الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثمن الأمن والأمان في سيناء.. تضحيات الشهداء لا تغيب عن بال الرئيس

الرئيس السيسي في
الرئيس السيسي في سيناء

تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، الارتكازات الأمنية بشرق القناة، والتقى مقاتلي قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومقاتلي الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وشاركهم تناول الإفطار، وذلك للاطمئنان على الحالة المعنوية والأحوال المعيشية والإدارية للمقاتلين أثناء تنفيذهم مهامهم.

الرئيس السيسي 

القضاء على الإرهاب في سيناء

ووجه الرئيس السيسي، التحية للضباط والقادة وللشيوخ من قبائل سيناء، قائلا: “ومن خلالهم وخلالكم أقول لكل المصريين كل سنة وأنتم طيبين، وأرسل رسالة مهمة إن الوقت الصعب والظروف القاسية والتضحيات الكبيرة التي قدمتها مصر كانت في مكانها وحققت أهدافها".

وأضاف السيسي: “إننا لا ننسى أبدا الثمن الكبير الذي دُفع من أرواح ودماء شهدائنا والمصابين الذين سقطوا، وهذا ثمن الأمن والأمان والاستقرار لكل مصر، وأيضا لأمن وأمان سيناء التي عادت مرة أخرى كاملة بعيدا عن الأشرار الذين كانوا موجودين هنا، الذين واجهناهم لمدة 10 سنوات”.

وتابع: “إن النجاح الأخير الذي حققناه خلال عام كان بتضافر الجهود وأيضا اجتمعت القلوب، وعندما حدث ذلك كانت النتيجة والنجاح كبير للغاية”. 

واستطرد: “اليوم ليس احتفالا، وإنما بمناسبة الشهر الكريم كان مهما أن أحضر إليكم وأسلم عليكم وأرسل لكم تحية وسلام المصريين وأفطر معكم، لأنه شرف لي ويسعدني أن أكون متواجدا معكم اليوم”.

وأكد الرئيس السيسي، أن “الدولة المصرية تعمل على أن تكون سيناء بشكل مختلف غير الذي اعتدنا عليه خلال السنوات الماضية”، قائلا: "لقد عملنا خلال السنوات السبعة أو الثمانية الماضية بشكل كبير ولا يهم التكاليف ولكن الأهم هي النتائج، فمساحة سيناء تبلغ 60 ألف كيلومتر، أي ما يعادل مساحة المعمور من مصر في الوقت الحالي، فنحن جميعا من أسوان حتى الإسكندرية نعيش على حوالي 60 إلى 70 ألف كيلومتر، وعندما نبذل جهدا في سيناء ونعمل على بناء مشروعات تنمية حقيقية فهذا أمر مستحق".

وأشار إلى أنه تم الحديث كثيرا عن تلك المسألة، ويتم عرضها بوسائل الإعلام، ولكن لا يشعر المواطنون بها بشكل كبير لأنها تمت خلال عدة سنوات.

الرئيس عبد الفتاح السيسي 

دور مشترك للجيش وقبائل الشيوخ 

وأوضح الرئيس السيسي أن ما بُذل خلال السنوات الماضية ضخم للغاية والأرقام التي أنفقت عليه كبيرة، قائلا: "نحتفل هنا على أرض سيناء في المكان الذي سالت فيه دماء أبناء القوات المسلحة والشرطة وأجهزة الدولة وأبناء الشعب المصري بسيناء، لذلك يجب أن يليق الاحتفال بالتضحية، فالقتال الذي تم لا يقل عن أي قتال قامت به مصر خلال معارك سابقة، فنحن نحتفل بانتصارات أكتوبر، وأؤكد لكم أن ما جرى في تلك الحرب لا يقل عن أكتوبر، فمن قام بذلك هم أبناء مصر المواطنين والأسر التي قدمت أبنائها من ضباط وصف وجنود وجيش وشرطة وأبناء سيناء".

