الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركز البحوث الزراعية في ببا ببني سويف.. أصله استراحة للملك فاروق.. يد الإهمال تطالها بعد ضياعها بين الزراعة والآثار.. صور

مركز البحوث الزراعية
مركز البحوث الزراعية

سدس الأمراء قبلة المواطنين في شم النسيم
اتخذها الملك فاروق استراحه له في المناسبات
الإهمال يضرب الاستراحات التي ضاع حقها بين الزراعة والاثار


مزرعة " سدس الأمراء " قديما والاسم الأشهر لمركز البحوث الزراعية حتي الآن قبل وبعد تأسيسها عام 1962 في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر،  والتي زارها وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبو ستيت والمستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف ، أسسها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على مساحة 279 فدانا كنواة بحثية إرشادية لخدمة أغراض البحث والإرشاد الزراعي، والتي تعتبر ضمن أكبر 4 محطات بحثية للمحاصيل الحقلية التابعة لمركز البحوث الزراعية على مستوى مصر والشرق الأوسط ، ويعمل بها أكثر من 225 ما بين باحث وأخصائي وفني هندسي وزراعي وإداريين وعمال وسائقين.

كما تضم المحطة 7 معاهد بحثية وهي معهد بحوث المحاصيل الحقلية بأقسامها المختلفة من القمح، والذرة الشامية والبقوليات والعلف والزيتية والبصل، ومعهد بحوث القطن ومعاهد بحوث الأراضي والمياه، الإرشاد الزراعي، الهندسة الزراعية، أمراض النباتات، وقاية النباتات، بالإضافة إلى معمل مركزي للحشائش، بجانب فروع الإنتاج الحيواني البحثية، والتي تشمل الأبقار البلدي والخليط مع السلالة الفرنساوي والجاموس المصري، والأغنام، والدواجن، الأرانب.

وتستنبط المعاهد البحثية بالمحطة وتنتج العديد من أصناف القمح عالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض ذات صفات تكنولوجية جيدة مثل قمح الخبز (سدس 1 و12 و 13و14)، وقمح المكرونة (بني سويف 1 و3 و4 و5 و6) واستباط أصناف القطن المصري طويل التيلة (جيزة 90 و95) الذي يزرع في الوجه القبلي، علاوة على استنباط وإنتاج هجين الذرة الشامية (هجين فردي أبيض وأصفر) عالية المحصول، بجانب استنباط أصناف من الفول البلدي المقاوم للهالوك، والبرسيم المصري.

فعلي بعد ما يقرب من ثلاثين كيلو متر جنوب مدينة بني سويف، اتخذ الملك الراحل "فاروق"، استراحته داخل مزرعة "سدس الأمراء"، في مواجهة مبنى الوحدة المحلية لقرية سدس، التابعة لدائرة مركز ببا جنوب محافظة بني سويف، لتكون قبلته التي يشعر فيها بالهدوء والراحة النفسية، بسبب موقعها بين الخضرة والجمال.

وإستراحة الملك فاروق داخل المزرعة مكونة من طابقين كل طابق يحتوي على 4 غرف كبيرة وحمام بالدور الأرضي ومطبخ كبيرين.

الاستراحة كان يزورها لملك فاروق للإقامة بها بين الحين والآخر وسط موقعها المتميز و المحاطة بمئات الأفدنة المزروعة بمختلف انواع الزراعات والحدائق ومزارع الحيوانات والطيور ومناحل تربية نحل العسل ، والبعد عن زخم المدينة ، فضلا عن تواجد عدد آخر من الاستراحات الصغيرة داخل مزرعة "سدس"، كانت مخصصه للحراسة وبعضا من كان يصطحبهم الملك فاروق معه فترة إقامته.

وبعد فترة من الزمن تحولت هذه الاستراحات إلى مكاتب إداريه ودارا لإقامه للمهندسين المغتربين المختصين في البحث الزراعي ، من مختلف محافظات مصر وجميع الاستراحات التابعة لها ، ومنها استراحة الملك التي تتمسك وزارة الزراعة بملكيتها لمبانيها والاستراحات جميعًا لها طابع معماري بسيط جدًا أهم ما يميزه الإتساع في مساحة الغرف وعدم الارتفاع أكثر من طابق أو إثنين والأرضيات الخشبية .

وبالرغم من انها ثروة اثرية وقيمة فنية نادرة تتميز بطابع معماري فريد وموقع براق وسط الزراعات إلا أن يد الاهمال قد طالتها بعدما تجاهلها المسئولون .

استراحة الملك فاروق آخر ملوك مصر، كانت قبلة للزائرين قديمًا من الوزراء والشخصيات العامة، وكان أول من زارها عقب ثورة يوليو 1952 المهندس سيد مرعي، وزير الزراعة آنذاك ثم تلاه عدد من الوزراء علي مدار الاعوام الماضية كما كان من المعتاد قضاء محافظي بني سويف ليوم شم النسيم بهذه الاستراحة وسط المساحات الخضراء.

ومنذ فترة طويلة طالتها يد الاهمال بعد وقوعها تحت سلطة وزارة الزراعة ولم يتم ضمها لوزارة الآثار التي رفضت ترميمها أو الاهتمام بها بحجة انها ليست تحت ولايتها فباتت تعاني من الإهمال في جميع مرافقها بعد سقوطها من ذاكرة المسئولين الذين قاموا باغلاقها وتسريح العمال الذين كانوا يعملون بها بعدما كانت احد أهم المزارات السياحية بالمحافظة.

أستخدمت استراحة الملك "فاروق"، لإقامة مأمور مركز شرطة ببا، وذلك عقب قيام ثورة يناير 2011 وحريق مركز شرطة ببا، ولم يتبق من الاستراحة سوى المبنى فقط، كذلك بعض الاستراحات الأخرى تم تخصيصها للضباط حتى تم الإنتهاء من بناء وتجديد مركز الشرطه الجديد بمدينة ببا.