EN
ليس بين طيور بلادنا ما نفاخر به أكثر من طائر الشنار، فهو الأوفر جمالًا وأناقةً، وابن الجبال والصخور والرياح، وصاحب العرش الذهبي في مملكة تراثنا البيئي والشعبي.
"طائر الشنار"، المعروف بطائر الحجل، هو رمز صمود الفلاح في أرضه وأنيس الراعي في وحشته، وملهم الشاعر في تخيلاته وإبداعه، فقد نظمت حوله الكثير من القصائد والأغاني، وتداول اسمه الناس كمضرب مثل للتعبير عن رشاقة الحسناوات وسحر عيونهن وإطلالتهن البهيّة.
لكن لعنة الصيد، تبقى الأقوى والأشرس من دون منازع، نظرًا إلى فعالية الأسلحة المعاصرة ودقتها وفتكها، إلى جانب إبتكار أهل الصيد أساليب تضليل وخداع محكمة، كاستخدام الأقفاص والشباك والفخاخ بالقرب من مصادر المياه واستدعائه عبر بث صوته بواسطة آلات التسجيل وأجهزة الخلوي وما إلى هنالك من طرق الأسر والموت المبتكرة.
ينتشر طائر الشنار، في عدة مناطق بوسط سيناء، ذلك الطائر الذي يشكل بجماله لوحة فنية تبهر الناظرين، فهو طائر متوسط الحجم، وفي الغالب تكون الأنثى منه أضخم من الذكر، يمتاز بألوانه التي تكون على شكل خطوط عرضية سوداء وصفراء وبرتقالية و زرقاء ورمادية؛ حيث تتوزع هذه الألوان على جسم هذا الطائر الفلسطيني الجميل، فتكون منطقة البطن مخططة باللون البرتقالي المصفر، فيما يتخذ المنقار والأرجل اللون الأحمر، أما صدر هذا الطائر فيزهو باللون الأزرق الرمادي.
وللوقوف على حياة هذا الطائر، قال المهندس عبد الله الحجاوي، رئيس جمعية حماية البيئة بسيناء، إن طائر الشنار يتخذ من المناطق الجبلية والمغطاة بالصخور التي يتواجد بها بعض الأعشاب، وتكسوها الأشجار، ملاذًا له ويتكاثر في المناطق التي تكثر فيها المياه كالعيون والسيول.
وأضاف: "تتنقل طيور الشنار من منطقة إلى أخرى على شكل أسراب لا يقل كل سرب عن مائة طير، فيما تؤسس الأنثى عشها أرضيًّا وليس على أغصان الشجر، حتى لا يتمكن الصيادون من الوصول إلى صغارها، فيما يحمي الذكر البيض قبل تفقيسه؛ حيث تضع الأنثى نحو 15-20 بيضة خلال الموسم الواحد، ويعدّ شهر أبريل شهر تكائر الشنار.
ولفت إلى أن الأنثى من طيور الشنار، تتقن حماية صغارها بطريقة رائعة تقوم على التضليل، حفاظا على صغارها الذين دائما يقعون تحت أيدي الصيادين، ولذلك عندما يقترب الصيادون من العش، تراوغهم الأنثى الأم، والطير على ارتفاع منخفض لا يزيد على متر، وأحيانًا تسرع في السير على الأرض حتى يظن الصياد أن بمقدوره الإمساك بها، ولكنها في الحقيقة تبعد الصياد عن صغارها ، وبعدها تطير الأنثى الأم على ارتفاعات عالية تفقد الصياد الأمل في الوصول إليها وصيدها.
وقال إنه من الأسباب التي أدت إلى انقراض الطائر عمليات الصيد الذين يلاحقون هذا الطائر الجميل في أماكن تواجده، وهذا بدوره أدى إلى تراجع كبير في وجود هذا الطائر الذي كان يزهو بين أحضان الطبيعة في مناطق وسط سيناء وجنوب الشيخ زويد ورفح.
يحرص الصيادون على اصطياد الأنثى من الحجل، كونها سمينة، واختار آخرون من أهل الصيد العبث في عشوش الحجل والبحث عن البيض والتقاطه وتجميعها، ومن ثم يعرضونها للبيع في أسواق الدواجن.
