الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكبر تهديد طبيعي يواجه البشرية

هذه الدول بدأت الغليان والحرارة تتخطى 50 درجة.. الأمم المتحدة تحذر

حرائق هاواي - التغيرات
حرائق هاواي - التغيرات المناخية

تظهر التغيرات المناخية في الوقت الحالي، كأكبر تهديد طبيعي، يواجه البشرية، بعدما تضررت العديد من الدول من تأثيرات التغيرات المناخية وتداعياتها على تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة وتأثير ذلك على النظام البيئي وتعرضه لحرائق غابات وأعاصير وموجات جفاف غير مسبوقة، وبدوره أثر على الأنظمة الزراعية لتحذر البيئة من أزمة غذاء تضرب العالم، ولكن العام الجاري 2023 يعد أكبر تهديد يواجه البشرية بعدا ارتفاع درجات الحرارة لمستويات غير مسبوقة.

الحرارة تتخطى 50 درجة 

ولعل أبرز التأثيرات السلبية الواضحة لـ التغيرات المناخية على العالم أجمع، وظهر ذلك من خلال حدوث ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة على بعض المناطق خاصة في منطقة نصف الكرة الشمالي، لتعلن الأمم المتحدة أن عصر الغليان قد بدأ بالفعل، وتأتي العراق في مقدمة الدول الأكثر عرضة لهذه التأثيرات، حيث وصلت المياه إلى أدنى مستوى مسجل، كما ارتفعت درجات الحرارة الشديدة التي بلغت 50 درجة مئوية.

فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة، بعد 4 أيا من زيارته للعراق، أكد أن درجات الحرارة القياسية التي شهدها العراق، تشير إلى أن حقبة الغليان العالمي قد بدأت بالفعل، موضحا أنه خلال زيارته للبصرة المعروفة بإنتاج النفط بجنوب العراق، وشعوره  بالحرارة الحارقة واستنشاق الهواء الملوث نتيجة الكثير من مشاعل الغاز المنتشرة، اتضح له أن عصر الغليان العالمي التي قد حذرت منه الأمم المتحدة سابقا قد بدأ في العراق.

وحسب الأمم المتحدة، فإن العراق، هي أكثر الدول عرضة للتغيرات المناخية في العالم، وأدى انخفاض مستوى الأمطار، وسوء إدارة الموارد المائية للبلاد، إلى جفاف مستمر منذ عدة سنوات، وأكدت وزارة الموارد المائية إن مستويات المياه بالبلاد خلال العام الجاري وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة.

الجفاف في العراق

بداية عصر الغليان في العراق

من جانبه، كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو، جوتيريش، قد حذر من بدء عصر الغليان في العالم، مشيرا إلى انتهاء عصر الاحتباس الحراري، وبدأ عصر الغليان العالمي، ودعا كل الدول لاتخاذ إجراءات احترازية فورية وجرئية، بعدما أكد علماء المناخ أن يوليو الماضي، سجل أكثر الشهور سخونة في التاريخ منذ آلاف السنين، حيث شهدت عددا من الدول ارتفاع كبير في درجات الحرارة تجاوزت الـ 50 درجة مئوية في بعض الدول العربية، وكانت أكثر الدول تأثر هم الجزائر وتونس وغزة، أما عالميا فكانت اليونان وقبرص وتركيا والولايات المتحدة والصين والبرتغال.

وسجلت المحيطات أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق؛ حيث تمتص الحرارة الناجمة عن تغير المناخ، مع ما يترتب على ذلك من آثار وخيمة على صحة الكوكب، وجاء متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمية اليومية هذا الأسبوع، محطما الرقم القياسي لعام 2016، وفقا لكوبرنيكوس، الخدمة المعنية بتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي.

أما عن آخر حوادث التغيرات المناخية، فكانت في جزر هاوي في المحيط الهادي، والتي شهدت منذ يوم الإثنين وحتى الأربعاء، رياح تتراوح سرعتها بين 45 ميلا في الساعة إلى 67 ميلا في الساعة، وفقا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية، موضحة أن الجزر استعدت للإعصار، والذي أعقبته حدوث حرائق الغابات.

53 قتيل بسبب حرائق هاواي

وأصدرت خدمة الطقس تحذير أحمر، والذي يشير إلى خطر الحرائق الشديد، عبر أجزاء من جميع جزر هاواي، حتى يوم الأربعاء، في الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي، حيث شهد الجزء الغربي من هاوي، اندلاع حرائق، بسبب قلة الأمطار، حسبما قال غريج كاربين، رئيس عمليات التنبؤ في مركز التنبؤ بالطقس التابع لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية، ما أسفر عن تفحم ما لا يقل عن 1000 فدان من منطقة ماوي، وهي منطقة زراعية داخلية تضم حديقة هاليكالا الوطنية.

واجتاحت حرائق الغابات جزيرة ماوي في هاواي، ما أسفر عن مقتل 53 شخصا على الأقل وتفحم أجزاء من الجزيرة، وتم تدمير مدينة لاهينا التاريخية، وهي مقصد سياحي شهير، وحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فلم يتم تحديد سبب دقيق للحرائق، فيما أكد الميجور جنرال، كينيث هارا، من وزارة الدفاع في هاواي أن حرائق الغابات كانت بسبب ظروف جافة ورطوبة منخفضة ورياح عاتية، ناجمة عن إعصار دورا،  وهو إعصار من الفئة 4 أدى إلى تأجيج النيران في الجزيرة.

حرائق هاواي

المحيطات تحطم الرقم القياسي 

ووصل متوسط درجات الحرارة إلى 20.96 درجة مئوية، وهو رقم أعلى بكثير من متوسط الحرارة في هذا الوقت من العام، فيما تعد المحيطات منظما حيويا للمناخ؛ حيث تمتص الحرارة وتنتج نصف كمية الأكسجين الموجودة على كوكب الأرض، ما يؤثر على أنماط الطقس، والمياه الأكثر دفئا تكون أقل قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما يعني بقاء المزيد من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تسريع وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية التي تتدفق إلى المحيط، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.

كما تتسبب المحيطات الأكثر سخونة مع موجات الحرارة، في اضطراب الكائنات البحرية كالأسماك والحيتان أثناء تحركها بحثا عن مياه أكثر برودة، ما يؤثر على السلسلة الغذائية ويحذر الخبراء من أن المخزون السمكي قد يتأثر.

وقد يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى أن تصبح بعض الحيوانات المفترسة كأسماك القرش عدوانية؛ لأنها تصاب بالارتباك مع درجات الحرارة المرتفعة.

ويبحث العلماء سبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات في الوقت الحالي، لكنهم يقولون إن تغير المناخ يجعل البحار أكثر دفئا؛ لأنها تمتص معظم درجات الحرارة الناجمة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتشهد المرحلة الحالية بدء ظاهرة نينيو جديد لكن العلماء يقولون إنها لا تزال ضعيفة، ما يعني توقعات بأن تتخطى درجات حرارة المحيط متوسط الدرجات في الأشهر المقبلة.