"انقلاب في خريطة التحالفات في ماليزيا، كتل برلمانية تنقسم، انتقال لأحزاب من المعارضة إلى الحكم والعكس، خروج لأحزاب من التحالف الحاكم، لن يتولى أنور إبراهيم رئاسة الوزراء وسيخرج حزبه منقسمًا وسينتقل متحالفًا مع الحزب الصيني إلى المعارضة، لا مكان لحزب "أمانة" في تحالف مهاتير." هكذا تحدث المراقبون عن المشهد السياسي في ماليزيا، أحد أهم معاقل جماعة الإخوان الإرهابية في العالم. ورئيس وزرائها المستقيل اليوم مهاتير محمد، الداعم للتنظيم الدولي للإخوان والذي يراهن عليه كلا من قطر وتركيا باعتباره ركن من أركان تحالف الشر في عالمنا الإسلامي.
عدو للديمقراطية ومحتكر للسلطات
وأوضح تقرير خاص لمجلة الإيكونوميستالبريطانيةعن تجربة ماليزيا في عهد مهاتير محمد أنه على الرغم من النجاح الاقتصادي الذي تحقق، إلا أن تركيز كل السلطات في يد مهاتير لم يسمح بتطور التجربة الديمقراطية في ماليزيا، كما لم يسمح بظهور أي زعيم قوي، وبدا الأمر وكأن مهاتير لن يتقاعد أبدا.
لقد اختار مهاتير في عام 1986 صديقه لسنوات طويلة موسى هيتلم نائبا له، إلا أنه استقال بعد خمس سنوات بسبب خلافه المستمر مع مهاتير، ووصفه بأنه "رجل عنيد جدا".
ثم اختار مهاتير أنور إبراهيم للمنصب الشاغر، وتكرر السيناريو ليرحل إبراهيم بعد خمس سنوات إثر خلافات حادة مع مهاتير، لكن الرحيل هذه المرة كان مدويا إذ صحبته اتهامات لابراهيم بالفساد والمثلية انتهت به الى السجن .
ثم وقع الاختيار على عبد الله بدوي لخلافة مهاتير، ويبدو أن بدوي تعلم من التجربتين السابقتين فعاش تحت ظلال مهاتير دون خلافات او مشكلات ظاهرة حتى تولى منصب رئيس الوزراء في مطلع شهر نوفمبر 2003.
وبالاضافة إلى مشكلاته السياسية الداخلية أثار مهاتير أيضا جدلا سياسيا خارجيا مستمرا بآرائه التي ينتقد فيها الغرب بشكل عام والولايات المتحدة وأستراليا بشكل خاص، واهتمامه بالقضية الفلسطينية للمتاجرة بها لتصدير المشكلات الداخلية للخارج.
توقيت القمة
القمة استبعدت نيجيريا أكبر دولة إسلامية في أفريقيا (حوالي ١١٥ مليون مسلم)، والنتيجة بالقطع مزيدا من الانقسامات والاستقطاب الإسلامي الذي يقود لمزيد من الضعف وقلة التأثير في مختلف المحافل الدولية.
الاقتصاد الماليزي
والدين العام الماليزي يزيد على نحو 250 مليار دولار تشهد العملة الماليزية "رنجت" انخفاضا حادا بشكل هو الأكثر حدة منذ عام 1998 ليعيد إلى الأذهان الصدام بين رئيس الوزراء "مهاتير محمد" والملياردير الأمريكي "جورج سوروس"، واحتياطيات بلاده من النقد الأجنبي تحتاج لإعادة بناء في حين أن هناك خروجا كبيرا لرؤوس الأموال الأجنبية من البلاد.
وألقى "مهاتير محمد" باللوم على المستثمرين الأجانب في أزمة هبوط الرنجت في أغسطس عام 1997، ووصف الملياردير الأمريكي "جورج سوروس" حينها بـ"الغبي" لدوره في ذلك ولكن على من سيلقي اللوم هذه المرة.
والسنة الماضية، ومع عجزها عن دفع الديون المتراكمة، وافقت كوالالمبور على منح الصين 70 في المائة من حصة مرفأ همبانتوتا في عقد انتفاع لمدة 99 سنة.
وفي حين أنه يحاول المتاجرة بـالقضية الفلسطينيةويدعي سعيه لحل الأزمة ويفتح سفارة لبلاده العام الجاري بالأردن كسفارة لفلسطين إلا أنه لا يستطيع أن يقاوم دعما إسرائيليا للحزب الصيني في بلاده، ويصدر مشاكل الداخل بحروب مع الخارج.