الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزهر والفاتيكان..7 سنوات في نشر المحبة والسلام.. الطيب وفرنسيس: تلاقينا على الخير وشركاء في التحديات والمخاطر

شيخ الأزهر والبابا
شيخ الأزهر والبابا فرنسيس

الإمام الأكبر : تلاقينا سويًّا على مبادئ الخير ونشر المحبة 

البابا فرنسيس: شيخ الأزهر شريكي في التحديات والمخاطر 

الأرض الآن ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها في إبراز قيم السلام والعدل

لقاء تاريخي يتجدد للمرة السابعة جمع بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، مجدداً في روما بعد أن أعادا العلاقات سوياً في الـ 25 من مايو لعام 2016، بعد توترها في عهد البابا يوحنا والإمام الراحل محمد سيد طنطاوي وقطيعة استمرت لـ 5 سنوات.

لقاء اليوم حمل التأكيد على الحوار البناء والتعاون المشترك والتكاتف والتآخي الذي أثمر عن وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية التي تم إعلانها من أبوظبي عام 2019 لأهميتها وتأثيرها في تعزيز التآخي بين البشر جميعًا، فلكليهما مواقف مشرفة في سبيل الدفاع عن الأديان عما توصف به من أمور الإرهاب والتطرف إلى جانب توحيد البشرية على مواجهة التحديات التي بدأت بانتشار فيروس كورونا المستجد فكانت دعوتهما العالمية للصلاة من أجل الإنسانية والتي تضامن معها دول وشعوب وأتباع الأديان حول العالم، ليكون لقاء اليوم لمواجهة التحديات الخاصة بالمناخ والبيئة سبيلاً للتأكيد على الرسالة الحقيقية للأديان.

تلاقينا سويًّا على مبادئ الخير ونشر المحبة

تحدث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن علاقته بـ بابا الفاتيكان بأنهما يتشابهان في بعض الصفات، قائلاً :"تلاقينا سويًّا على مبادئ الخير ونشر المحبة بين الجميع، وتكللت الجهود المخلصة بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي ظهرت بعد أن عايشنا واقعًا مريرًا بسبب الخلافات والتعصب والظواهر السلبية التي أطاحت بمجتمعاتنا شرقًا وغربًا، واستغلها مروجو الكراهية وتجار العنف في بث الفرقة والضغينة بين أتباع الرسالات السماوية".

شريكي في التحديات والمخاطر

ووصف البابا فرنسيس شيخ الأزهر بأنه الملهم قائلاً: "شريكي في التحديات والمخاطر وفي إنشاء وثيقة الأخوة الإنسانية"، موضحاً أن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية لم يكن سهلا في ظل التحديات التي يواجهها العالم أجمع، موجها الشكر إلى الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، على جميع الجهود التي بذلها لتحقيق التقدم على طريق الأخوة الإنسانية.

ونبه بابا الفاتيكان، إلى ضرورة تطبيق بنود وثيقة الأخوة الإنسانية قائلاً: إما أن نكون إخوة أو سينهار كل شىء، موضحا في الوقت نفسه أن الأخوة تعني الاحترام والاستماع بقلب منفتح وليس هناك أخوة حقيقية إذا تم التنازل عن القناعات، كما تعني الاستماع بقلب منفتح والقبول الصادق وعلينا ألا نتخلى عنها.

تسطير صفحات السلام والأخوة

• مؤتمر الأديان العالمي (مايو 2016)

 جمع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، لقائهما الأول بعد عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان على هامش "مؤتمر الأديان العالمي"، الذي انعقد في مايو 2016 بألمانيا، تحت عنوان "السلام عليكم"، حيث التقيا لأول مرة في اجتماع عقد بالمقر البابوي بالفاتيكان، للإعلان رسمياً عن عودة الحوار مرة أخرى.

وقال البابا للصحفيين إن الرسالة من هذا الاجتماع الذي شهد معانقة بينهما، هي لقاؤنا بحد ذاته. 

شهد العام 2017م لقائين بين شيخ الأزهر مع البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، مرتين الأولى في القاهرة والثانية في روما، كان العنوان الرئيس هو التأكيد على العمل المشترك من أجل السلام الشامل بين جميع البشر.

