قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى؟.. اعرف أقوال المفسرين فيها

ما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى؟
ما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى؟

ما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى؟، أمر بينته دار الإفتاء المصرية من خلال بيانها أقوال المفسرين في بيان معنى قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾.

ما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى؟

وقالت مما ذكره المفسرون في معنى قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾ ما يلي:

ذهب ابن عباس وعطاء إلى أن الضلال المذكور في الآية معناه: الغفلة عما يريد الله به من أمر النبوة، وهو اختيار الزجاج؛ قال الإمام الواحدي في "التفسير البسيط" (24/ 109، ط. جامعة الإمام محمد بن سعود): [﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾ قال ابن عباس (في رواية عطاء): ووجدك ضالًّا عن النبوة فهداك بالنبوة إلى أرشد الأديان وأحبها إليه] اهـ.

وقال الإمام القرطبي في "تفسيره" (20/ 96، ط. دار الكتب المصرية): [﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾ أي: غافلًا عما يُراد بك من أمرِ النبوة؛ فهداك، أي: أرشدك. والضلال هنا بمعنى: الغفلة، كقوله جلَّ ثناؤه: ﴿لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى﴾ أي: لا يغفل. وقال في حقِّ نبيه: ﴿وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ﴾] اهـ.

وقال العلامة الشوكاني في "فتح القدير" (5/ 558، ط. دار ابن كثير): [والضلال هنا بمعنى: الغفلة؛ كما في قوله: ﴿لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى﴾، وكما في قوله: ﴿وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ﴾، والمعنى: أنه وجدك غافلًا عما يراد بك من أمر النبوة، واختار هذا الزجاج] اهـ.

وذهب الحسن والضحاك وابن كيسان وشهر بن حوشب وعليه أكثر المفسرين إلى أن معناها: ضالَّا عن معالم النبوة وأحكام الشريعة، وهو اختيار أبي إسحاق؛ قال الإمام الواحدي في "التفسير البسيط" (24/ 109-111): [وقال الحسن والضحاك وشهر بن حوشب: ووجدك ضالًّا عن معَالمِ النبوة وأحكام الشريعة غافلًا عنها فهداك إليها. دليله: قوله: ﴿وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ﴾، وقوله: ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ﴾.. واختار أبو إسحاق أيضًا هذا القول؛ فقال: معناه أنه لم يكن يدري القرآن، ولا الشرائع، فهداه الله إلى القرآن وشرائع الإسلام] اهـ.

وقال محيي السنة البغوي في "تفسيره" (5/ 268): [قال الحسن والضحاك وابن كيسان: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا﴾ عن معالم النبوة وأحكام الشريعة غافلًا عنها، فهداك إليها؛ كما قال: ﴿وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ﴾، وقال: ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ﴾] اهـ.

وقال الإمام القرطبي في "تفسيره" (20/ 96-97): [وقال قوم: ضالًّا لم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك الله إلى القرآن، وشرائع الإسلام، عن الضحاك وشهر بن حوشب وغيرهما. وهو معنى قوله تعالى: ﴿مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ﴾] اهـ.

وقال الخطيب الشربيني في "السراج المنير" (4/ 551، ط. الأميرية): [واختلفوا في قوله تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا﴾ فأكثر المفسرين على أنه كان ضالًّا عما هو عليه الآن من الشريعة فهداه الله تعالى إليها] اهـ.

وذهب الكلبي والفَرَّاء والسُّدِّي إلى أن معناها: وجدك في قوم ضلَّال فهداهم بك؛ قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (20/ 97): [وقال قوم: ووجدك ضالًّا أي: في قوم ضُلَّال، فهداهم الله بك. هذا قول الكلبي والفَرَّاء. وعن السدي نحوه، أي: ووجد قومك في ضلال، فهداك إلى إرشادهم] اهـ.

وقال العلامة الشوكاني في "فتح القدير" (5/ 558): [وقال الكلبي والسُّدِّي والفَرَّاء: وجدك في قوم ضُلَّال فهداهم الله لك] اهـ.

وذهب علي بن عيسى والقُشيري والجُنَيْد إلى أن الضلال في الآية معناه: التحير بمعنى شدة الطلب من الله تعالى فيما يتوجه به إليه ويتشرع به؛ قال القاضي عياض في "الشفا" (2/ 112، ط. دار الفكر): [وقيل: ضالًّا عن شريعتك أي: لا تعرفها فهداك إليها، والضلال ههنا التحير، ولهذا كان صلى الله عليه وآله وسلم يخلو بغار حراء في طلب ما يتوجه به إلى ربه ويتشرع به، حتى هداه الله إلى الإسلام.. قال معناه القُشيري.. وهذا مثل قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُ﴾ قاله علي بن عيسى] اهـ.

قال الملا علي القاري في "شرح الشفا" (2/ 206، ط. دار الكتب العلمية): [(وقيل: لا تعرف الحقَّ) أي: إلا مجملًا (فهداك إليه) أي مفصلًا، (وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُ﴾ أي: من أمور الدِّين وأحكام اليقين (قاله عليُّ بن عيسى) الظاهر أن هذا هو الرماني المتكلم النحوي على ما ذكره الحلبي ويروى قال عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ تكن له ضلالة معصية) بالإضافة، -وفي نسخة: ضلالة في معصية- أي لأجلها يقع في وبالها، بل ضلالة طاعة لم يَدْر طريق كمالها] اهـ.

وقال شهاب الدين القَسْطَلَّاني في "المواهب اللدنية" (2/ 594-595، ط. المكتبة التوفيقية): [(وجوه تفسير آية: ﴿وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَىٰ﴾) واختلف في تفسير هذه الآية على وجوه كثيرة.. التاسع: أي وجدك متحيرًا في بيان ما أنزل إليك، فهداك لبيانه، كقوله: ﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ﴾، وهذا مروي عن الجنيد] اهـ.

وذهب سعيد بن المسيب إلى أن المراد بالآية: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخذ طريق جانبي عن الطريق المؤدي إلى المكان المقصود وهو في سفرٍ مع عمه أبي طالب؛ قال شهاب الدين الآلوسي في "تفسيره" (15/ 381، ط. دار الكتب العلمية): [وروى سعيد بن المسيب: أنه صلّى الله عليه وآله وسلم سافر مع عمه أبي طالب إلى الشام، فبينما هو راكب ناقة ذات ليلة ظلماء وهو نائم: جاءه إبليس فأخذ بزمام الناقة فعدل به عن الطريق، فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام فنفخ إبليس نفخة وقع منها بالحبشة، ورده إلى القافلة، فما في الآية إشارة إلى ذلك على ما قيل] اهـ.

هذا، وأقوال المفسرين في معنى الآية كثيرة حتى أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين معنًى، ولم يقل واحد منهم إن الضلال في الآية المراد به الكفر أو الضلال عن الإيمان، بل تواردت كلُّ المعاني على تنزيهه صلى الله عليه وآله وسلم عن مثل هذه النقيصة.

قال القاضي عياض في "الشفا" (2/ 113): [ولا أعلم أحدًا قال مِن المفسرين فيها: ضالًّا عن الإيمان] اهـ.

وقال شهاب الدين القَسْطَلَّاني في "المواهب اللدنية" (2/ 593): [اعلم أنه قد اتفق العلماء على أنه صلى الله عليه وآله وسلم ما ضل لحظة واحدة قط] اهـ.