أمريكا: نطالب مرسي والساسة بالالتزام بالتسامح الديني والتمسك بالالتزامات الدولية "قولاً وفعلاً"

أعلنت الولايات المتحدة أن بيانًا مصريًا بشأن التسامح الديني "خطوة أولى طيبة" لكن يجب على مصر عمل المزيد بعد نشر تصريحات لاذعة بشأن الصهاينة أدلى بها الرئيس محمد مرسي في 2010، على حد وصفهم.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة تصريحات مرسي عندما كان قياديًا في جماعة الاخوان المسلمين وطالبته صراحة بالتبرؤ منها.
وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين "هذا التصريح كان خطوة أولى مهمة لتوضيح أن ذلك النوع من التعليقات الهجومية التي رأيناها في 2010 غير مقبولة وغير مثمرة وينبغي ألا تكون جزءًا من مصر ديمقراطية".
وأضافت "على هذا الأساس نتطلع إلى الرئيس مرسى والقادة المصريين كي يظهروا التزامهم بالتسامح الديني والتمسك بكافة التزامات مصر الدولية قولاً وفعلاً". وقالت نولاند "نعتبر هذا خطوة أولى جيدة. ينبغي أن يواصلوا السير في هذا الطريق".
وبذكرها الالتزامات الدولية بدا ان نولاند تشير إلى اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في 1979. وتقدم الولايات المتحدة لمصر مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار منذ توقيع معاهدة السلام.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هذا الأسبوع إنها حصلت على فيديو لخطاب ألقاه مرسي عام 2010 حث فيه المصريين على إرضاع أبنائهم وأحفادهم "كراهية اليهود والصهاينة".
وأضافت الصحيفة أن مرسي وصف في مقابلة تليفزيونية بعد ذلك بشهور الصهيونيين بأنهم "مصاصي الدماء.. مشعلي الحروب.. أحفاد القردة والخنازير".
وعقب ذلك صدر تصريحان عن السلطات المصرية قالت في أولهما إن التعليقات انتزعت من سياقها وأكدت التزام مرسي بالاحترام الكامل للأديان وحرية الاعتقاد والعبادة. وقال التصريح الثاني إن الحكومة المصرية ترفض جميع أشكال التمييز والتحريض على العنف أو العداء على أساس الدين. وبدا أن هذا التصريح أرضى الولايات المتحدة بعض الشيء لكن ما زالت لديها مخاوف.
وتبدو تصريحات مرسي مناقضة للصورة الدبلوماسية المعتدلة التي سعى الرئيس الإسلامي لرسمها لنفسه منذ تقلده المنصب العام الماضي ويمكن أن تثير قلق حلفاء مصر الغربيين الذين يحتاج إلى مساعدتهم لمواجهة الأزمة المالية التي تمر بها مصر.
وتحاول الولايات المتحدة التي كان الرئيس السابق حسني مبارك حليفًا وثيقًا لها حتى إسقاطه في انتفاضة شعبية عام 2011 أن تبني علاقة اعتماد متبادل مع مرسي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق هذا الاسبوع إنها أبلغت السلطات المصرية بأن تصريحات مرسي ستكون بالتأكيد مبعث قلق في الكونجرس الأمريكي الذي تحاول إدارة أوباما إقناعه بتقديم دعم اقتصادي لمصر.