وقال الرئيس السيسي: "أؤكد التزامي وعهدي مع أهالينا المتواجدين هنا على أننا سنبذل جهدا أكبر في مشروعات تعود بالخير على الناس أجمع، وهنا أمر مختلف عن السنوات الماضية، ونحن نعمل وسنعمل وسنتحرك أكثر، وهناك إنفاق من الدولة وسيكون هناك إنفاقا أكثر لأن هذا أمر مطلوب العمل عليه".

وأكد الرئيس السيسي ضرورة زيادة التلاحم مع بعضنا، في إشارة إلى المواطنين في سيناء سواء في الشمال أو الجنوب أو الوسط، ومع أجهزة الدولة، قائلا: ”هذا دور نقوم به بشكل مشترك، أي قيادات الجيش والشرطة مع قيادات شيوخ القبائل ونحن على دراية بهذه الأعراف ونقدرها وندعمها وسندعمها أكثر، لأن هذا كان أمرا مهما، منوها بأن اللقاءات مع شيوخ القبائل كان لها تأثير إيجابي”.

وتابع الرئيس السيسي: "هناك مشاكل أحيانا تكون صعبة، لكن شيوخ القبائل من خلال أعرافهم وقيمهم وعاداتهم التي نشجعها وسنشجعها أكثر، كنا نقوم بحلها"، مضيفا: "كنت مسئولا في يوم من الأيام بالمخابرات الحربية وألتقي مع شيوخ القبائل، وأثناء أداء واجبي كوزير للدفاع كنت ألتقي معهم أيضا، وإذا كانت هناك مشاكل نقوم بحلها، وهناك موضوعات بيننا، وهذا أمر طبيعي، وقوة ومكانة شيوخ القبائل ندعمها ونعززها وسنعززها أكثر”.

وجدد الرئيس السيسي التهنئة للحاضرين، معربا عن سعادته بوجوده معهم، مطمئنا الجميع على حال مصر، قائلا: "هناك أزمة اقتصادية كبيرة تمر بالعالم ولها تأثير كبير علينا بدون كلام، ولكن بالرغم من ذلك، نحن متماسكون وسنتجاوزها وسنعبرها كما عبرنا الكثير؛ على غرار أزمة مكافحة الإرهاب".

الرئيس السيسي 

لن نقبل بأن يرفع أحد السلاح

وأشار الرئيس السيسي إلى الأزمة الاقتصادية قائلا: ”نعمل ونجتهد وربنا مطلع علينا وسيكلل جهودنا بالنجاح"، مضيفا: "ليست هناك مشكلة بدون حل غير أن نكون مستعدين لبذل جهد أكبر بشكل علمي ومدروس، وأن نضحي من أجل حلولها، وأؤكد أنه رغم الظروف الصعبة والأزمة الروسية نستوعب هذه الأزمة ونمتص ضغط هذه الأزمة وسيوفقنا الله فيها وأعرب عن سعادته بمجموعة الأبطال الذين كرمهم اليوم”.

وأكد الرئيس السيسي، أنه كان مطلعا على الأوضاع في سيناء في الفترة من 2008 إلى 2010، قائلا: "علينا جميعا القيام بدور مشترك، ليس أجهزة الدولة فقط لذلك عملنا على تعزيز دور ومكانة شيوخ القبائل لأن هذا ما يضمن عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى، لأن حدوثه كان بسبب تراخي اليدين التي لم تصبح بنفس القوة والعادات والتقاليد التي كانت راسخة".

وأوضح الرئيس السيسي، أنه “لن يتم السماح بتكرار ذلك الأمر مرة أخرى، ولن يسمح بأن يرفع أحد السلاح خارج سلطان الدولة، فقد تم التخاذل مع هذا الأمر في سنوات ماضية، ودفعنا جميعا كمصريين وجيش وشرطة ثمن ذلك، وكان الثمن كبيرا للغاية من دم وأرواح سقطت لنستعيد مكانة سيناء”.

