EN 
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء تفقده الأكاديمية العسكرية، فجر اليوم السبت:" الأزمة الاقتصادية اللي بنعاني منها، ومكناش سببب فيها، دي ظروف عالم سواء فيروس كورونا اللي وقف الدنيا بالكامل ولها تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي وإحنا مرتبطين بيه بشكل أو بآخر، أو الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الأسعار".
إضافة 3 ملايين فدان قريباً
وقال إنه رغم الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع الأساسية، سيضاف إلى خريطة مصر حجم ضخم جدًا من الأراضي الزراعية، خلال أشهر قليلة، سواء كانت الدلتا الجديدة أو توشكى أو في شرق العوينات وفي سيناء.
وأضاف: ومجموع الأراضي دي يتعدى الـ3 مليون فدان، مع الريف المصري، وبنتكلم عن كمية ضخمة جدًا وعمل وجهد وحجم أراضي عشان نعمل إنتاج زراعي غير مسبوق في فترة مش كبيرة أوي.
واستطرد: وحتى مع ده، هنكون محتاجين استيراد سلع أساسية زي القمح والذرة وزيت الطعام وبكميات كبيرة، وعلى الأقل بنتكلم عن 18- 19 وممكن نوصل لـ20 مليون طن قمح حجم الاستهلاك المحلي في مصر في السنة الواحدة، وحتى لو أنتجنا نصفه هنكون محتاجين نجيب 50% من الخارج وبالتالي نستهلك منه ونستورد منه كميات كبيرة، عشان الناس تكون شايفة ليه الأسعار زادت علينا.
واستطرد: إحنا بنستورد أكتر من 90% من استهلاكنا من زيت الطعام، وبنستورده بالعملة الحرة وبنبيعه للناس بالجنيه المصري، وبالتالي دايما علينا أننا ندبر عملة تكفي كل مطالبنا ومستلزمات الإنتاج وحاجات كتير أوي.
واستكمل: وبنتكلم عن أرقام كتير أوي وإحنا أدام الظروف اللي بتمر بالعالم وبينا ومتأثرين بيها، لكن إحنا مش متوقفين وهل فيه حاجة تقلقنا أن يبقى فيه أزمة في المواد اللي بنتكلم عنها دي؟ لا طبعا، واحنا عاملين حسابنا دايما أن يبقى فيه من 5- 6 أشهر احتياطي من السلع دي كلها بالكامل، عشان يبقى دايما عندنا فرصة لمجابهة أي ظرف، ونفس الكلام على الوقود، بنتكلم عن 10 مليون سيارة بتتحرك كل يوم على امتداد الجمهورية بالكامل.. ونحتاج أيضا أننا نجيب الوقود اللازم ليهم وبرده جزء كبير من ده نستورده من الخارج، ويتبقى موضوع محطات الكهرباء، وتصوروا أنكم محتاجين في اليوم 18 ألف طن مازوت عشان نشغل المحطات بكامل طاقتها عشان توفر الطاقة في ظروف درجة الحرارة المرتفعة اللي مرت علينا الايام اللي فاتت واللي يمكن تبقى معانا شوية كمان.
زيادة الدخل القومي
في هذا الصدد قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، أن الدولة بذلت مجهوداً كبيراً خلال السنوات الماضية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في زيادة حجم الرقعة الزراعية في مصر، وذلك من خلال تنفيذ خريطة استراتيجية للتوسع في زيادة حجم الرقعة الزراعية في الدلتا الجديدة وشرق العوينات وتوشكى وسيناء بما يقدر حجمه 3 مليون فدان، مشيرا إلى أن الدولة تسعى على قدم وساق لزيادة الدخل القومي من المحاصيل الزراعية وتوفير المحاصيل الاستراتيجية للمواطنين بالتزامن مع زيادة عدد السكان ورغم الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم .
وأضاف الدكتور أشرف غراب خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن تحركات الدولة كانت استباقية قبل أحداث جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية وهذا أدى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من عدد من السلع كالسكر وغيره وزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية كالقمح ما جعل إنتاجه كبيرا خلال الأعوام الماضية ليكفي شهورا عديدة ما قلل من نسبة الواردات من القمح وبعض الحبوب، موضحا أن ملف الأمن الغذائي أصبح من أهم أولويات الدولة بل أصبح أمن قومي تسعى الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه وذلك بالتوسع في المساحة المزروعة .
وأشار غراب، إلى أن المتابع جيدا خلال السنوات الماضية سيجد أن الدولة افتتحت محطات معالجة مياه مصرف بحر البقر وغيرها من موارد المياه الصالحة للزراعة عليها وذلك لزيادة الرقعة الزراعية لأن الدولة عازمة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل بالفعل، كما توسعت الدولة في زيادة المساحة المزروعة من القمح بجانب التوسع في الصوامع المخصصة لتخزين القمح ما نتج عنه توفير مخزون استراتيجي منه يحميها من التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية .
