الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

1049 عاما من التألق.. الأزهر قبلة المحبين ومنارة التائهين

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

تحل اليوم الذكرى 1049 على إنشاء الجامع الأزهر، بأوامر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، على يد قائد جيوشه "جوهر الصقلي"، 

 الكثيرون لايعرفون الأحداث التاريخية المثيرة التي عاشها الأزهر منذ إنشائه والدور الوطني الكبير الذي لعبه بعيدا عن كونه منارة دينية يهتدي بها كل المعلقة قلوبهم بالإسلام ودراسة علوم الشريعة والفقه.

بناء الأزهر


وفي السطور التالية نلقي نظرة عن أسباب بناء الجامع الأزهر، والدافع وراء قيام الخليفة الأيوبي صلاح الدين بإغلاقه وتهميش دوره، وأبرز المحطات والتقلبات التي عاشتها قبلة المحبين والعاشقين والمتيمين:
في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله عام 970 ميلادية، أمر جوهر الصقلي قائد الجيوش الفاطمية بغزو مصر التي كانت تحت حكم "الإخشيديين"، وبأوامر "المعز" ، أتم القائد "جوهر الصقلي" بناء الأزهر عام 973 ميلاديا، وأصبح أول مسجد يبنى فى القاهرة، والثالث بمصر بعد مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، ومسجد أحمد بن طولون، وأصبحت مدينة القاهرة وقتها مركزا للشيعة الإسماعيلية وعاصمة مصر الجديدة.
وأصبح الأزهر أول المساجد التي اتخذت الصفة التعليمية، إلى جانب صفته الدينية،  من خلال رغبة الإسماعيليين في نشر مذهبهم وإزاحة المذهب السني، وسرعان ما أصبح مركزا للتعليم، وخرجت منه التصريحات الرسمية، وعقدت به المحاكم.
 

إغلاق الأزهر 90 عاما

نجح صلاح الدين الأيوبي عام 1193م في إرجاع مصر تحت الراية السنية مرة أخرى، وتطهيرها من المذهب الشيعي، وتوحيدها مع بلاد الشام تحت خلافة وجيش واحد، للجهاد ضد الحملات الصليبية على الأراضي العربية، وتنظيم الحملات العسكرية لاسترجاع مدينة القدس.
و اتخذ صلاح الدين عدة قرارات خاصة بالأزهر، من ضمنها وقف صلاة الجمعة فيه ثم إغلاقه، طوال فترة الخلافة الأيوبية باعتباره مؤسسة شيعية، حتى أعاده الخليفة المملوكي "الظاهر بيبرس" عام 1260، وبهذا همش دور الأزهر سواء الديني أو التعليمي لأكثر من 90 عاما.

الثورة ضد الحملة الفرنسية

بعدما دخول القوات الفرنسية القاهرة عام 1798، حاول نابليون استرضاء المصريين، بالطرق السلمية وأقام هيئة من 7 علماء من كبار شيوخ الأزهر، للتواصل مع الشعب المصري والموافقة على قبول الفرنسيين ليس كمحتل وإنما كحليف في وجه المماليك والدولة العثمانية، ولكن بعد أن أعلن السلطان العثماني الجهاد الإسلامي ضد الحملة الفرنسية، خرج الثوار من القاهرة والطلاب من الأزهر، وخلال الاشتباكات قتل 300 جندي فرنسي، و 3000 مصري، وأمر نابليون وقتها بقصف الجامع الأزهر والقاهرة بالمدافع من فوق جبل المقطم وقلعة صلاح الدين، ودخلت الخيول و الجنود الفرنسيين الجامع بأحذيتهم، وأغلق المسجد طوال فترة وجود الحملة بمصر لمدة 3 أعوام.

إدخال العلوم الحديثة

بعد انسحاب الجيش الفرنسي من مصر أغسطس 1801، وإعادة السيطر العثمانية على القاهرة، تم إعادة افتتاح المسجد، وشجع الوالي محمد على باشا عام 1805 في إدخال التعليم غير الديني في الأزهر، ودراسة مواد مثل التاريخ والرياضيات والعلوم الحديثة، واعتُمِدت على المناهج بإشراف من جمال الدين الأفغاني، كما أضيفت به    مادة الفلسفة الأوربية وأمر "محمد علي" بإرسال طلاب الأزهر لدراسة بعض المواد العلمية الحديثة إلي أوروبا على هيئة بعثات علمية ليقودوا حركة تطوير مصر علميا وحضاريا وبناء دولة حديثة على أسس علمية.
 

تكريم الأزهر
ونظرا للقيمة التاريخية والأثرية، والأحداث الكثيرة التي عاصرها منذ بناء القاهرة، وضعت الحكومة المصرية صورة الجامع على العملات المصرية الورقية، وإصدارها بأكثر من شكل منذ عام 1978، على فئة الخمسين قرشا.