كانت مصر على موعد مع إنجاز جديد صباح اليوم الخميس، تمثل في افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمدينة الدواء بالخانكة والتي تعد أحدأهم المشروعات القومية التي سعت الدولة لتنفيذها لامتلاك القدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة في هذا المجال الحيوي، ما يتيح للمواطنين الحصول على علاج دوائي عالي الجودة وآمن، ويمنع أي ممارسات احتكارية، ويضبط أسعار الدواء، وذلك دعمًا للجهود التي تقوم بها الدولة في مجال المبادرات والخدمات الطبية والصحية المتنوعة للمواطنين.
وتعد مدينة الدواء من كبرى المدن في نوعها على مستوى الشرق الأوسط على مساحة ١٨٠ ألف متر مربع، وهي مزودة بأحدث التقنيات والنظم العالمية في إنتاج الدواء؛ لتصبح بمثابة مركز إقليمي يجذب كبرى الشركات العالمية في مجال الصناعات الدوائية واللقاحات.
وعدد خبراء وصيادلة أهمية وجود مدينة لصناعة الدواء في مصر وما يترتب على ذلك من تأثيرات بـ سوق الدواء المصري وأسعار الأدوية.
خط أمان لسد احتياج مصر للأدوية
قال عضو مجلس نقابة صيادلة مصر،جورجعطا الله، إن أول مصنع للدواء في الشرق الأوسط كان في مصر منذ ما يقرب من 100 عام، منوهاإلى أن شركات قطاع الأعمال التابعة للدولة كانت تسيطر على 60% من حجم السوق المصري، كما إنها كانت تصدر لجميع الدول العربية، مؤكدا أن إهمال صناعة الدواء في مصر أدى إلى تدهورها وبدأت بعض البلاد العربية وعلى رأسهم الأردن تتزعم صناعة الدواء في المنطقة.
استعادة الريادة
ولفت"عطا الله" في تصريحات لـ"صدى البلد" إلى أنهكان هناك مقترح منذ 5 سنوات بـ إنشاء مدينة دواء بمصر كي تستعيد مصر ريادتها في صناعة الدواء في المنطقة، وتعد مدينة الخانكة خط أمان لسد احتياج مصر للأدوية، موضحًا أن الدواء هامش ربحه عالي جدًا في التدوير، وبالتالي يعد من الدخل القوي جدًا للخزانة المصرية.
تغطيكل احتياجات السوق المصري
وأشار "عطا الله" إلى أن مدينة الخانكة ستغطي كل احتياجات السوق المصري وخاصة التأمين الصحى الشامل، موضحًا أن أهداف المدينة تتمثل في تنظيم وتطوير صناعة الدواء، تحقيق اكتفاء ذاتي سواء للدواء الذي يحتاجه المواطن أو منظومة التأمين الصحي، بالإضافة إلى فتح مجالات لتصدير بـ الدواء خارج مصر.
يفوق أهمية تحقيق الإكتفاء الذاتي من صناعة الغذاء
من جانبه قال وزير الصحة والسكان الأسبق، الدكتورعادل عدوي، إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من صناعة الدواء يفوق أهمية تحقيق الإكتفاء الذاتي من صناعة الغذاء، مؤكدًا أن افتتاح مدينة الخانكة للدواء صباح اليوم، خطوة عظيمة جدًا في تاريخ صناعة الدواء المصرية، مشيراإلى أن استثمار الدولة في صناعة الدواء يفتح آفاقلتوفير الاحتياجاتالدوائية في ظل الظروف التي يمر بها العالم منذ تفشي فيروس كورونا.
بوابة أو نافذة لسد احتياجات القارة الأفريقية
وأضاف "العدوي" في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن كل دولة لديها مقومات لـ صناعة الدواء لا بد أن تستخدم هذه المقاومات وتتيح الدواء لمواطنيها قدر المستطاع وتفتح مجال للبحث والتطوير، موكدًا أن لمصر خبرات تراكمية كبيرة جدًا في صناعة الدواء، وتستطيع أن نكون بوابة أو نافذة لسد احتياجات القارة الأفريقية والمنطقة العربية.
حدثا فريدا
أكد عضو مجلس نقابة صيادلة مصر،الدكتور أحمد طلعت أبو دومة، أن افتتاح مدينة للدواء بالخانكةاليوم يعدحدثًا فريدًا سيعود بالآثار الإيجابية على سوق الدواء المصري، مشيرا إلى أنهذا الكم من المصانع سوف يسهم في توفير العديد من الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة التي يحتاجها المريض المصري.
توطين لـ صناعة الدواء في مصر
وقال "أبو دومة" في تصريحات لـ"صدى البلد"، إنه لا شك أنتوطين صناعة الدواء في مصر هو حلم طال انتظاره وكان من أولويات أفكارالرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتا إلى هذه الخطوة سبقهاأيضا إنشاء الهيئة المصرية للدواء وهيئة الشراء الموحد التي وقفت على أبرزالمشكلات التي اعترت طريق ملف الدواء المصري.