قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ازدواج للمعاير وكذب مستمر.. إسرائيل تتعدى على الأراضي السورية.. وموسكو توجه تحذيراتها

الهجمات الإسرائيلية في سوريا
الهجمات الإسرائيلية في سوريا

تزدوج المعايير لدى إسرائيل حيث أعلنت دعمها للاستقرار ومحبة السلام ورفضت الحرب في أوكرانيا، وفي نفس الوقت تمارس أعمال إرهاب واعتداء وقتل بحق العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي سوريا، واستهدف الطيران الإسرائيلي، السبت الماضي،مواقع جنوبي مدينة طرطوس على الساحل السوري وهذا ليس الاعتداء الإسرائيلي الأول من نوعه على سوريا بل شنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف في سوريا على مدار السنوات الماضية لكنها نادرا ما تعترف بتلك الهجمات.

الهجوم الإسرائيلي على سوريا

ومن جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، إن بلادها "تدين بشدة الضربات التي شنتها إسرائيل على أهداف في سوريا السبت الماضي"، مطالبة إسرائيل بـ "وقف توجيه ضربات على سوريا بشكل غير مشروط".

وشددت "زاحاروفا" أنه "مرة أخرى، نؤكد أن الضربات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية مرفوضة بشكل قاطع، وندين بشدة مثل هذه الأعمال غير المسؤولة التي تنتهك سيادة سوريا والأعراف الأساسية للقانون الدولي، ونطالب بوقفها غير المشروط".

وقال الإعلام السوري إنها "عدة مداجن في بلدة الحميدية جنوبي طرطوس"، مشيراً إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح، أحدهما امرأة، ووقوع بعض الخسائر المدنية.

واتهمت سوريا إسرائيل بشن "عدوان جوي" من البحر المتوسط غربي مدينة طرابلس، ثاني أكبر مدن لبنان، إذ استهدفت عدة صواريخ منطقة جنوب طرطوس، وقالت وزارة الدفاع السورية إن الضربات أصابت مدنيين اثنين وأحدثت بعض الأضرار المادية، وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الضربات.

ووضع أسلحة تكتيكية روسية في سوريا

ومن جانبه، قال نبيل نجم الدين، الكاتب الصحفي والمتخصص في العلاقات الدولية، إن الإدانة الروسية على لسان وزارة الخارجية الروسية للضربات الإسرائيلية الجوية على سوريا، ووصفها بأنها غير مقبولة ومطالبتها لإسرائيل بالوقف غير المشروط للهجمات هو أمر يستحق التأمل والتوقف عنده، ويجب أن استرجاع سياسة إسرائيل في 26 فبراير، حينما نددت إسرائيل بالغزو الروسي في أوكرانيا ووصفت ذلك الغزو بأنه انتهاك خطير للنظام الدولي، ولن تنسى موسكو لتل أبيب هذا الموقف.

وأضاف نجم الدين في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل حينما أدانت الاجتياح الروسي لأوكرانيا وحينما وصفته بأنه انتهاك خطير للنظام الدولي هي بذلك تخلت عن موقفها التقليدي المنسق دائماً مع موسكو في السياسات الخارجية، مضيفا يجب التذكير بأن روسيا هي أول دولة اعترفت بإسرائيل وكان هناك تنسيق دائم بين إسرائيل وموسكو أو الاتحاد السوفيتي من قبل ثم بعد انهياره مع روسيا الفيدرالية ومصر دفعت ثمناً باهظاً بسبب ذلك التنسيق.

وأوضح نجم الدين أن الإدانة الروسية للضربات الجوية الروسية ووصفها بأنها غير مقبولة ويجب أن تتوقف هو تطور في عالم جديد تتشكل ملامحه رويداً رويداً، مضيفا لا أستبعد أن تتصاعد ردود الأفعال الروسية على إسرائيل وقد تصل إلى وضع أسلحة تكتيكية روسية في سوريا وهذا ما أتوقعه وسيتم تحديد صحته في الأسابيع المقبلة، وأن الضربات الإسرائيلية في سوريا ليست أمراً جديداً وإسرائيل تهاجم ما تصفه بأهداف مرتبطة بإيران في المواقع السورية، حيث تنتشر قوات مدعومة من الجمهورية الإسلامية في الأراضي السورية بما في ذلك حزب الله الذي يدعم دمشق الرسمية طول الوقت.

واختتم نجم الدين أن التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية عام 2015، كان علامة في التكتيكات والاستراتيجيات الإسرائيلية التي دفعتها بإنشاء ما يسمى آلية تفادي التضارب أي علاقاتها مع روسيا والتدخل الروسي في ما تراه إسرائيل مصالح أمن قومي استراتيجي إسرائيلي في سوريا ولبنان، وأن آلية تفادي التضارب هي لمنع تصادم إسرائيل وروسيا في هذه المنطقة من الشرق الأوسط، ولكن تنديد إسرائيل بالاجتياح الروسي لأوكرانيا وضع نهاية لهذا الحلف غير المقدس بين تل أبيب وموسكو، مضيفا أعتقد أن نهاية هذا الحلف غير المقدس سيكون في صالح المنطقة.

