الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خير كتير لمصر.. تصدير كميات ضخمة من الغاز المسال لدول أوروبا وآسيا

 الغاز المسال
الغاز المسال

وضعت الدولة نصب أعينها خطة طموحة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي المسال، والمساهمة في تأمين احتياجات الأسواق العالمية، وذلك بعد نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، بما تمتلكه من بنية تحتية تتمثل في شبكات ومصانع إسالة وموانئ تؤهلها للقيام بهذا الدور الهام.

وتسعى الحكومة إلى زيادة قدراتها في إنتاج الغاز في ظل ارتفاع الاستهلاك المحلي، ورغبتها في أن تصبح مركز إمداد إقليمي للغاز، خاصة بعد اكتشافها "حقل ظهر" في عام 2015، والذي ساهم في فتح شهية المستثمرين للعمل في قطاع الغاز المصري، وساعد البلاد على تصدير كميات كبيرة من الغاز المسال.

تصدير كمية من الغاز المسال

وكشف مسؤول أوروبي أن صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 42%، رغم مشكلات التصدير المتعلقة بانخفاض الإنتاج المحلي.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برغر، في تصريحات صحفية، إن الصادرات المصرية للقارة قفزت في النصف الأول من العام الجاري (2023)، مقارنةً بالمدة ذاتها في 2022.

وجاءت تصريحات برغر على هامش فعالية ختام مشروع إستراتيجية مصر للسكان، التي نفّذها صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الوزارات المعنية المحلية، وموّلها الاتحاد الأوروبي منذ 2018، الأسبوع الماضي في القاهرة، بحضور منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال العام الماضي بلغت إيرادات مصر من صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج نحو 8.4 مليار دولار، مقابل 3.5 مليار دولار، في عام 2021، بزيادة بلغت 140%.

وأكد وزير البترول طارق الملا، على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2023) استئناف تصدير الغاز الطبيعي المسال في أكتوبر 2023، بعد أن توقف خلال شهور الصيف، حيث توجه مصر الغاز عادة في هذا الفصل لصالح الاستهلاك المحلي، وتضررت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بسبب الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس.

وأظهرت بيانات للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" سبتمبر الماضي، أن متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال العام المالي الماضي (2022-2023)، بلغ نحو 6.2 مليار قدم مكعبة يوميًا.

وأشار إلى أن شحنات التصدير المستهدفة ستوجه في الأساس إلى الأسواق بأوروبا وبعضها إلى آسيا لتعزيز تدفقات النقد الأجنبي للدولة المصرية. موضحا أن الشحنات ستنطلق من محطتي إسالة إدكو ودمياط إلى الأسواق التي أبدت رغبتها في شراء حصص الغاز المسال المصري.

إنتاج مصر من الغاز المسال

وأوضح أن الغاز الُمسال داخل محطتي "إدكو ودمياط" خلال الـ 6 أشهر الماضية تم توجيهه إلى السوق المحلية، فخلال الصيف تكون هناك موسمية في الطلب، وبالتالي الأولوية تكون للسوق المحلية -بالتحديد محطات الكهرباء- ومع بدء موسم الشتاء ينخفض الطلب ومن ثم تستطيع الدولة تصدير كميات للخارج.

لفت إلى أن وزارة البترول المصرية تُكثف من جهود الاستكشاف والاستثمار في حقول الغاز لتعويض الحقول المتقادمة بحقول أخرى جديدة. لكن تلك الخطط تحتاج إلى وقت واستثمارات ضخمة. ولحين تحقيق مستهدف زيادة الإنتاج سيكون هناك ضرورة للتعاقد على شحنات غاز من الخارج وإسالته محليا وتوجيه جزء منها للسوق المحلية وتصدير شحنات أخرى للخارج لتعزيز تدفقات النقد الأجنبي.

ويمكن لمحطات الغاز الطبيعي المسال المصرية على ساحل البحر المتوسط أن تصدر 12 مليون طن متري سنوياً، وهو رقم تهدف البلاد إلى الوصول إليه في عام 2025.

وتتوقع شركة إيني الإيطالية للطاقة بدء الإنتاج من بئر غاز أوريون-1 إكس في شرق المتوسط بمصر، تضم احتياطي قدره 10 تريليونات قدم مكعبة خلال ثلاث سنوات وبتكلفة استثمارية 130 مليون دولار.

من جانبه قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة وخبير البترول، إن هناك آليات عديدة تقوم بها الدولة في هذا القطاع، وهي زيادة قدرات معامل الإسالة الحالية، بزيادة السعة الإنتاجية لأكثر من 13 منتجا، وزيادة آليات البحث والتنقيب في كل من شمال وغرب المتوسط.

وأضاف القليوبي في تصريحات لـ"صدى البلد" أن مصر الأكثر نمواً في قائمة الدول العربية المصدرة للغاز المسال، حيث قامت بتصدير نحو مليون طن خلال الربع الثالث من 2021، مقابل نحو 0.1 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة بلغت نحو 900%.

وأشار إلى أن مصر تحولت قبل عامين من دولة مستوردة إلى مصدرة للغاز الطبيعي ولديها فائض قابل للتصدير يزيد على 2 مليار قدم يوميا، وذلك نتيجة للاستراتيجية التي اتخذتها الحكومة خلال الفترات السابقة، بالإضافة إلى ترأس مصر للاجتماع السادس لمنتدى غاز شرق المتوسط واكتشافات الغاز الجديدة التي وطدت من مكانتها الإقليمية بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.