EN
حكى الشيخ عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قصة سيدنا شريح القاضي وزوجته، وهو من علماء التابعين.
وقال عبد القادر الطويل، في حكايته للقصة، إن أحد أصدقائه سأله ذات مرة: كيف حالك في بيتك؟ فأجاب أنه منذ عشرين عاما لم أرى من زوجتي ما يعكر حياتي، فأنا تزوجت من امرأة صالحة وأهلها كذلك، وحينما زفت إلي رأيت منها الكمال فصليت ركعتين شكرا لله على هذه النعمة ووجدتها تصلي بصلاتي .
وتابع: لما انصرف الأحباب من البيت دنوت منها، فقالت على رسلك يا أبا أمية، إني امرأة غريبة عنك لوا أعلم ما تكره حتى اتجنبه ولا ما تحب حتى آتيه، وإني كان لي من أهلى من هو كفؤ لي، وكان لك من بنات قبليتك من هي كفؤ لك، ولكن شاء الله أن أكون زوجتك فالتمس في قول الله "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".
فقام شريح لإلقاء خطبة لزوجته هو الأخرى: فقال أما بعد فقد قلتي كلاما جميلا إن تثبتي عليه يكن لك ذخرا ، وإن تخلفي فيه يكن عليك حجة أمام الله، أنا أحب كذا وكذا وأكره كذا وكذا، فسألته عن أهله وجيرانه الذين يحبه أو يكرههم ولا يسمح لهم بدخول البيت.
فقال شريح: أما قوم فلان فقوم أهل صلاح، وأما قوم فلان فهم غير ذلك، فلبثت على ذلك عاما حتى عدت إلى البيت فوجدت أمها في زيارتها فرحبت بها، وسألتني عن حال ابنتها فقلت لها : نعم الزوجة هي، فذهب إلى ابنتها توصيها بالسمع والطاعة وظلا على ذلك 20 عاما.
وأشار إلى أن القصة ترشدنا إلى أنه لابد على الزوجين أن يعرف كلا منهما حقوقه وواجباته حتى يعمر البيت، موصيا كل زوج وزوجة "اجعل كتاب الله وسنة نبيه بينكما في كل أمور حياتكما وعلى الزوج أن يرأف بحال زوجته، وعلى الزوجة أن تعلم أن زوجها هو جنتها ونارها".