هجوم إسرائيلي على سوريا

الضربات الإسرائيلية تتكرر

وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا التي طالت مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضرباتها تلك في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وفي هذا الإطار نستعرض الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية في الشهور والأسابيع الماضية والتي كانت كالتالي:

في 13 مايو الماضي، قطعت الطائرات الإسرائيلية مسافةً لا بأس بها فوق البحر المتوسط، لتقف في نقطة بحريّة قريبة مقابل قاعدة "حميميم" الروسية على ساحل البحر، وأطلقت صواريخها باتّجاه مواقع سوريّة في محيط مدينة مصياف في الريف الحموي.

وفي 20 مايو الماضي، أقدمت "تل أبيب" على تنفيذ هجوم آخر استهدف مواقع في ريف العاصمة السوريّة دمشق، وكما في الاعتداء الذي سبقه، فإنّ قيادة "جيش" العدو الإسرائيلي بعثت رسائل جديدة أو مستجدة استهدفت جميع أطراف محور دمشق.

وفي فبراير الماضي استهدفت إسرائيل سوريا بعدة صواريخ أرض-أرض من منطقة الجولان السوري المحتل، مستهدفا بعض النقاط في محيط بلدة زاكية جنوب دمشق.

وأفادت وسائل إعلام رسمية في سوريا، يوم 9 فبراير بأن الدفاعات الجوية السورية تتصدى لأهداف معادية في سماء دمشق، وذلك بعد سماع دوي انفجارات قوية بالمنطقة.

وفي نهاية يناير، أعلنت سوريا أن إسرائيل استهدفت بالصواريخ بعض النقاط الواقعة على محيط العاصمة السورية دمشق.

وذكرت أن العدو الإسرائيلي "عمد إلى قصف مراكز في محيط العاصمة السورية دمشق، مستخدما الأجواء اللبنانية منطلقا لصواريخ طائراته".

وأشارت سوريا إلى أن "وسائط الدفاع الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها"، موضحة أن "الأضرار الناتجة عن القصف تمثلت بوقوع الخسائر المادية فقط".

من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي أن صاروخا مضادا للطائرات أطلق من سوريا، باتجاه إسرائيل وأن الصاروخ انفجر في الجو.

هجوم إسرائيلي على سوريا

الضربات والرد السوري

وأعلنت سوريا عن مقتل جندي وإصابة 5 آخرين جراء هجوم إسرائيلي بالصواريخ على محيط مدينة دمشق، وذكرت أن "دفاعاتها الجوية تصدت للهجوم".

وعادة ما تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية في محيط دمشق في حين يضرب سلاح الجو الإسرائيلي مواقع للجيش السوري في أحيان أخرى.

وفي 7 ديسمبر استهدف قصف جوي إسرائيلي شحنة أسلحة إيرانية مخزنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" قالت أن العدو الإسرائيلي نفذ عدوانا جويا بعدة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية مستهدفا ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري".

وأدى القصف وفق المصدر ذاته إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية، وأفادت "سانا" عن تصدي الدفاعات الجوية السورية للقصف الإسرائيلي في أجواء اللاذقية.

رصد التحركات الإيرانية

وأعلن يوم 16 ديسمبر الماضي مصدر عسكري سوري أن هجوما صاروخيا إسرائيليا استهدف المنطقة الجنوبية وأسفر عن مقتل جندي.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القصف استهدف بعض النقاط في المنطقة الجنوبية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت له وسقطت معظم الصواريخ.

وكان مرفأ اللاذقية تعرض لضربات إسرائيلية استهدفت شحنات أسلحة لميليشيات إيرانية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما، أدى القصف حينها إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية، يذكر أنه خلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لجيش النظام وخصوصا أهدافا إيرانية وأخرى لميليشيا حزب الله اللبناني.

وقد سبق وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم 5 يناير أنه قصف بقذائف الدبابات منطقة في جنوب سوريا تعتبرها الدولة العبرية "الجبهة الثانية" لنشاط حزب الله اللبناني، وذلك بعدما رصد فيها تحركا لعناصر مشبوهة.

أسباب الضربات الإسرائيلية

والجيش الإسرائيلي الذي كثف في السنوات الأخيرة، غاراته الجوية على فصائل موالية لإيران في سوريا، يعتبر هذه المنطقة من جنوب سوريا بمثابة "الجبهة الثانية" لـ"حزب الله"، التنظيم اللبناني الموالي لإيران، والذي خاضت ضده تل أبيب حربا في 2006، وتؤكد إسرائيل بانتظام أنها لن تسمح بأن تصبح سوريا موطئ قدم لقوات تابعة لإيران، العدو اللدود لها.

وفي 31 يناير أفادت وسائل إعلام سورية، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لهجوم صاروخي إسرائيلي على محيط العاصمة دمشق.

ويذكر أن إسرائيل تعتدي بشكل مستمر منذ بداية العام 2011 واستمرت لـ العام 2022، حيث اختلفت عملياتالاعتداءات بين مرحلة وأخرى، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل، الأولى حينما كانت تعتدي إسرائيل من دون رد، والثانية حينما تم الرد على هذه الاعتداءات فوق الأراضي السورية، والمرحلة الأخيرة حينما أصبح الرد السوري على اعتداءات إسرائيل فوق الأجواء السورية واللبنانية.

إن الهدف من هذه الغارات هي توجيه رسالة لـ سوريا وحلفائها، بأن إسرائيل قادرة على استهداف العمق السوري في أي وقت تريده، والمسألة الثانية هي تثبيت قواعد الاشتباك بما يلائم المصلحة الإسرائيلية، بجانب أن إسرائيل تحاول تعطيل استعادة الدولة السورية لقوتها.