القلب يعشق ..

وتختتم العشر الأوائل من ذي الحجة بأداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا، ومن أجمل الأغاني التي صورت لنا الحالة الروحانية للحاج أو المُعتمر هي أغنية (القلب يعشق كل جميل)، التي شدت بها "السيدة أم كلثوم"، من كلمات "بيرم التونسي"، ولحن "رياض السنباطي"، وسجلتها شركة صوت القاهرة في عام 1972.

عندما توفي الشاعر بيرم التونسي في يناير 1961، كان قد ترك لأم كلثوم بعضًا من أشعاره، ومن هذه الأشعار كانت هذه الأغنية التي تحكي عن الحب الإلهي، وعن السلام الداخلي الذي يتحقق بزيارة مكة المكرمة.

لكن أم كلثوم لم تغن هذه الأغنية وقت تأليفها، بل احتفظت بها حوالي عشر سنوات إلى أن قامت بتسليمها إلى رياض السنباطي لكي يقوم بتلحينها. 

لحن السنباطي الأغنية بأسلوب جديد يختلف عن أسلوب تلحين الأغاني الدينية التي اعتاد تلحينها بدءًا من قصائد "نهج البردة"، و"سلوا قلبي" عام 1946، والتي كان أسلوب تلحينها شبيهًا بالابتهالات الدينية.

أما قفلة الأغنية فلحنها لا يعتمد كثيرًا على التكرار المعتاد العمل به في الأغاني العربية، بل يعتمد على غناء القفلة بشكل متصل إلى أن تصل أم كلثوم إلى ذروة الأداء الذي يستحوذ على مشاعر الجمهور وإعجابهم، مثل نهاية المقطع الأول حين تقول أم كلثوم:

واحد مفيش غيره...ملا الوجود نوره ، دعاني لبّيته...لحد باب بيته، وأمّا تجلاّلي...بالدمع ناجيته
والآن أترككم للتأمل في كلمات هذه الأغنية ثم أدعوكم أن تسمعوها بصوت أم كلثوم،،،، دُمتم بخير وفن.


القلب يعشق كل جميل .. وياما شفتِ جمال يا عين
واللي صدق في الحب قليل .. وإن دام يدوم يوم ولا يومين
دايم وصاله دوم واللي هويته اليوم
ولا بطبعه اللوم لا يعاتب اللي يتوب
ملا الوجود نوره واحد مافيش غيره
لحد باب بيته دعاني لبيته
بالدمع ناجيته واما تجلى لي
***** *****
طالّة على البيت المعمور مكة وفيها جبال النور
دخلنا باب السلام .. غمر قلوبنا السلام
غفور بعفو رب
عدد نجوم السما فوقنا حمام الحما
ألوف تتابع ألوف طاير علينا يطوف
بالعفو والمرحمة طاير يهني الضيوف
واحد ما فيش غيره.... واللي نظم سيره