الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الخرطوم.. محلل سياسي سوداني يكشف كواليس لقاء مريم المهدي والرئيس السيسي

مريم صادق المهدي
مريم صادق المهدي

قال الصحفي والمحلل السياسي السوداني محمد عبد العزيز، إن العلاقات المصرية _ السودانية، علاقات استراتيجية وتاريخية مهما تغيرت الحكومات، أو السياسات تظل مصالح الشعوب باقية وراسخة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من القضايا ذات الإهتمام المشترك بين البلدين على رأسها قضية سد النهضة، خاصة بعد استمرار المفاوضات لمدة 10 سنوات دون التوصل لنتائج ملموسة.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الدكتورة مريم الصادق المهدي، وزير خارجية جمهورية السودان، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير السوداني بالقاهرة محمد إلياس.

وأضاف "عبد العزيز" في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن القاهرة تتفهم تخوفات الخرطوم بشأن ملء سد النهضة وما يمثله ذلك من تهديدات لـ 20 مليون سوداني، وتدعم تفاهماتها بضرورة التوصل لاتفاق ثلاثي في ظل أقدام الجانب الإثيوبي على اتخاذ خطوة احادية الجانب والشروع في بدء المرحلة الثانية من ملء السد والتي ستقتطع أكثر من 13 مليار متر مكعب من المياه.

وأكد "عبد العزيز"، حرص بلاده على التوصل لاتفاق ثلاثي دولي حول ملء سد النهضة وأن القاهرة تعي ذلك جيدا وتدرك إن المفاوضات بشكلها الحالي لن تصل لأي نتائج، معقبا: السودان أكثر الدول تضررا من حالة السيولة في التفاوض وعدم التوصل لاتفاق في ظل استمرار عملية البناء والملء من قبل أثيوبيا.

وأردف: مصر بالإضافة إلى ما سبق قد تلعب دورا محوريا في تجاوز السودان للمرحلة الانتقالية وعبور أي مخاطر وتساعد في نهضته واستقراره على كافة الأصعدة خاصة في ظل التوترات الدائرة على الحدود السودانية _ الإثيوبية. 


وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد النهج الاستراتيجي لمصر بدعم كافة جوانب العلاقات الثنائية مع السودان من أجل التعاون والبناء والتنمية، وذلك ترسيخًا للشراكة والعلاقات الأزلية بين شعبي وادي النيل.

كما طالب الرئيس بنقل تحياته إلى شقيقيه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني. 

وأعرب الرئيس عن مساندة مصر لكافة جهود تعزيز السلام والاستقرار في السودان الشقيق خلال تلك المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقًا من المبدأ الثابت بأن أمن واستقرار السودان يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر.

و أكد الرئيس اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية مع السودان الشقيق، خاصةً في مجالات الربط الكهربائي والسككي والتبادل التجاري، فضلًا عن استعداد مصر للاستمرار في نقل تجربتها في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية، والمعاونة على مواجهة أية تحديات قد تطرأ في هذا الصدد.

من جانبها؛ أعربت الدكتورة مريم الصادق المهدي عن تطلع السودان لتطوير الجهود المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، مثمنةً الدعم المصري المخلص للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الهام الذي يمر به، بما أسهم في تجاوز السودان لصعوبات تلك المرحلة، ومعربةً عن التطلع للاستفادة من التجربة المصرية الملهمة في مجال الإصلاح الاقتصادي التي حققت نجاحًا كبيرًا.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان اللقاء شهد التباحث وتبادل الرؤى حول قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت من حتمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد، بما يراعي عدم الإضرار بدولتي المصب ويحافظ على حقوقهما المائية، وقد تم التوافق على تكثيف التنسيق المتبادل بين مصر والسودان خلال الفترة القادمة إزاء تلك القضية الحيوية.