وقال إن "الدولة لديها قدرة وسلطة وهي امتداد الشعب الذي يحكم البلد، وبالتالي لن يقبل أحد رفع سلاحا مرة أخرى خارج السلطات، وسيتم مجابهته في أي مكان بمصر بشدة كبيرة وبمنتهى البطش، فالدولة لها سلطان ممتد على أرضها بالكامل، وبالتالي لا يرفع سلاح إلا سلاح الدولة الموجه ضد الأشرار وليس الأخيار".

وفي هذا الصدد، قال اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، إن رسائل الرئيس السيسي خلال لقائه مقاتلي قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومقاتلي الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، الهدف منها أن يؤكد أنه مثلما قضينا على الإرهاب في الست سنوات الماضية، يجب أن نستمر في اليقظة، لأن الإرهاب لن يموت ولن يبتعد، ويجب أن نكون جاهزين في الفترة القادمة.

الرئيس السيسي 

رسائل الرئيس السيسي من سيناء

وأوضح فرج، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تأمين سيناء جاء بالتنمية وهذا مبدأ الرئيس السيسي منذ توليه حكم البلاد، فيوجد في سيناء 400 ألف فدان بجانب 3 مصانع أسمنت ومدينة رخام الجديدة، وتطوير الميناء في العريش، فبعد أن كان يستوعب 4 مراكب، الآن يستوعب 24 مركبا، بجانب أيضا الطرق الجديدة ومطار العريش الجديد والأنفاق، فتنمية سيناء الهدف منها تأمينها خلال الفترة القادمة.

وتابع: "رسائل الرئيس السيسي من سيناء هي رسالة للعالم أجمع عندما تحدث عن الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مصر وكان الهدف من حديثه عندما تغلبنا في حرب 1973 والمشاكل قدرنا نعبر ونحقق السلام، فالدولة المصرية قادرة على تحقيق السلام أيضا في ظل هذه الظروف الصعبة، بجانب تأكيد الرئيس أن الدولة المصرية لن تسمح خلال الفترة القادمة بأن يمس أحد أرضنا لأنها مقدسة، بجانب قدرة الجيش والشعب أن يؤمنوا هذا البلد:.

وأكد مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة، والخبير الاستراتيجي، أن الدولة المصرية قضت على الإرهاب في سيناء بعدة أمور وهي:

  1. القضاء على 2000 نفق داخل سيناء.
  2. التعامل مع العناصر الإرهابية دون أن نتعرض للمدنيين المتواجدين في سيناء.
  3. تم إنشاء قيادة في شرق القناة لتكون مسئولة عن سيناء بالكامل ومكافحة الإرهاب فيها، فهذه القيادة الجديدة تضم كل عناصر القوات المسلحة “المشاة ـ والقوات الجوية ـ والبحرية ـ والدفاع الجوي ـ والقوات الخاصة”.
  4. بجانب تكاتف القوات المسلحة مع الشرطة مع أهالي سيناء وشيوخ القبائل سيناء التي عاونت الرئيس السيسي والقوات المسلحة في القضاء على الإرهاب.
  5. بجانب القرى البدوية التي تم العمل بها في سيناء، فهي تساعد أيضا في القضاء على الإرهاب.
اللواء سمير فرج 

جدير بالذكر أن محافظة شمال سيناء عانت خلال السنوات الماضية من تنظيمات متشددة، وحاليا تشهد أرض سيناء العديد من المشروعات التنموية، ومنها، إعادة البنية التحتية والمرافق الكاملة لمدن سيناء، كما شهدت الفترة الماضية زيارات متعددة لوزراء ومسئولين، وكان آخرها أمس من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

فتسع سنوات من الكفاح على أيدي رجال القوات المسلحة والشرطة وأبناء سيناء، هي رحلة شرف وعناء سقط خلالها آلاف من الشهداء والمصابين من مصريين أخذوا من النصر عهداً ليطهروا أرضنا المقدسة بعد سنوات من المطاردة للقضاء على  قوى الشر والظلام والإرهاب.

فكان من القيادة السياسية عهد ووعد وكلمة شرف أخذتها على عاتقها أن تطهر أرض سيناء، وأن يكتمل هذا العهد بعودة التنمية لجميع ربوع المحافظة وسط أمن وأمان.