وتابع غراب، أن زيادة المساحة المزروعة من الأراضي الزراعية نتج عنها زيادة حجم الصادرات المصرية من المحاصيل الزراعية خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن ما حدث بملف الزراعة في مصر حمى المواطنين من الأزمات العالمية ونقص الغذاء في العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات المناخية، موضحا أن الاحصائيات الرسمية تشير إلى زيادة حجم صادرات مصر من المحاصيل الزراعية لأكثر من 5 مليون طن خلال الفترة من يناير وحتى يوليو خلال العام الجاري .
تصدير رقم غير مسبوق
من جانبه قال الدكتور جمال صيام أستاذ الإقتصاد الزراعي إن الدولة المصرية تعاملت مع ملف الزراعة بحنكة شديدة اثناء جائحة كورونا حيث إن حجم الخسائر الذي وقع أقل بكثير مقارنة بالدول الاخرى ، مشيراً إلى أن قطاع الزراعة في الدول الاخرى أغلق والمزراعين تركوا الزراعة وسلاسل الامداد توقفت عالمياً وداخلياً ، على عكس الدولة المصرية فلم تتوقف الزراعة وأستمر المزراعين في ممارسة عملهم بشكل طبيعي ولم يحدث أي نوع من الغلق.
وأضاف الدكتور جمال صيام خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن عام 2020 مصر قامت بتصدير رقم غير مسبوق يقدر بحوالي 6 ملايين طن من الخضروات والفواكه ، كما أن الجهاز المركزي أعلن أنه تم تحقيق 2 مليون دولاراً خلال 5 أشهر.
واستكمل: الحرب الروسية الاوكرانية هي من أثرت نوعاً ما مشيراً إلى أن مصر تستورد 80% من القمح الروسي وعباد الشمس الاوكراني ، فضلاً عن توقف اتفاقية تصدير الحبوب والتي استفادت منها مصر كثيراً من خلال الحصول على مليون طن ، لافتاً إلى أن اوكرانيا هي اقل من روسيا في الاهمية بالنسبة لمصر فيما يخص القمح تحديداً حيث إن مصر تستورد 80% من روسيا و20% من أوكرانيا وبالتالي بعد توقف هذه الاتفاقية علينا أن نجد بدائل أخرى لاوكرانيا مثل رومانيا وكازاخستان وغيرها .
واستطرد: حاليا ً هناك زيادة 15% في سعر القمح بعد توقف اتفاقية تصدير الحبوب ، مشيراً إلى أنه قد اصبح الطن يقدر بحوالي 20 دولاراً وبالتالي الامر ازداد سوءاً مع وجود ازمة ايضاً في الدولار، ونصح الدكتور جمال صيام بضرورة التخزين لعام كامل، مشيراً إلى أنه حالياً هناك مخرون يكفي 6 أشهر وذلك أمراً ايجابياً.
بدوره قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، إن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بالاكاديمية العسكرية أزال لغط كبيراً ، حيث إن السبب الرئيسي في الازمة الاقتصادية يكمن في الاحداث العالمية التي ضربت العالم حيث الحرب الروسية الاوكرانية ومن قبلها وباء كورونا ، وما تلاها من تداعيات أثرت على الأمن الغذائي العالمي ، وبالتالي حدث ارتفاع في الاسعار فضلاً عن الموجة التضخمية التي ضربت العالم أجمع وأثرت على الدولار وأسعار الفائدة وارتفاع الاسعار، لافتاً إلى أن جميع الاسر بجميع انحاء العالم تأثرت بارتفاع الاسعار بلا ادنى شك.
وأضاف الدكتور خالد الشافعي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طمأن المواطنين اليوم بإضافة 3 ملايين فدان، وهذا سيكون عامل اساسي نحو التوجه للمزيد من الانتاج وتوفير السلع للمواطن المصري، فضلاً عن تقليل الاعتماد على فاتورة الواردات وسيقلل على اعتماد مصر من السلع والحبوب من الخارج.
واستكمل: مصر تمتلك منتج زراعي قادر على تلبية حاجة المواطنين للتخفيف من حدة الاسعار وسيساعد مصر في العبور من الازمة الاقتصادية العالمية الخانقة، مشيراً إلى أنه سيتم وضع رؤية كاملة للنهوض الكامل والخروج من الازمة الاقتصادية قريباً ، وهذا من خلال ما سيتم اضافته من رقعة زراعية ، لافتاً إلى أن مصر تعاملت بحرفية مع هذه الازمات ووضعت برامج حماية اجتماعية والتي خففت من التداعيات السلبية على المواطن المصري، فضلاً عن المنافذ التي وفرت كافة احتياجات المواطن ، والتأثير كان أخف وطأة بسبب هذه البرامج وبالتالي القيادة السياسية كان لها دور بارز وقوي في التخفيف من تداعيات الازمات.
