الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توحة.. قصة سائقة توك توك لم تمنعها الجلطة ومرض زوجها من العمل: هكمل وهعلم إبني الوحيد.. فيديو

صدى البلد

حكايات الدنيا كتيرة ويا بخت اللي صبره طويل".. جملة ضمن حكم شعبية كثيرة ابتكرها السائقون وحفروها على ظهر كل توك توك، ولكن عند رؤيتك لسائقة التوك توك الذي ترسخت هذه الجملة على خلفيته لن يطول بالك لمعرفة قصتها فقط بل ستتعطش للوصول إلى حكاية جديدة عن نموذج نسائي ابتسم لكفاحه وشجعه أهالي مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.

إليك قصة توحة.. تحمل كل ما بها من ألم تحملته سيدة في العقد الرابع من عمرها، لكن صبرها ليس له حدود، قوة إيمان بالله تمتلكها جعلت منها عمودا صلبا حمل أساس أسرتها الصغيرة، لتساند زوجها المصاب بالسكري في مراحل متأخرة، وتكمل تعليم ولدها الوحيد.

بدأت توحة حكايتها منذ أن كانت فتاة صغيرة عملت بمقهى والدها في أحد أزقة مدينة ميت غمر والتي كانت تستقبل زبائن عمال وفلاحين وموظفين من جميع الفئات العمرية والاجتماعية.. تعرفت من خلالها على فن التعامل مع الآخرين الذي أكسبها المكانة في قلوب أبناء مدينتها، لتستمر في عملها حتى الزواج.

روت لنا بداية عملها على التوك توك قائلة: "من سنتين جوزي تعب بسبب السكر ومقدرتش يخرج يشتغل تاني فنزلت أنا اشتغل على التوك توك عشان اصرف على بيتي وأكمل تعليم ابني الوحيد واسدد الديون اللي علينا واللي فلوسها راحت على علاج جوزي وعلاجي، أنا كمان جاتلي جلطة ومكنتش أعرف لكن اكتشفتها بالصدفة بعد ما أثرت على دماغي وخلتني بنسى كتير، ولما عرفت حمدت ربنا وقولت لو عنده كمان يجيب وبشتغل برده وربنا معايا".

هناك العديد من المهن بمصر يعتبرها البعض حكرا على الرجال، حتى كسرت السيدات هذه القاعدة، استطاعت توحة أن تتخطى هذه العادات وتستحوذ على مكانة خاصة في قلوب زملائها بموقف التوك توك الذين شجعوها على العمل، بينما الزبائن أعربت توحة عن مدى سعادتها بتلقيهم الأمر: "الناس كانت مستغربة ازاي ست تسوق توك توك لكنهم كانوا ديما بضحكولي وبيشجعوني ويدعولي وفي الموقف كل السواقين رحبوا بيا بينهم".

قصة توحة لم تنته بعد، فهي تقطن مع أسرتها في غرفة صغيرة بعقار قديم لكن حلمها هو العيش في شقة، كما أنها مازالت في حاجة لعملية في المخ للعلاج من الجلطة التي أصابتها بنسيان متكرر، كما تحلم بمعاش يزيد على معاش زوجها الذي وصل إلى 260 جنيها فقط من مكتب الشئون الاجتماعية بميت غمر لكي تتمكن من إكمال تعليم ابنها الوحيد وسداد ديونها.