• المؤتمر العالمي للسلام (إبريل 2017)

وجاء اللقاء الثاني بين الطيب وبابا الفاتيكان في أبريل 2017، بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر، للمشاركة في المؤتمر العالمي للسلام، الذي أقيم بقاعة مؤتمرات الأزهر، وخلال اللقاء الذي جمعهما أكد كلاهما أن "لا للعنف باسم الدين".

• ملتقى الشرق والغرب (نوفمبر 2017)

لقاء جمع الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بالمقر البابوي، بمدينة روما الإيطالية، على هامش الملتقى العالمي الثالث «الشرق والغرب نحو حوار حضاري» الذي انعقد بمقر المستشارية الرسولية بمدينة روما الإيطالية.

وشهد اللقاء مباحثات حول قضايا النزاعات الطائفية والاضطهاد الديني والعنصرية إلى جانب قضايا نشر السلام والتسامح وقيم العدل والمساوة.

• إيطاليا (أكتوبر 2018)

توجه الإمام الأكبر إلى مدينة بولونيا الإيطالية، لحضور مؤتمر "الأديان.. والثقافة والحوار"، حيث ألقى فضيلته كلمة خلال الجلسة الرئيسية، كما زار فضيلته جامعة بولونيا، أقدم وأعرق جامعات أوروبا، حيث قلدته الجامعة وسام "السجل الأكبر" وهو أرفع وسام تمنحه جهة أكاديمية لعدد من الزعماء السياسيين والدينيين والمفكرين والعلماء.

والتقى فضيلة الإمام الأكبر الرئيس الإيطالي "سيرجيو ماتاريلا"، الذي أكد أن الإمام الطيب يمثل رمزا كبيرا للحوار والسلام في العالم، وأن صورته مع بابا الفاتيكان أسقطت الكثير من الحواجز والجدران.

وتوجت زيارة فضيلة الأمام لإيطاليا باللقاء الذي جمعه بقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وكانت تلك هي القمة الرابعة بين أكبر زعيمين دينيين في العالم.

• الإمارات العربية المتحدة (فبراير 2019)

خلال الفترة 3-5 فبراير 2019، توجه فضيلة الإمام الأكبر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكمال ما بدأه في سبيل تعزيز التعايش السلمي والحوار بين اتباع الديانات، حيث التقي البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، في لقاء تاريخي يرسخ لقيم السلام والحوار.

ووقعت وثيقة "الأخوة الإنسانية" بين البابا فرنسيس، والإمام الأكبر، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة في الـ 4 من فبراير شباط، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

ودشن خلال الزيارة مسجد الإمام الأكبر وكنيسة البابا فرنسيس.

• العاصمة الإيطالية روما (نوفمبر 2019)

خلال الفترة 14-15 نوفمبر2019، توجه شيخ الأزهر العاصمة الإيطالية روما؛ للقاء قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ، والمشاركة في أعمال مؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي"، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، والذي شارك في فعاليات هذا المؤتمر أكثر من 80 شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصين في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع وممثلين عن منظمات محاربة جرائم العنف ضد الأطفال، وتناول المؤتمر عددا من المحاور، أبرزها، مفهوم كرامة الطفل في العالم الرقمي، والإجراءات اللازم اتخاذها من الشركات والمنظمات غير الحكومية للحد من الاعتداء على الأطفال واستغلالهم عبر شبكة الانترنت، والدور المنوط بقادة الأديان في حشد المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة المستجدة.

 • قمة المناخ أكتوبر 2021

عقد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، لقاء وقمة خاصة بحاضرة الفاتيكان، عقب مشاركتها في قمة قادة الأديان بشأن تغير المناخ بعنوان: (الإيمان والعلم).

وخلال اللقاء الذي جمعهما، ناقش شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان القضايا الدينية والإنسانية والأخلاقية التي تؤرق العالم اليوم، والتحديات التي فرضتها التغيرات والأحداث على الساحة العالمية، والدور الحقيقي الذي يقع على عاتق قادة الأديان وعلماء الدين ليساهموا بدور فعال في التقليل من حدة الاحتراب والانقسام التي تعانيه مناطق متفرقة حول العالم، ومجابهة الأفكار المتطرفة والمخالفة لما نادت به الرسالات السماوية السمحة.

