الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرقيب محروس رزق عطا الله لـ "صدى البلد": دمرت 13 دبابة للعدو الإسرائيلي في حرب أكتوبر .. وكنت أول مُجند في العالم يُنفذ قفزة مظلة بالصاروخ "الماليوتكا"

 الرقيب محروس رزق
الرقيب محروس رزق عطا الله

تعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.

حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.

فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.

غرفة عمليات حرب أكتوبر

حرب أكتوبر

في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.

حرب السادس من أكتوبر

فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها. 

نصر أكتوبر

وتمُر علينا الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، فقد حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم. 

نصر أكتوبر 73

الرقيب محروس رزق عطا الله

كان لـ "صدى البلد" لقاءً مع الرقيب محروس رزق عطا الله، أحد أبطال سلاح المظلات والذي شارك في تدمير العديد من الدبابات الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر المجيدة ولقب بـ "صائد الدبابات".

الرقيب "محروس" الحاصل على نوط الجمهورية العسكري، كشف في حواره مع "صدى البلد"، قصة إنضمامهُ لصفوف القوات المسلحة، والعمليات التي قام بها خلال نصر أكتوبر، والمعجزة العسكرية التي نفذها وتحاكى بها الاتحاد السوفيتي حينها.

 الرقيب محروس رزق عطا الله

النشأة والتكوين

البطل رقيب محروس رزق عطا الله، من مواليد محافظة القاهرة عام 1949، وكانت نشأته في حي حدائق القبة، وانتقل بعدها لحي عين شمس.

"صائد الدبابات" أشار في حديثه لـ "صدى البلد" أن حرب 5 يونيو 1967، ولد لديه الثأر من أجل الانتقام لكرامة مصر، وكان العدوان حافز له من أجل الإنضمام لصفوف الجيش، لاسترداد سيناء من المُحتل الإسرائيلي.

الالتحاق بالقوات المسلحة

التحق الرقيب محروس رزق عطا الله، لصفوف القوات المسلحة عام 1969، وكانت فترة تجنيده خمسة سنوات، وانضم لمدرسة المدفعية، وحصل على تدريب مكثف داخل المدرسة، من أجل استيعاب الأسلحة الحديثة التي حصلت عليها القوات المسلحة في تلك الفترة.

وكشف بطل حرب أكتوبر، أنه تم تجنيده خلال حرب الاستنزاف، وتم منحه أول فرقة صواريخ على مستوى القوات المسلحة، وذلك في مدرسة المدفعية مع الخبراء السوفيات، ومن ثم، تم منحهُ فرق الإسقاط والمظلات.

وكشف "محروس"، أنه حصل على تدريب مكثف داخل مدرسة المدفعية، من أجل استخدام صواريخ "الماليوتكا"، وذلك لاستيعاب تلك التكنولوجيا الحديثة آنذاك، كما درس داخل مدرسة المدفعية جميع دبابات ومدرعات العدو الإسرائيلي.

وأوضح بطل حرب أكتوبر، أنه أول مُجند في العالم، يُنفذ قفزة مظلة بالصاروخ "الماليوتكا" بكامل مُعداتها، وسط إشادة كبيرة من الإتحاد السوفيتي، وتم منحهُ نوط التدريب العسكري من قبل الرئيس الراحل أنور السادات على تلك القفزة.

 الرقيب محروس رزق عطا الله

حرب أكتوبر

أكد الرقيب محروس رزق عطا الله، أن توقيت حرب أكتوبر لم يكن معلومًا لأحد، وأنه عُلم بموعد الحرب قبل حدوثها بـ 15 دقيقة، وكل مقاتل كان يعلم المُهمة الخاصة به لتنفيذها، كذلك النقطة الخاصة به من أجل استقلال القارب، لعبور الضفة الشرقية لقناة السويس.

تحدث الرقيب محروس عطا الله، عن مشاركته في يوم النصر العظيم، موضحًا أنه كان رقيب أول السرية أثناء حرب أكتوبر، وقامت سريتهُ بعبور الضفة الشرقية لقناة السويس، وتوجه للنقطة المخصصة له هو وزملائه للتعامل مع العدو الإسرائيلي.

وقال بطل حرب أكتوبر أنه تعامل مع دبابات العدو الإسرائيلي في قلب سيناء، وقام بتدمير ثلاثة منها بثلاثة صواريخ، ونتيجة لذلك، تم ترقيته ترقية استثنائية أثناء الحرب إلى مساعد صول، كما قامت السرية بتكرار الإغارات وعمل الكمائن للعدو الإسرائيلي حتى يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر، واستطاع تدمير 13 دبابة إسرائيلة.

وأوضح أنه أثناء فترة الثغرة، ُطلب من السرية التوجه لقيادة مدفعية الجيش الثاني، بقيادة العميد "أبو غزالة" آنذاك، لدعم الجيش خلال المواجهات العسكرية مع قوات شارون، التي كانت تحاول دخول الإسماعيلية، حيث كانت الحرب وجها لوجه مع العدو الإسرائيلي، وقمنا  بصد قوات شارون".

وأوضح أنه بعد معركة شارون، جاءت التوجيهات التي صدرت من القيادة، بالتوجه لقمة جبل عتاقة، من أجل حماية ميناء الزيتية والأدبية، وبعد وقف إطلاق النيران، رجعت المجموعة لقواعدها في منطقة أنشاص.

 الرقيب محروس رزق عطا الله

محاولة تزييف الحقائق

قال الرقيب محروس رزق عطا الله، أحد أبطال سلاح المظلات، أن محاولة الجانب الإسرائيلي تزييف الحقائق عن حرب أكتوبر وإظهار أنهم من انتصروا في الحرب، لا تمت للحقيقة بصلة، لأن المصريين هم من انتصروا بشهادة القادة الإسرائيليين ولجنتهم العسكرية التي شُكلت بعد الحرب، كما أن مصر هي من فرضت الحرب على إسرائيل وهي أيضًا من فرضت السلام عليها.

ووجه بطل حرب أكتوبر، التحية والتقدير والاعتزاز لجيل نصر أكتوبر من من استشهدوا، والأحياء منهم حاليًا ، مؤكدا على أن معركة النصر ستظل تكتب بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ مهما مر عليها من سنوات.

 الرقيب محروس رزق عطا الله