قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د.سلامة عمر يكتب: المعلم القدوة

ينبغي أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه, فهو له الدور الحاسم في تنمية القيم التربوية وتشكيل هوية المجتمع، فهو الذي يتحمل مسؤولية تربية وتعليم الجيل فهو يقف كل يوم أمام طلابه يتلقون منه العلم والخُلق والسلوك السوي، فهو نموذج حي مؤثر متحرك بينهم، وهنا تبرز أهمية القدوة في التربية، فليس هذا من مسئوليات معلم التربية الإسلامية فقط، أو اقتصارها على حصة التربية الإسلامية فقط، بل إن تنمية القيم الخُلقية وغرسها مسؤولية جميع القائمين على شؤون التعليم بالمدرسة وخارجها، بل مسؤولية المجتمع كله ومؤسساته المختلفة.

والمعلم الناجح ليس من يملك شهادات أكاديمية فحسب، بل من يطبق ما تعلم من أخلاق وقيم، فالمعلم الجيد هو من يدرك قوة مهنته ورسالته في تأثيره على النشء، فالكثير من الناس تغيرت حياتهم للأفضل بسبب معلم والعديد منهم انقلبت حياتهم للأسوأ نتيجة تأثير معلم سلبي.

وغرس القيم في مرحلة الطفولة هو الدور التربوي الأهم الذي تقع مسؤوليته على المعلم، فهذا الغرس لو كان يتحقق بالتدريس لكان عملية سهلة ولكنه مهمة تتطلب الممارسة العملية أي القدوة وخير ما يمثلها هو المعلم، المسؤولية جسيمة فالإنسان يكتسب هذه القيم في طفولته عن طريق المعلمين الأكفاء، وعن طريق الآباء والأمهات فهي مسؤولية مشتركة وتعاون مهم في بناء الشخصية وتكوين الاتجاهات واكتساب القيم.

فنحن لا نريد من الطالب أن يمتنع عن فعل السوء لخوفه من النظام أو العقاب فقط, بل نريد منه أن يمتنع عن السلوكيات السلبية لوجود رادع ديني قوي وقيم أخلاقية، كما أننا لا نريد أن يبتعد عن تلك السلوكيات داخل المدرسة فقط بل نريد منهم أن يتحول إلى ضبط اجتماعي خارج المدرسة، فما يطبقونه من سلوكيات صحيحة داخل المدرسة نريدها أن تكون هي السلوكيات ذاتها خارج المدرسة.

والمدرسة هي البيئة الأفضل لغرس القيم إذا وُجد المعلم القدوة الذي يملك القدرة على ابتكار طرق تجمع بين التنظير والممارسة بهدف غرس القيم وليس بهدف اجتياز الاختبار، والتعاون بين البيت والمدرسة هو من الأساسيات في اكتساب المعرفة وغرس القيم.

والقضية الأهم الآن من وجهة نظري في المجتمعات هي الفجوة بين القيم والممارسات فتجد متعلمين ومثقفين يمارسون سلوكيات سلبية ويحثون على الإلتزام بالمبادئ والقيم والأخلاق، والسؤال المطروح للباحثين الآن: هل تعطى المدرسة منظومة القيم نفس الوزن الذي يعطى لاكتساب المعرفة، وما الأساليب المتبعة في اكتساب القيم، وما مدى تأثيرها؟

اللهم اهدي أبنائنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنهم سيئها لا يصرف عنهم سيئها إلا أنت.