامعات الحكومية هناك مع جامعات إندونيسيا.

وأكد حرص جامعة الأزهر على تنفيذ مشروع «5 آلاف دكتور إندونيسي» يحصلون على الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر بما يخدم العملية التعليمية بالجامعات الإندونيسية، مطالبًا الوفد بتحديد المسار التعليمي للطلاب الإندونيسيين فيما يخص توحيد التخصص ما بين الليسانس والبكالوريوس وتسجيل التخصص في الماجستير والدكتوراه، علاوة تحديد الأعداد المطلوبة في التخصصات المختلفة.

وأشار إلى أن دولة إندونيسيا من أكبر الدول المسلمة من حيث عدد السكان، وكذلك الأكبر من حيث عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون في الأزهر الشريف والوحيدة التي يوجد لها مبانٍ سكنية للطلاب المغتربين.

وألمح إلى أن الطلاب الوافدين يحظون باهتمام خاص من الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذي يعقد معهم اجتماعات دورية عبر برلمان الطلاب الوافدين، بحضور قيادات الجامعة وتأسيسه مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لمساعدة الطلاب الوافدين على تعلم لغة القرآن الكريم، إضافة إلى تأسيس مكتب لرعاية الطلاب الوافدين يتبع الإمام الأكبر مباشرة، علاوة على تأسيس فضيلته إدارة لرعاية الوافدين بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إضافة لإقامة كاملة لأغلب هؤلاء الطلاب في مدينة الأزهر للمبعوثين، وتقديم شروح ميسرة للمواد حتى لا يضطر الطلاب للجوء للمتطرفين خارج مدينة البعوث ليشرحوا لهم، ورحلات صيفية لمن يقيم من الطلاب في القاهرة ولا يستطيع السفر لأهله.

وأوضح المحرصاوي، أن هذه الجهود تصب في مصلحة طالب العلم الوافد من مختلف دول العالم الذي نعده ليكون سفيرًا للأزهر الشريف وللإسلام ويعود لبلاده رافعًا لواء الوسطية والاعتدال الذي هو المنهج الحقيقي لمؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة.

وتابع: أنه لاحظ خلال مرافقته للإمام الأكبر شيخ الأزهر في زيارته الأخيرة لإندونيسيا نهاية إبريل الماضي من العام الجاري مدى الاحترام والتقدير ومشاعر الحب والإجلال للأزهر الشريف وشيوخه، من قبل الإندونيسيين واحتشاد آلاف المواطنين بشكل عفوي على جوانب الطرق للترحيب بهم في مشهد مهيب، رافعين علم مصر كل ذلك يعكس قيمة ومكانة الأزهر في قلوب الإندونيسيين ومما يؤكد على عُلُو مكانة الأزهر الشريف وقيمته حكومةً وشعبًا، علاوة على ما شهدته الزيارة التاريخية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى دولة إندونيسيا، عام 2016 ومنحه الدكتوراه الفخرية تقديرًا واعتزازًا بإسهاماته وجهوده العلمية والدينية في نشر قيم الوسطية والسلم والتعايش ونبذ العنف والإرهاب من قبل جامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية باندونيسيا

من جانبه، نوه الوفد الإندونيسي والذي ترأسه إحدى خريجات كلية الدراسات الاسلامية للبنات قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بعمق العلاقات بين مصر وإندونيسيا منذ القدم، مشيرين إلى أن هناك 7 آلاف طالب وطالبة يدرسون بجامعة الأزهر علاوة على منح 18 طالب منحة الحصول علي الماجستير والدكتوراه بجامعة الأزهر.

ولفت الوفد إلى أن هناك آلاف من الطلاب الإندونيسيين تخرجوا من الأزهر ومنهم الرئيس الخامس للجمهورية عبدالرحمن وجيد، مستكملا "هذا شرف لنا أن يدرس أبناؤنا في الأزهر من منبع الوسطية والاعتدال، مانستطيع أن نواجه به ظاهرة الإرهاب، كما نريد أن نتعاون في مواجهة مايفرض علينا من تحديات".

وذكر الوفد الاندونيسي أن الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي المنفتح لا يعد بالنسبة لإندونيسيا وشعبها فقط مجرد مدرسة لتلقي العلوم الشرعية، وإنما هو ضمانة لاستدامة ثقافة التسامح والتعايش التي تجمع أبناء الشعب الإندونيسي على اختلاف أعراقه وأديانه، كما أن رفض الأزهر القاطع لفكر العنف والتكفير، وهو المنهج الذي يتربى عليه سفراء الأزهر من الطلاب الوافدين، ومن بينهم طلاب إندونيسيا، كان احد العوامل التي ساهمت في تحصين أبناء إندونيسيا من الوقوع في براثن جماعات العنف والإرهاب، التي فشلت في إبعاد أبناء هذا البلد العريق عن روحه السمحة وثقافته التعددية.