الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز دعاء الزوجة على زوجها الظالم بقول حسبي الله ونعم الوكيل؟

صدى البلد

هل يجوز أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل إذا ضربني زوجي؟..سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد وسام، امين الفتوى بدار الإفتاء المصريّة.

وأجاب وسام، قائلًا: أن حسبي الله ونعم الوكيل ليست دعاء على أحد ولكنها بمعنى أفوض امرى الى الله، أى الله حسبي وهو وكيلى فهو ذكر لله والإلتجاء لله تعالى.  


هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ لعل هذا السؤال يحمل أهمية مزدوجة للنساء وكذلك الرجال، خاصة بعدما صارت المشكلات الزوجية سمة عصر، تصنع طريقًا طويلًا في نهايته الطلاق، فبين الزواج والطلاق الكثير من المشكلات التي قد تعجز أمامها الزوجة وتظن أنه ليس أمامها حيلة سوى دعاء الزوجه على زوجها ، بما يطرح مع سؤال: هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ عدة أسئلة أخرى وهي ما حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر ، وما حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج ، وهل دعاء الزوجة المظلومة على زوجها جائز؟، وما حكم الدعاء على الزوج الكذاب ؟، وبتدقيق النظر سنجد أنها جميعًا صيغا متعددة أو مجرد صور لسؤال: هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟، والذي قد يثير قلق الرجال ويربت على قلوب الزوجات التي تعاني من ظلم أزواجهن، بما يجعل الأهمية مضاعفة، فيستحق هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ عناء البحث والطرح.

هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟
هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ ويمكن أن يدخل تحته دعاء الزوجة المظلومة على زوجها، حيث يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه دون أن يعتدي في الدعاء، فقال تعالى : «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ» الآية 148 من سورة النساء، هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ والذي يدخل تحته دعاء الزوجة المظلومة على زوجها ، فقد روى ابن أبي حاتم ، عَنِ الْحَسَنِ قال : «رُخِّصَ لَهُ أَنْ يَدْعَو عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْتَدِيَ»، وكذلك فيما هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ والذي يدخل تحته دعاء الزوجة المظلومة على زوجها، أنه روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ». حسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .

هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب ؟ ، ففيما يتعلق بموضوع دعاء الزوجة على زوجها بالابتلاء في الصحة وفي الحياة وألا يقبل الله منك عملًا إلى غير ذلك، فهذا كله لا قيمة له؛ لأن الله تبارك وتعالى لا يحب المعتدين، ومن الاعتداء في الدعاء أنها تدعو بغير وجه حق، فإنه يجوز للإنسان أن يدعو على من ظلمه، أما لو أن إنسانًا تصور أنه مظلوم وظل يدعو على من ظلمه، هو لم يظلمه حقيقة فلا اعتبار لدعائه، فإن الكفار دعوا على النبي عليه الصلاة والسلام والمشركون عبر التاريخ كانوا يدعون على الرسل والأنبياء ورغم ذلك لم يصبهم شيء، كل ذلك بسبب أنهم كانوا ليسوا على الحق، وأي إنسان يدعو بغير وجه حق فإن الله لن يستجيب له؛ لأن الله حرم الظلم على نفسه وأنه لا يحب الظالمين ولا يحب المعتدين.

دعاء الزوجة المظلومة على زوجها
دعاء الزوجة المظلومة على زوجها ، فإنه يجوز لمن اعتدي عليه وظلم أن ينتصر لنفسه ممن ظلمه ، ومن ذلك الدعاء على الظالم بدون تعدٍّ في الدعاء ، قال تعالى : «وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ»، كما أنه في دعاء الزوجة المظلومة على زوجها، ففيه أن العفو أقرب للتقوى وأحب إلى الله تعالى ، قال عز وجل : «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» الآية 40 من سورة الشورى ، وعن أن العفو أفضل من دعاء الزوجة المظلومة على زوجها ، قد قال السعدي : «وشرط الله في العفو الإصلاح فيه ، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه ، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته ، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به ، وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو ، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به ، فكما يحب أن يعفو الله عنه ، فَلْيَعْفُ عنهم ، وكما يحب أن يسامحه الله ، فليسامحهم ، فإن الجزاء من جنس العمل».

دعاء الزوجة المظلومة على زوجها ، وأن العفو أفضل منه فقد روى مسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا»، وعن دعاء الزوجة المظلومة على زوجها ، وأن العفو أفضل منه روى أحمد ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ» صححه الألباني في "صحيح الترغيب" ، وعن دعاء الزوجة المظلومة على زوجها ، وأن العفو أفضل منه، فإنه يتأكد العفو بين من بينهم قرابة أو معاشرة أو مصاحبة ... ونحو ذلك، ولا مصاحبة أعظم مما تكون بين الزوجين ، وقد أمر الله تعالى الزوجين بالعفو والإحسان حتى عند حصول الطلاق ، فقال تعالى : «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» الآية 237 من سورة البقرة.

حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر
حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر ، إن من الاعتداء في الدعاء أن تدعو بغير وجه حق، فإنه يجوز للإنسان أن يدعو على من ظلمه، أما لو أن إنسانًا تصور أنه مظلوم وظل يدعو على من ظلمه، هو لم يظلمه حقيقة فلا اعتبار لدعائه، حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر فأي إنسان يدعو بغير وجه حق فإن الله لن يستجيب له؛ لأن الله حرم الظلم على نفسه وأنه لا يحب الظالمين ولا يحب المعتدين.

حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر فليس من حق الزوجة أن تدعى على زوجها بالشر، لكن تدعى له بالهداية والصلاح حتى يصلحه الله إذا كان سيئ الخلق، فعن حكم دعاء الزوجة على زوجها بالشر ، وفيه ورد أنه قد يكون دعاء الزوجة لزوجها بالصلاح والهداية أنفع لها وله ، فهو أولى الدعاء عليه، وأما كفارة ذلك : فإن كانت الزوجة محقة في الدعاء عليه لكونه ظلمها، فلا حرج عليها ، أما إذا كنت ظالمة معتدية في الدعاء ، فإن بلغه هذا الدعاء أو سمعه فعليك الاعتذار إليه وطلب العفو والمسامحة ، وإن لم يبلغه فعليك بالدعاء والاستغفار له .

قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج
قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج ، أن من يريد أن يحسبن على غيره فمن الأفضل له أن يحسبن على أعداء الأمة لقوله تعالى : «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»، فإن أرادت الزوجة قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج ، أي أن تحسبن على زوجها فإنها ستجد من يحسبن عليها أيضًا ولكن الأفضل للزوجة أن تدعي لزوجها بالهداية وصلاح الحال بدلًا من قول حسبي الله ونعم الوكيل على الزوج واستبدال هذه العادة بما هو أفضل لكسب الحسنات ونوع من أنواع كظم الغيظ والعفو، و تدعو له بصلاح الحال، وتواظب على الدعاء بشكل دائم له؛ فالله – سبحانه وتعالى- قادر على هدايته.