قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

معلومات لا تعرفها عن طهطا مدينة رائد التنوير مبهر الفرنسيين


تعد "طهطا" من المدن القديمة الفرعونية، وقد ذكرها جوتيه فى قاموسه باسم "هات شيتوب"، لافتا إلى انها مدينة فى القسم العاشر وهو قسم كوم إشقاو.

وكشف الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق، عن تاريخ طهطا، قائلا إن هايسوبيس هو الاسم الرومى لها، ويقال أن اسم طهطا باللغة المصرية القديمة يعنى معبد الأرض.

ولقد احتفظت طهطا بكيانها ووضعها المتميز كمدينة منذ العصر الفرعونى وحتى الآن، ولهذا فهى تعتبر حاليًا واحدة من أهم المدن التابعة لمحافظة سوهاج، ومما يدل على أن طهطا كانت أيضًا متميزة فى العصر الإسلامى ذكرها المتكرر فى عديد من البرديات العربية المحفوظة حاليًا بدار الكتب المصرية بالقاهرة.

كما أنها وردت فى كتاب قوانين الدواوين للمؤرخ المصرى الوزير الأسعد بن مماتى من القرن 7هـ/ 13م، على أنها أحد توابع أسيوط، وقد كانت كذلك بالفعل وأكد على هذا القول المؤرخ ابن دقماق من القرن 9هـ/ 15م، الذي أضاف أن طهطا وجرفها – أى القرى التابعة لها – تدر دخلًا للدولة مقداره اثنا عشر ألف دينار وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك العصر كما أن مساحتها بلغت أربعة آلاف وأربعين فدانًا.

أما عن العلماء فى طهطا، فقد أنجبت لمصر أحد رواد التنوير فى العصر الحديث وهو رفاعة رافع الطهطاوى، الذى ولد بمدينة طهطا فى عام 1801م وبعد أن حفظ القرآن الكريم سافر إلى القاهرة ليكمل تعليمه بالأزهر الشريف، وبعد ثمانية أعوام من التحاقه بالأزهر عين إماما فى الجيش للفرقة التى يرأسها حسن بك المانسترلى، ثم تم ترشيحه بأمر من محمد على باشا ليكون إمام البعثة المسافرة إلى فرنسا، وقد أمضى بها خمسة أعوام تعلم خلالها الكثير ونال احترام أساتذته الفرنسيين، من أمثال المسيو جومار والمسيو جوزيف أجوب، ونجح خلال إقامته فى فرنسا فى تعلم فن ترجمة الكتب كما أنه ألف كتاب "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز".

وبعد عودة رفاعة الطهطاوى إلى مصر تم تعيينه ناظرا لمدرسة الألسن، التى بذل كل جهده لجمع التلاميذ لها من كل الأقاليم والبقاع، وترك رفاعة الطهطاوى مكتبة خاصة فخمة بها أربعة آلاف وخمسمائة كتاب من مختلف فنون الثقافة، وترجم هو وتلاميذه من أمهات الكتب ما يقارب الألف كتاب،وتوفى بمدينة طهطا مسقط رأسه عام 1873م، بعد أن قام بأعمال جليلة فى مجال التعليم كتبت له بأحرف من نور فى تاريخ عظماء مصر.