وأعربا عن حرصهما الشديد على مواصلة ما بدءُوه معًا من حوار بناء وتعاون مشترك وتكاتف وتآخ أثمر وثيقة تاريخية هي وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم إعلانها من أبوظبي عام 2019 لأهميتها وتأثيرها في تعزيز التآخي بين البشر جميعًا، مضيفين أن كثرة التحديات تحتاج إلى قوة وعزيمة على تحمل المشاق والصعاب، وأن العودة إلى تعاليم الأديان هي السبيل لنجاة العالم من التشدد والانقسام وطغيان المادة.

11 رسالة في تبرئة الأديان من تهمة العنف

حملت بعض الرسائل للبابا والإمام الأكبر التي انطلقت عنوان "الإمام والبابا.. مسار الإنسانية المشترك"، في أغسطس الماضي ونشرت بعدة لغات التأكيد على سمو رسالة الأديان وابتعادها أي أعمال عنف يقوم بها البشر وإن كانوا من أتباعها في الظاهر.

الإسلام ليس دين إرهاب

جاءت الرسالة الأولى للإمام الأكبر متضمنة التأكيد على إدانة الإرهاب فيقول:" ليس الإسلام دين إرهاب لأن طائفة من المؤمنين به سارعوا لاختطاف بعض نصوصه وتأويلها تأويلاً جاهلاً فاسداً، ثم راحوا يسفكون الدماء".

شريان الحياة

وجاء مضمون رسالة البابا فرنسيس الأولى:" طريق أخوة الإنسانية مسار مشترك وطويل وصعب لكنه شريان الحياة لإنسانيتنا".

احتضان المسيحية للإسلام

جاءت الرسالة الثانية للطيب لتؤكد متانة العلاقة بين الإسلام والمسيحية فيقول:" لقد احتضنت المسيحية الإسلام حينما كان ديناً وليداً وحمته من طغيان الوثنية والشرك التي كانت تتطلع إلى اغتياله في مهده".

استغلال اسم القدوس

وقال البابا فرنسيس في إحدى رسائله:"إنني لم اعتقد يوماً أن الدين متهم بحوادث الإرهاب التي ترتكب باسمه، وأحزن جداً عندما أراهم يستغلون اسم الله القدوس لقتل وتدمير الأبرياء".

 المسيحية ليست دين إرهاب

يقول الطيب: "ليست المسيحية دين إرهاب، لأن طائفة من المؤمنين به حملوا الصليب، وراحوا يحصدون الأرواح، لا يفرقون فيها بين رجل وإمرأة وطفل ومقاتل وأسير".

ربط الإسلام بالعنف

يقول البابا:" ليس من الصواب الربط بين الإسلام والعنف".

اليهودية والإرهاب

وأكد الدكتور الطيب:" ليست اليهودية دين إرهاب، بسبب توظيف تعاليم موسى عليه السلام –وحاشاه-، في احتلال الأرض، راح ضحيته الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين

أبناء عائلة واحدة

وقال البابا فرنسيس:" هناك فيروسات أكثر انتشاراً من فيروس كورونا، وهي الأنانية واللا مساواة، والظلم وغياب الإدراك بأننا أبناء عائلة بشرية واحدة".

الإسلام لا يقصي الآخر

وأضاف الدكتور أحمد الطيب:" لنرسل رسالة إلى العالم أن الإسلام ليس بعيداً عن الآخر، ولا مقيصاً له، وعلينا كعلماء أن نمتثل لسنة الله الذي أمرنا بالتعارف والتعاون والبر من أجل بناء السلام".

لقاء الأديان والثقافات

وتابع البابا فرنسيس :" إننا مدعوون دوماً، في مجال الحوار بالتحديد، إلى السير معاً، مؤمنين أن مستقبل الجميع يتعلق أيضاً باللقاء ما بين الأديان والثقافات". 

إحياء دور الأديان

وقال الإمام الأكبر: "الأرض الآن ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها في إبراز قيم السلام والعدل والمساواة، واحترام الإنسان أياً كان دينه وعرقه ولغته".