الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كره السياسيين ونصح بحبسهم.. قصة علي ماهر باشا رئيس وزراء مصر الملقب بـ «رجل الأزمات»

على ماهر باشا خلال
على ماهر باشا خلال افتتاح أحد المشروعات - صورة أرشيفية

في عدد مجلة "أخر ساعة" الذي صدر في 13 أكتوبر 1940، نشر فيه تفاصيل لقاء على ماهر باشا رئيس وزراء مصر مع عدد من الشبان، الذين توجهوا إليه يشكون من موقف الزعماء السياسين الذين لا يجتمعون على رأي ولا يتفقون على شئ، ليرد على ماهر باشا قائلا: «الحل الوحيد لما تعانيه مصر الأن هو أن يوضع جميع الزعماء في غرفة يحرسها ديدبان وبمنعوا من الاشتغال بالسياسة ولا يخرجوا منها إلا بعد انتهاء الحرب»

رد رئيس وزراء مصر أدهش الشباب حتى أنهم وجهوا إليه سؤالا: وماذا تفعل رفعتك، ليرد عليهم قائلا: «وأنا في مقدمة الذين يجب أن يمنعوا من الاشتغال بالسياسة مع باقي الزعماء، فهذا الجيل من الزعماء لم يعد يصلح، وبهذا فقط يمكن لمصر أن تصل إلى ما تريد»، كان هذا موقف واحد من بين مئات المواقف التي أعلنها على ماهر باشا رئيس وزراء مصر الملقب بـ «رجل الأزمات».

ورغم رحيله منذ 59 عاما، إلا أنه تظل مواقف على ماهر باشا خالدة في ذاكرة التاريخ المصري، ولما لا وقد تولى رئاسة الحكومة المصرية لـ 4 مرات في أشد وأصعب الظروف التي مرت بها مصر سواء خلال الحكم الملكي أو بعد إعلان الجمهورية عقب ثورة 23 يوليو 1952 ليصبح أول رئيس وزراء لجمهورية مصر العربية.

ففي التاسع من نوفمبر عام 1881، ولد على ماهر باشا لأسرة من أعيان الشراكسة في مصر، حتى أن والده محمد ماهر باشا كان يعمل وكيل وزارة البحرية ومحافظا للقاهرة، وهو ما مكنه من الحصول على تعليم متميز، حتى حصل على البكالوريا من المدرسة الخديوية عام 1898، والتي التحق بعدها بمدرسة الحقوق وحصل منها على ليسانس الحقوق عام 1903 ، سافر بعدها إلى فرنسا لاستكمال دراسة القانون، ليصبح أحد أشهر رجال القانون والحقوق في مصر.

اهتم على ماهر باشا بالعمل السياسي حتى انضم إلى حزب الوفد بعد تأسيسه عام 1919، ثم انضم بعدها إلى حزب الاحرار الدستوريين، لينتقل بعدها إلى العمل الوزري، حيث تم تكليفه بحقيبه وزارة المعارف (التعليم) في الوزراة التي شكلها أحمد زيور باشا عام 1925، ثم وزيرا للمالية في وزارة محمد محمود باشا عام 1928، ثم وزيرا للحقانية وهى وزارة العدل حاليا، في وزارة إسماعيل صدقي باشا عام 1930، حتى أصبح رئيسا للديوان الملكي 1935.

تولى على ماهر باشا رئاسة الحكومة 4 مرات إلا أن سنوات توليه للحكومة كانت من أصعب السنوات في تاريخ مصر ليس بسببه لكن بفضل الأزمات العالمية، حيث شكل وزارته الاولى في يناير 1936 والتي شكل فيها هيئة المفاوضات المصرية البريطانية، وأجرى فيها انتخابات عامة حرة حصل على إثرها حزب الوفد أغلبية ساحقة في البرلمان، كما نادى خلالها بتنصيب الامير فاروق ملكا على البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد ليصبح بعدها على ماهر باشا رئيسا للديوان الملكي في أكتوبر 1937 وبمثابة مستشار للملك الشاب.
وفي أغسطس عام 1939 شكل على ماهر باشا وزارته الثانية والتي اندلعت خلالها الحرب العالمية الثانية والتي عين فيها الفريق عزيز بك المصري رئيسا عام لأركان حرب الجيش المصري، بهدف الحفاظ على الجيش وتجنيب مصر ويلات الحرب، حتى قدم استقالته في 29 يوليو 1940 احتجاجا على التدخلات البريطانية المستمرة في الشئون المصرية.

وعقب حريق القاهرة واندلاع المظاهرات ضد الانجليز، شكل على باشا ماهر وزارته الثالثة في 27 يناير 1952، حتى استقال منها، ليعود إليها مرة أخرى في 24 أغسطس 1952 بعد قيام ثورة يوليو والذي عهد إليه مجلس قيادة الثورة بمهمة تشكيل الوزارة الجديدة ليصبح أول رئيس حكومة في عهد الجمهورية.