الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العالم على موعد مع ظاهرة "تحدث مرة واحدة في العمر".. ما هي؟

ظاهرة فلكية
ظاهرة فلكية

العالم على موعد مع حدث تاريخي "يحدث مرة واحدة في العمر"، غدا الثلاثاء 12 ديسمبر، حيث سيختفي أحد ألمع النجوم التي يمكن رؤيتها من الأرض لفترة وجيزة، وفقًا لعلماء الفلك.

يذكر أن هذا المشهد النادر والعابر يفترض أن يظهر في وقت متأخر من يوم الإثنين وحتى وقت مبكر من الثلاثاء، ليشهده الملايين على طول مسار ضيق.

من سيشاهد هذه الظاهرة؟

ووفقًا لصحيفة "إندبندنت"، يُتوقع أن يكون المشاهدون المتواجدين في جزء محدد من جنوب أوروبا وعبر المحيط الأطلسي إلى جزر البهاما وجنوب فلوريدا وجزء من المكسيك قادرين على رؤية تلاشي "منكب الجوزاء" (Betelgeuse)، وهو أحد النجوم البارزة، لمدة تتراوح بين 7 إلى 12 ثانية عند مرور كويكب ليونا أمامه.

بينما سيحجب الكويكب بعضًا من لمعان الضوء الصادر عن النجم، فمن المتوقع أن يتيح الضوء المتبقي فرصة للمراصد الأرضية لاكتشافه.

يمتد مسار الظاهرة النادرة عبر طاجيكستان وأرمينيا في آسيا الوسطى، وعبر تركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا، وحتى ميامي وأرخبيل جزر "فلوريدا كيز" وأخيرا، بعض مناطق من المكسيك.

ما هو منكب الجوزاء؟

"منكب الجوزاء" هو النجم العاشر والذي يُعتبر أحد ألمع النجوم في السماء، لفت الانتباه خلال السنوات الأخيرة بسبب سطوعه المتقلب، مما أثار مخاوف من اقترابه من الانفجار. 

وعلى الرغم من أن الملاحظات اللاحقة أظهرت أن النجم لا يزال بعيدًا جدًا عن النهاية المحتملة، يعمل العلماء على تقدير الحجم الفعلي والخصائص الأخرى لنجم "منكب الجوزاء".

ويشدد الباحثون على أن مرور كويكب أمام نجم بهذا الحجم هو حدث نادر جدًا، ويمكن رؤيته من الأرض فقط كل بضعة عقود.

يذكر أنه وبعد قرون لا حصر لها من السطوع المتفاوت، خفت نجم منكب الجوزاء بشكل كبير في عام 2019 عندما اندفعت كمية ضخمة مواد سطح النجم إلى الفضاء.

وقالت ناسا إن سحابة الغبار الناتجة حجبت ضوء النجوم بشكل مؤقت، وفي غضون ستة أشهر عاود منكب الجوزاء سطوعه السابق.

ويتوقع العلماء أن يتحول منكب الجوزاء إلى مستعر- المستعر هو انفجار مفاجئ في الفضاء ينجم عنه سطوع ضوء شديد يتكون على إثره نجم جديد- أعظم في انفجار عنيف خلال مائة ألف عام.

ما فائدة ظاهرة غدا؟

تجرى استعدادات حاليًا في أجزاء من أوروبا، بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا، لمراقبة هذا الحدث النجمي. 

ويعتقد العلماء أن هذه الفرصة النادرة ستسمح بالحصول على معلومات جديدة حول الكويكب ونجم "منكب الجوزاء"، مثل حجم الكويكب وكيفية تحرك الغاز المشحون حول النجم المتوقع للتلاشي.

وفي حال كان الطقس مناسبًا في هذا اليوم، يأمل علماء الفلك في التقاط صور لسطح النجم وفهم ما إذا كان يطلق رياحًا في بيئته النجمية وكيفية حدوث ذلك.

من المتوقع أن تساهم الملاحظات أيضًا في تحديد حجم الكويكب وشكله، وتفسير ظاهرة الحمل الحراري الغامضة في "منكب الجوزاء"، والتي تؤدي إلى تقلب سطوع النجم واختفائه لعدة أشهر في كل مرة.

ومن الممكن أن تساهم هذه الدراسات في كشف كيفية تشكل الكواكب الجديدة عن طريق تحلل المواد المتطايرة من هذه النجوم العملاقة.

ونظرًا لكون "منكب الجوزاء" من بين ألمع النجوم في السماء، فإن المراقبين يحتاجون إلى معدات بسيطة لمراقبة مرور الكويكب، وفقًا للخبراء.