العالم يترقب مصير معارك الحديدة.. صحيفة هندية: طرد الحوثيين من الميناء الاستراتيجي الضمانة الوحيدة للسلام في اليمن.. وسلامة المدنيين أولوية التحالف العربي

تحرير الحديدة أكثر تحركات التحالف العربي حسمًا منذ بداية المعارك في اليمن
التحالف العربي لديه جميع المبررات الشرعية في قتاله ضد الحوثيين
استمرار سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة كان يهدد سلامة الملاحة في البحر الأحمر
تعلق بعض الدوائر المعنية بالصراع في اليمن آمالًا على جهود مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث للتوصل إلى تسوية ينتهي بموجبها القتال في مدينة الحديدة، لكن على الرغم من ذلك يرى البعض الآخر أن القوة هي الخيار الوحيد أمام التحالف العربي لاسترداد الميناء الاستراتيجي، الذي يعد شريان الحياة بالنسبة لميليشيات الحوثيين الإرهابية.
قالت صحيفة "إنديان إكسبريس" الهندية إن أهم وأكثر تحركات التحالف العربي حسمًا في اليمن هو المعركة الشرسة التي تخوضها القوات اليمنية بدعم من التحالف لاسترداد ميناء ومدينة الحديدة من قبضة ميليشيات الحوثيين الإرهابية الموالية لإيران.
وكانت معركة تحرير الحديدة بدأت في 13 يونيو الماضي، وفي مطلع الشهر الحالي أعلنت القوات الإماراتية وقف العمليات العسكرية لتسهيل مهمة المبعوث الأممي مارتن جريفيث للتوسط بين الطرفين بحثًا عن تسوية سلمية.
وأوضحت الصحيفة أن معركة الحديدة ستحدد مصير الصراع في اليمن، فمن شأن تحرير الميناء من الحوثيين أن يحرمهم من خط رئيسي يتلقون عبره الإمدادات الإيرانية، ومن المتوقع أن يمهد تحرير الحديدة الطريق لتسوية سياسية تعيد حكومة اليمن الشرعية المعترف بها دوليًا إلى بسط سيطرتها على اليمن.
وبحسب الصحيفة، فإن المخاوف التي تتحدث عنها بعض المنظمات الحقوقية الدولية بشأن تفاقم الأوضاع الإنسانية في الحديدة نتيجة العمليات العسكرية للتحالف العربي مردود عليها، فالتحالف لديه جميع المبررات الشرعية في معركته ضد الميليشيات الحوثية التي سيطرت على أجزاء من اليمن بالمخالفة لإرادة الشعب اليمني والمجتمع الدولي على السواء.
وأكد مجلس الأمن في قراره رقم 2216 شرعية حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التي دعت التحالف العربي رسميًا إلى التدخل عسكريًا ضد ميليشيات الحوثيين، كما دعا القرار الحوثيين إلى إلقاء السلاح والانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها والكف عن ممارسة أعمال هي من اختصاص الحكومة الشرعية حصرًا، ووقف الأعمال العدائية ضد الدول المجاورة لليمن، لكن الحوثيون أصروا على تجاهل قرار مجلس الأمن.
وأضافت الصحيفة أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هي التي تشهد أوضاعًا إنسانية مزرية، في حين شهدت المناطق التي حررها التحالف العربي تحسنًا ملموسًا في في مستوى الحياة وجودة البنية التحتية.
وتابعت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات من الجهود الدبلوماسية التي أحبطها الحوثيون، لم يعد هناك من حل أمام التحالف سوى استخدام القوة، وقد شدد الأخير على أن الأولوية القصوى لديه هي تحقيق أهدافه العسكرية دون الإضرار بحياة المدنيين والبنية التحتية، كما أنشأ آلية للاستجابة السريعة للاحتياجات الإنسانية في الحديدة والإمداد بالمواد الإغاثية.
وقالت الصحيفة إن التحالف العربي حرص على الوفاء بتعهداته بتجنب تعريض حياة المدنيين للخطروتوسيع دائرة توزيع المواد الإغاثية بقدر الإمكان، رغم أن هذا الحذر يتسبب في إبطاء تحركاته العسكرية، لكن التحالف وضع سلامة المدنيين كأولوية أهم من النصر العسكري السريع.
وأوضحت الصحيفة أن العنف الذي شرد ملايين اليمنيين كان يمكن أن ينتهي منذ فترة طويلة، لولا الدعم الإيراني للحوثيين، فالأجندة الطائفية الإيرانية بلا شك أحد عوامل الفوضى التي تضرب الشرق الأوسط حاليًا.
وكان من شأن استمرار سيطرة الحوثيين على الساحل الغربي لليمن الذي يطل عليه ميناء الحديدة أن يشكل تهديدًا ذا أبعاد دولية، منها انتعاش أنشطة القرصنة قرب مضيق باب المندب وتهديد سلامة الملاحة.
وختمت الصحيفة بالقول إنه لا يزال هناك بعض الأمل في ان تفلح جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث في التوصل إلى تسوية تضع حدًا للمعارك الدائرة في الحديدة، لكن في حالة فشل المبعوث الأممي فلن يكون هناك حل سوى استخدام القوة من جانب القوات اليمنية والتحالف العربي لإجبار الحوثيين على الجلوس إلى مائدة التفاوض.