الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن؟

صدى البلد

كثيرون عند قراءة لسورة الرحمن يجدون آية متكررة فى السورة كلها وهي “فبأى آلاء ربكما تكذبان” فيسألون عن سر تكرارها؟. 

سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن ؟

الحكمة من ذلك، وقد كذّب الكفّار الرسول -صلّى الله عليه وسلم- بسبب هذه الآية، وقالوا بأنّ هذا القرآن من عنده بسبب هذا التكرار وأنّه لا داعي له، إلّا أنّ المتأمّل في الآيات يجد فيها من الإعجاز الكثير، فالله تعالى كرّر هذه الآية إقراراً بنعمه وتأكيداً عليها لتذكير النّاس بها، فمن عادة العرب تكرار الكلام لتأكيده، وقد كرّرت الآيات لتأكيد نعم الله على الإنس والجن، فالاستفهام في هذه الآية أسلوبٌ للإقرار وعدم الإنكار، وهذا شائعٌ في لغة العرب وكلامهم، وهذه الآيات دليلاً على أنّ الله سبحانه وتعالى الّذي خلق السبع سماوات بما فيها، هو نفسه الّذى أنزل هذا القرآن الكريم المحكم.

سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن

من لطائف التعبير القرآني بل من دقة الكلمة القرانية، بيان أن القرآن وإن بدى لك إن به آيات أو الجمل أو الكلمات مكررة فهو تكرار ظاهري لمن لا يدركون المعنى الدقيق.

فكثير من الناس يسألون عن سورة الرحمن كيف يتكرر “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” 31 مرة، كان يكفي مرة أو اثنين فما السبب؟ وهنا يجيب العلماء المتخصصين فى المعاني القرآنية والدلالات القرآنية أنه لما تعددت وتنوعت النعم في سورة الرحمن، وجب التذكير بعد كل نعمة، لأن معنى “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” التذكير بهذه النعمة، كأن ربنا سبحانه وتعالى يذكرنا بعد كل نعمة جديدة من نوع جديد، فهل تستطيع أن تكذبها.

فالله سبحانه ، وتعالى يقول لك هل تكذب هذه النعمة فإن كذبت واحدة منها النعمة فهل ستكذب الباقي، فهذا ليس تكرارا إنما وجب التذكير بعد كل نعمة لما تنوعت النعم وتعددت.

 إذن لا يوجد بذلك تكرار فى السورة وإنما ما يوجد هو تذكير واجب بعدما تعددت النعم وتنوعت.

وقد يترتب على هذا سؤال آخر وهو أن آية {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} تتحدث عن العذاب، فكيف يكون التذكير بالنعمة بعد آية عذاب، فهل النار والعذاب نعمة لكى يأتى بعدها التذكير “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”؟ نعم نعمة،لأنها من قبيل التحذير من ذلك الشيء حتى لا نعمل بالأسباب المؤدية إليه فننجو، مثالا على ذلك: عندما يخبرك الطبيب بأن عليك ألا تكثر من أكل السكر والملح لأن فيهما خطورة عليك، فهو ينبهك أنك من ممكن أن تموت بسبب الإسراف في أكل هذه الأنواع من الأطعمة، فهل هو بذلك يريد بك ضررا؟! لا.. فالحكمة العقلية تقول من حذرك من الشر قبل وقوعه حتى لا تقع فيه فقد أنعم عليك.

فالله سبحانه وتعالى يذكر النار حتى لا يدخل الناس النار، وإنما يحذرهم من أن يفعلوا الأعمال المؤدية إلى النار فيتجنبوها، وهذا من باب التذكير وهو نعمة ، وهذا من لطائف التعبير القرآني.

سورة الرحمن

 هى إحدى سور القرآن الكريم الّتى تتجلّى فيها عظمته سبحانه، ويرى المتأمّل فى آياتها إعجاز الله فيها، وهي سورة مدنيّة، ترتيبها 55 من بين سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 78 آية.

وتعرض السورة الكريمة مشاهد يوم القيامة والحساب، وما فيها من عقاب وجزاء للكافرين والمؤمنين، وتختتم السورة بـ «تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ».

والسورة تتحدث عن نعم الله تعالى في هذا الكون، والحديث عن عجائب خلقه وصنعه، ودعوة النّاس للتدبّر في هذا الكون وما فيه، ودعوتهم لعبادة الله العظيم، وهي شهادة للخلق كلّهم الإنس، والجن، بأنّهم لا يمكنهم إنكار نعم الله عليهم أو تكذيبها.

وتتميّز سورة الرحمن عن غيرها من السور بإيقاع فواصلها في بعض الآيات وتكرار آية «فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ»، واحداً وثلاثين مرّة، وهي تبدأ بذكر الرحمن -الله تعالى-، وتتحدّث عن عجائب خلقه كالقمر، والشّمس، والنّجوم، والشجر، والسماء، والأرض بكلّ ما فيها من نعم، وعن خلقه للجن والإنٍس، والبحر، والبرزخ.