تركيا تحاكم عسكريين إسرائيليبن بشأن قتلى سفينة غزة.. وإسرائيل تصفها بالمسرحية

تحاكم تركيا أربعة من قادة الجيش الإسرائيلي السابقين من بينهم رئيس الاركان السابق غيابيا هذا الأسبوع بتهمة قتل تسعة أتراك عام 2010 على متن سفينة مساعدات كانت في طريقها إلى غزة.
وستمثل المحاكمة التي تبدأ في اسطنبول يوم الثلاثاء اختبارا آخر للعلاقات بين الحليفين الاستراتيجيين السابقين ورفضت إسرائيل المحاكمة واصفة إياها بأنها "محاكمة صورية" "ومسرحية سياسية".
وتدنت علاقات اسرائيل وتركيا بعد ان اقتحمت القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات مافي مرمرة في مايو 2010 لمنعها من كسر حصارها البحري لقطاع غزة وقتل تسعة أتراك في اشتباكات مع نشطائها.
واستمر الخلاف رغم جهود الولايات المتحدة لتشجيع التقارب بين الدولتين اللتين تحتاج الى تعاونهما للتصدي للتغييرات التي تجتاح الشرق الأوسط.
وكانت إسرائيل وتركيا عضو حلف شمال الاطلسي تتبادلان في الماضي معلومات المخابرات وتجريان مناورات عسكرية مشتركة ألغيت منذ ذلك الحين.
ويطلب الادعاء من المحكمة توقيع عقوبة السجن مدى الحياة لكل تهمة على حدة من عدة تهم ينسبها الى الضباط الإسرائيليين المتقاعدين حاليا فيما يتصل بقتل النشطاء التسعة وإصابة أكثر من 50 شخصا آخر بجروح.
والمتهمون في لائحة الاتهام هم رئيس هيئة الأركان العامة الاسرائيلي السابق جابي أشكينازي وقائد البحرية السابق اليعازر ماروم وقائد سلاح الجو السابق عاموس يادلين ورئيس مخابرات سلاح الجو السابق أفيشاي ليفي وتطلب اللائحة معاقبتهم بالسجن مددا يزيد مجموعها عن 18 ألف سنة لكل منهم.
ومن بين التهم المدرجة في لائحة الاتهام المؤلفة من 144 صفحة "التحريض على القتل من خلال الوحشية أو التعذيب" والتحريض على "احداث إصابات بأسلحة نارية".
ومن المتوقع ان يدلي 490 شخصا كانوا على متن السفينة خلال الغارة وبينهم نشطاء وصحفيون بشهادتهم وستسجل المحاكمة رسميا بكاميرات التلفزيون لكن من غير المتوقع بثها.
وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان "محاكمة مرمرة الزرقاء التي تبدأ في السادس من نوفمبر في اسطنبول تندرج بوضوح في فئة المحاكمات الصورية وهي عمل لا علاقة له لا بالقانون ولا بالعدالة."
واضاف البيان "هذه (المحاكمة) لا تفي بالمعايير وفقا لأي صورة من صور النظم القضائية القانونية أو أي أساس من أسسها وهي مجرد عرض دعائي. من مصلحة تركيا معالجة هذه القضية من خلال الحوار الثنائي."
وامتنع مسؤول بوزارة الخارجية التركية عن التعليق قائلا ان الحادث اصبح الآن بين يدي القضاء.
وتطلب تركيا اعتذارا رسميا وتعويضا للضحايا واسر القتلى ورفع الحصار عن غزة.
وعبرت اسرائيل عن "الاسف" وهو أمر يختلف عن الاعتذار الكامل المطلوب وعرضت دفع اموال فيما وصفته "بصندوق انساني" يمكن من خلاله تعويض الضحايا والاقارب.
وقالت هيئة الاغاثة الانسانية الاسلامية التركية التي تملك السفينة مافي مرمرة انها تتوقع ان تصدر المحكمة أوامر قبض على الضباط الاربعة المتقاعدين وستكون اسرائيل ملتزمة بتسليمهم وهو زعم رفضته اسرائيل.