الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يقتص للزوجة من زوجها بسبب العنف الأسري؟.. أزهري يجيب

العنف الأسري
العنف الأسري

هل يقتص للزوجة من زوجها بسبب العنف الأسري؟.. سؤال يرد في ظل تعاظم ظاهرة العنف الأسري وقيام البعض بقتل زوجاتهم وأبنائهم دون رحمة.. حيث أكد الدكتور علي الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن تعامل الأزواج فيما بينهما ينبغي أن يقوم على المودة والرحمة والسكينة، وأن يقتدي كل زوج بما ورد عن النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يمتثل لوصايه حيث قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:" ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن".

هل يقتص للزوجة من زوجها بسبب العنف الأسري؟

وأشار الأزهري في تصريحات لـ صدى البلد، إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع عن السيدة عائشة رضي الله عنها ويخلصها من أبيها عندم هم بضربها لرفعها صوتها على حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يضرب النبي الوجه ولم يضربها حتى بالسواك بل عفىٰ عنها ودفع عنها عندما هم والدها بضربها، مستطرداً بل كان سيدنا النبي يسترضيها بعد انتهاء المشادة بينها وبين أبيها جلس سيدنا النبي يضحكها كما في هذا الحديث وغيره.

وبين أن القصاص بين الزوجين ثابت بعموم الآية الواردة في القرآن الكريم، حيث قال تعالىٰ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ* وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة: ١٧٨ - ١٧٩، موضحا أنه لم يوجد هنا ثمة استنثاء لعدم وجوب القصاص بين الزوجين.

وشدد عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر أنه لو اعتدىٰ الزوج علىٰ الزوجة بالضرب المبرح وجب رفع الأمر للقاضي، مضيفاً: "لو قتل زوجته يقتل بها وذلك لعموم الحديث الصحيح المتفق عليه عَنِ سيدنا ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّب الزَّانِي، والنَّفْس بِالنَّفْسِ، والتَّارِك لِدِينِهِ الْمُفَارِق لِلْجَمَاعَةِ. الدكتور علي الأزهري: ولنا في سيدنا رسول الله صلى الله عليه أسوة حسنة، ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وهو صحيح على شرط الإمام مسلم فعن سيدنا النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ : يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا، أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟

قَالَ : فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا : أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ. قَالَ : ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا، قَالَ : فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا".