الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حق لا يسقط بالتوبة.. داعية يحذّر من حرمان البنات من الميراث

حرمان البنات من حقهن
حرمان البنات من حقهن في الميراث

حذّر الداعية الإسلامي مظهر شاهين، من خطورة حرمان البنات من حقهن في الميراث، قائلاً: "اللي ياكل حق اخواته البنات من الميراث يبقي إنسان "خسيس" و"نذل"، وعقابه عند الله أليم".

حرمان البنات من حقهن في الميراث

وأكمل: يبقي زي "البغل" وعامل فيها سَبَع رجَّالة وهو "أَكُولِي" عايش علي "قفا"  اخواته الغلابة اللي واكل ميراثهم، مشددًا أن كلُّ معصيةٍ قد يقبل الله التوبة منها إلا أكل حقوق العباد فهي معصية لا تمحوها توبة، فما بالُك بأكل حقوق الأخوات ؟
وأشار إلى أن بعض الناس يستهينون بحدود الله تعالي - وخاصة في مسألة الميراث-  فيأكلون حقوق إخوتهم البنات طمعاً وظلماً بغير حق تحت ذريعة أنَّ مال أبيهم مايروحش لحد غريب، وهذا أمر في غاية الخِسَّة والرُّعُونة لسببين: 
الأول: هو أن الله تعالي هو من أعطاها ولست أنت، وهو سبحانه وتعالي أعلم بمصالح عباده، فأقَر َّ لهم حقوقا وجعلها أنصبةً مفروضةً، حيث يقول سبحانه وتعالي: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾   [سورة النساء: ١٢]
والثاني: هو أنها أخته وحقها في الميراث لا يقل حصانةً من حقه، وصِلَتُها بمن ورثت منه هي نفسُ صلته هو بِه، فلا يحق له أن يقدم حقه علي حق أخته.
وقال مظهر شاهين ليعلم من يمنع إخوته من الميراث أنه بذلك إنما تعدي حدود الله وخالف وصيته، إذ يقول الله سبحانه في آية المواريث: ﴿ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾ [سورة النساء: ١٢].
ويقول جل شأنه: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [سورة النساء: ١٣-١٤]،  ناهيك عن قطيعة الرحم وضياع الحقوق، وما قد يترتب علي ذلك من تشريد وتجويع وإذلال وإشعال لنار الحقد والعداوة والبغضاء بين ذوي الأرحام، وهذا فساد كبير.
يقول سبحانه: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾  [سورة محمد: 22]
واختتم قائلا: فيا أيها الخسيس العاصي: عُد إلي ربك ورشدك ولا تمنع وارثة من إرثها ولا وارثا من إرثه كي لا يمنعك الله يوم القيامة نصيبك من الجنة، فقد روي أبو هريرة رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {مَنْ قَطَعَ مِيرَاثا فَرَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ قَطَعَ اللهُ بِهِ مِيرَاثًا مِنَ الْجَنَّةِ}. واعلم أن حقوق الناس لا تسقط بالتوبة بل هي معلقة في رقبة الباغي الظالم حتي يلقى الله تعالي فيقتص من الظالم للمظلوم، إلا إذا عفا عنه عن طيب نفس فيعفو الله تعالي عنه.