أبطال للتاريخ.. قصة حمد باشا الباسل رفيق سعد زغلول في الكفاح والمنفى

على مدار السنوات يزخر التاريخ المصري بالعديد من البطولات، والتي ظلت خالدة تسجل مسيرة تلك الشخصيات، حتى تتذكرها الأجيال، حتى كانت محافظة الفيوم، إحدى المحافظات التي خرجت هؤلاء الأبطال، ومن بينهم حمد باشا الباسل، أحد زعماء الحركة الوطنية.
ولد «حمد باشا الباسل» عام 1871، بقرية قصر الباسل بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، حتى أفنى حياته في خدمة الحركة الوطنية وتحرير وطنه، بحكم مكانته عميدا لقبيلة الرماح بالفيوم، حتى تدرج في العمل السياسي والوطني حتى كان عضوا بالجمعية التشريعية المصرية وقتها.
مسيرة «حمد باشا الباسل» لم تخل من البطولات والتضحيات للدفاع عن الوطن والمطالبة بحريته، حتى أنه كان شريكا لسعد باشا زغلول في حركته الوطنية، وكان أحد الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية والمطالبة بالاستقلال ورحيل الاحتلال الإنجليزي عن مصر.
ولما كانت الصداقة ورحلة الكفاح تجمع دائما بين الأوفياء في جميع مراحلها، فكما كان حمد باشا الباسل شريكا لـ سعد باشا زغلول في حركته الوطنية، كان رفيقا له في منفاه، حيث نفي معه إلى جزيرة مالطا في 8 مارس 1919، وكان معهما محمد محمود باشا، وإسماعيل صدقي باشا، ونفي بعدما ألقت القوات العسكرية البريطانية القبض عليهم وساقتهم إلى ثكنة النيل (مكان فندق هيلتون)، ثم إلى بورسعيد ومنها إلى جزيرة مالطا.
رحلة الكفاح عند حمد باشا الباسل، لم تقتصر على دوره وكفاحه في الحركة الوطنية، وفقال لما أكده الكاتب «عبدالعظيم الباسل»، حفيد حمد باشا، أن جده ألف كتابا سماه "منهج البداوة"، وكان من أكثر المتحمسين لأفكار طلعت حرب في إنشاء بنك مصر، ومؤسساته ومصانعه، وخاصة مصانع الغزل والنسيج، حتى أنه كان يعتز بارتداء الملابس المصنوعة في مصر.
فخر عائلة الباسله بجدها: عبر عن أحد أحفاده «محمد باهي الباسل»، قائلا: «إنه كان دائما يحث الشعب على العمل بجد واجتهاد، حتى أنه وجه نداء إلى المصريين، قائلا: فليفرغ الطالب إلى درسه، والزارع إلى زرعه، والصانع إلى عمله، وكل طائفة إلى إختصاصها».
دور حمد باشا الباسل في الحركة الوطنية كان واضحا وله بصمته، بدليل ما فعله في 26 إبريل 1924، حينما أعد مأدبة كبيرة في بيته، والتي دعا خلالها إلى تأليف الهيئة الوفدية من النواب والشيوخ، حتى أنه حبا لتخريج أجيال وطنية واعية أنشأ مدرسة الباسل لتعليم الطلاب.
ونظرا للدور البطولي الذي قدمه حمد باشا الباسل للحركة الوطنية، كرمه المشير عبدالحكيم عامر بعد ثورة 1952 بأوامر من الرئيس جمال عبدالناصر، ورد إلى العائلة ممتلكاتها التي أممت من قبل نظرا لماضيه المشرف.