قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

احتكار "الشارع" .. و" الحديد " !


لماذا لم تغير الثورة شيئا ؟ الاجابة : لان معظم الذين قالوا انهم ثاروا علي نظام مبارك ، كانوا هم الذين حاولوا اعادة نظام مطابق من جديد ، باكثر من طريقة ، مع انهم " ثوارا " اولاد " ثوار" !
ربما فسد رجال مبارك بعد ٣٠ سنة حكما ، لكن بعض المحسوبين على يناير ، كانوا قد فسدوا بعد اقل من عام من تنحي الرئيس السابق .. لذلك لازال الشارع السياسى فى مصر يضج بالرأي الواحد ، والرؤية " الوحيدة " ، اذ ان كل " فصيل " ثوري ، يري انه الاوحد ، الرصين ، بينما علي الاخرين ان يكونوا مع الرصين .
حادثة الاعتداء علي نوارة نجم امام التلفزيون الاسبوع الماضي دليل .
فنوارة ، الثائرة ، بنت الثائر ، التي قالت ، بعد الثورة انه لاقانون ، ولا يحزنون ، ووصفت الشرطة ، وافرادها بالخونة ، والمتآمرين على " الثورة " و " ابناء الثورة " ، ثم نادت بانه لاداعى للجيش في الشارع ، كانت هي نوارة التي لجاأت للقانون ، وطلبت حماية الجيش والشرطة !
بعد الاعتداء عليها امام ماسبيرو قبل ايام ، قدمت نوارة بلاغا للنائب العام ضد وزير الداخلية ووزير الدفاع ، قالت انهما لم يقوما بالواجب ، وان ضباطهم لم يحمياها من الذين اعتدوا عليها امام ماسبيرو ! وكانت نكتة .
لماذا ؟ لان المعني ان الثائرة بنت الثائر ، ، مثلها مثل كثير من الذين حسبوا انفسهم علي يناير ، كانوا يريدون شرطة ، وجيشا ، ودولة ، ونظام ، في خدمتهم .. رغم ان الجيش حامي للجميع ، ومفترض ان الشرطة في خدمة الشعب .
لما حاكموا رموز النظام السابق بالقانون ، راي بعض المحسوبين على يناير ، انها تمثيلية ، لان القانون ، مفترض انه سقط بعد يناير ، وان على الشارع ان يتحرك وفق قوانين الثورة .
لا احد يعرف حتى الان ، اى قانون للثورة يجب اقراره ، مع الاختلافات فى مفهوم قوانين الثورة ، بين فصائل " الشباب " المختلفة .
لكن ، المعني كما يبدو انهم ارادوا ان يقولوا ، ان على الشارع ان يحكم ، وان يتحكم ، بلا سلطان عليه .. لا جيش يلم ولا شرطة تهم .. وهي وجهة نظر ، بصرف النظر عن اتفاقك او اختلافك .
لكن لما تعرض بعضهم الي الاعتداء فى الشارع ، وتاسيسا على نظرية ، قانون الشارع ، وسلطانه ، عاد هؤلاء .. و طالبوا بالقانون ، وانتقدوا " تخلى " الجيش ، وما وصفوه بـ " رفع " الشرطة يدها !
مشكلة .
القضية الاخرى ، ان الشارع الذي اكتشف نوعية من الثوار ، كانوا وبالا فعليا علي رغبات التغيير ، اصبح في محل اتهامات بالخيانة ، من الذين قالوا انهم هم الثوار وحدهم ، وانهم الاجدر بالقيادة وحدهم ، وانهم الاولى باصدار الاملاءات .. والاخطر ، انهم الوحيدون من المصريين الذين يعرفون ما في صالح المصريين .
خد عندك هذا المثال ، الدكتور " البرادعي" الذي برر اعتداءات الموظفين علي رؤسائهم واقتحام مكاتبهم وطردهم بعد ضربهم بما اسماه " كبت " ٣٠ سنة حكم لمبارك ، كان هو البرادعي الذي استغرب هجوم ، من اسماهم بالبلطجية عليه خلال ادلائه بصوته في احدي لجان " الاستفتاء " على التعديلات الدستورية بالمقطم .
الذين اعتدوا علي نوارة والبرادعي بلطجية ، وخارجون ، اما الذين يناصرون البرادعي ونوارة ثم يعتدون علي اخرين ، ثوار وملائكة و" مكبوتون " .
المعنى ، ان بعض الثوار يريدون قانونا خاصا يحميهم ، بينما هم يحرضون المصريين على المصريين ، ويحرضون الشارع على الجيش ، ومن بعده على اى سلطة .
هم طالبوا بالقانون ، بينما رفضوه للذين خالفوهم ، ولما اعتبروه شرعيا لاصحاب الراى " الاخر " ، فلا راى اخر ، ولا دياولو .. خلال " الثورة " التى لم تكتمل !
الحريات كما يبدو .. حرياتهم هم ، والثورة ، فيما يظهر ثورتهم هم ، مثلما كانت الساحة ساحة النظام السابق وحده ، و مثلما كان الشارع ، يؤيد بالضرورة النظام السابق وحده ، مع ان لاهذا ، صحيح ، ولا ذاك ايضا !
ليست دعوة للعنف ، ولا هو ترويج لتقطيع هدوم بعضنا في الشوارع ، لكن اعادة انتاج تصلب في الراي .. والرغبة فى احتكار الشارع ، مصيبة ، مثلها مثل مصيبة احتكار الحديد قبل يناير .
لن يرضى الشارع باحتكارالثورة ، كما ان قطاعا كبيرا لن يرى انه من " الصواب " اختزال يناير في " نوارة نجم " او فى " الدكتور البرادعي " .. وما شابه !
منطقي هذا الكلام ؟