في عدد مجلة "أخر ساعة" الذي صدر في 13 أكتوبر 1940، نشر فيه تفاصيل لقاء على ماهر باشا رئيس وزراء مصر مع عدد من الشبان، الذين توجهوا إليه يشكون من موقف الزعماء السياسين الذين لا يجتمعون على رأي ولا يتفقون على شئ، ليرد على ماهر باشا قائلا: «الحل الوحيد لما تعانيه مصر الأن هو أن يوضع جميع الزعماء في غرفة يحرسها ديدبان وبمنعوا من الاشتغال بالسياسة ولا يخرجوا منها إلا بعد انتهاء الحرب»
رد رئيس وزراء مصر أدهش الشباب حتى أنهم وجهوا إليه سؤالا: وماذا تفعل رفعتك، ليرد عليهم قائلا: «وأنا في مقدمة الذين يجب أن يمنعوا من الاشتغال بالسياسة مع باقي الزعماء، فهذا الجيل من الزعماء لم يعد يصلح، وبهذا فقط يمكن لمصر أن تصل إلى ما تريد»، كان هذا موقف واحد من بين مئات المواقف التي أعلنها على ماهر باشا رئيس وزراء مصر الملقب بـ «رجل الأزمات».

ففي التاسع من نوفمبر عام 1881، ولد على ماهر باشا لأسرة من أعيان الشراكسة في مصر، حتى أن والده محمد ماهر باشا كان يعمل وكيل وزارة البحرية ومحافظا للقاهرة، وهو ما مكنه من الحصول على تعليم متميز، حتى حصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية عام 1898، والتي التحق بعدها بمدرسة الحقوق وحصل منها على ليسانس الحقوق عام 1903 ، سافر بعدها إلى فرنسا لاستكمال دراسة القانون، ليصبح أحد أشهر رجال القانون والحقوق في مصر.



وفي أغسطس عام 1939 شكل على ماهر باشا وزارته الثانية والتي اندلعت خلالها الحرب العالمية الثانية والتي عين فيها الفريق عزيز بك المصري رئيسا عام لأركان حرب الجيش المصري، بهدف الحفاظ على الجيش وتجنيب مصر ويلات الحرب، حتى قدم استقالته في 29 يوليو 1940 احتجاجا على التدخلات البريطانية المستمرة في الشئون المصرية.
وعقب حريق القاهرة واندلاع المظاهرات ضد الانجليز، شكل على باشا ماهر وزارته الثالثة في 27 يناير 1952، حتى استقال منها، ليعود إليها مرة أخرى في 24 أغسطس 1952 بعد قيام ثورة يوليو والذي عهد إليه مجلس قيادة الثورة بمهمة تشكيل الوزارة الجديدة ليصبح أول رئيس حكومة في عهد الجمهورية.