الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 فعاليات كبرى تجعل مصر محط إعجاب العالم |افتتاح طريق الكباش يتصدر

افتتاح طريق الكباش
افتتاح طريق الكباش

ثلاث فعاليات كبرى استضافتها الأراضي المصرية خلال الثلاثة أيام الماضية جعلت من مصر محط أنظار الجميع، كانت أبرزها افتتاح طريق الكباش، الذي تغنى به الجميع ولاقى أشاد واسعة من قبل عشاق ومحبي الحضارة المصرية القديمة.

رئاسة قمة السوق المشتركة

كانت أولى الفعاليات الثلاثاء، حيث تسلمت مصر، رئاسة قمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الإفريقية "الكوميسا" بعد غياب 20 عاما، وذلك في مؤتمر استضافته العاصمة الإدارية بالقاهرة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الزعماء وقادة ووفود الدول الأعضاء.

القمة عقدت تحت شعار "تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الرقمي الاقتصادي الاستراتيجي"، بهدف تشجيع استخدام أدوات الاقتصاد الرقمي لتيسير ممارسة الأعمال داخل تجمع "الكوميسا" وتعزيز قدرة الدول الأعضاء على الصمود لمواجهة التداعيات السلبية لـ جائحة كورونا على اقتصاداتها.

و"كوميسا" هي اتفاقية مشتركة لدول الشرق والجنوب الإفريقي، حيث يضم التجمع في عضويته 21 دولة هي: مصر والكونغو الديمقراطية وجزر القمر وبوروندي وإريتريا وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا وإسواتيني (سوازيلاند) ومالاوي ومدغشقر وليبيا وسيشيل ورواندا وموريشيوس وتونس والسودان والصومال وزيمبابوي وزامبيا وأوغندا.

وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة، أعلن الرئيس السيسي إطلاق خطة العمل الاستراتيجية متوسطة المدى للفترة 2021 - 2025 لـ"كوميسا".

وتهدف الخطة إلى تعميق الاندماج الاقتصادي والتكامل الإقليمي والتنمية ما بين دول التجمع، وذلك بالتناغم مع اتفاقية منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية.

وقال الرئيس السيسي، إن مصر وضعت رؤية تهدف لتعميق تكامل الأعمال بين دول الإقليم لتوسيع وتيرة التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، انطلاقا من هذه التحديات وفي ظل الدور المهم الذي تضطلع به "كوميسا" كتجمع اقتصادي إقليمي يهدف إلى بلوغ التنمية المستدامة للدول الأعضاء.

الرؤية المصرية لـ كوميسا

وقال السيسي، إن الرؤية المصرية لرئاسة "كوميسا" استهدفت طرح عدد من المبادرات للمساهمة في تعميق التكامل، في عدد من القطاعات الاقتصادية، على المديين القصير والمتوسط.

وأشار السيسي إلى أن رؤية مصر في أن تشجيع الأعمال - بمفهومها الشامل للأعمال التجارية والاستثمارية والإنتاجية - سيسهم بشكل كبير في تسريع وتيرة التعافي.

وفيما يتعلق بالتكامل التجاري الإقليمي، وإزالة العوائق الجمركية، أكد السيسي، أن مصر تؤمن إيمانا راسخا، بأهمية التكامل الإقليمي والقاري، وتسعى دائما لتنمية التجارة البينية، في إطار هذا التكامل دأبت مصر منذ انضمامها لـ"كوميسا" على تطبيق الإعفاءات الجمركية المتفق عليها، في إطار منطقة التجارة الحرة، وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل.

وشدد على العمل على إزالة أي عقبات، تحول دون قيام الدول الأعضاء، بتقديم الإعفاءات اللازمة في هذا الصدد، إذ اقترح وضع آلية لـ مراجعة السياسات التجارية للدول الأعضاء، بشكل دوري؛ وهو الأمر الذي سيسهم في مشاركة الدول بفعالية لتطبيق الامتيازات الجمركية.

وقال إن مصر ستولي اهتماما كبيرا بتعزيز التكامل القاري، والعمل على تشجيع الدول الموقعة، على اتفاقية منطقة التجارة الحرة للتجمعات الثلاثة؛ للتصديق على الاتفاقية ليتم تطبيقها، ودخولها حيز النفاذ.

وبشأن التكامل الصناعي، أوضح السيسي، أن تعاون دول التجمع لزيادة التجارة البينية؛ يتطلب زيادة الإنتاجية والتعاون في القطاعات التصنيعية المختلفة والاستفادة من الموارد المتاحة لدول الإقليم وقدرتها التنافسية في زيادة الإنتاج الصناعي.

منتدى غاز شرق المتوسط 

ثاني الفعاليات تمثلت في ترأس المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، الاجتماع الوزاري السادس لـ منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة، بصفته الرئيس الحالي للاجتماع الوزاري للمنتدى.

حضر الاجتماع وزراء الطاقة القبرصي والمصري والفرنسي واليوناني والإسرائيلي والإيطالي والأردني والفلسطيني على رأس وفود الدول الأعضاء للمنتدى، إضافة إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بصفة مراقب.

وخلال الاجتماع استعرض  الوزراء مخرجات المرحلة الأولى لاستراتيجية المنتدى طويلة المدى، والتي تعكس الأهداف الأساسية المنصوص عليها بميثاق المنتدى بما يتماشى مع التحول العالمي للطاقة، مؤكدين على أهمية الغاز الطبيعي إبان مرحلة الانتقال الطاقي كونه الوقود الأحفوري الأقل كثافة من حيث الانبعاثات الكربونية.

وفي هذا الصدد ، وبناء على النجاحات التي حققتها قمة مجموعة العشرين التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما برئاسة إيطاليا، رحب الوزراء بالتطورات والنتائج التي تمخضت عنها قمة المناخ "كوب 26"، لافتين إلى الدور المحوري الذي يلعبه الغاز الطبيعي في تسهيل انتقال الطاقة كونه الوقود الأحفوري الأقل كثافة من حيث الانبعاثات الكربونية.

وأكد الوزراء مجدداً أن الغاز الطبيعي سيظل موردا أساسيا ضمن مزيج الطاقة العالمي لتوفير مصدر موثوق للطاقة بأسعار معقولة وأقل كثافة من حيث الانبعاثات الكربونية، على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لمساعدة الاقتصادات على الوصول إلى الحياد الكربوني، وباعتبار المنتدى منظمة حكومية دولية أنشئت بهدف توفير منصة للتعاون من أجل تنمية واستخدام الغاز الطبيعي بشكل مستدام وفعال وصديق للبيئة، والحفاظ عليه من أجل مستقبل مستدام، مع الاحترام الكامل لحقوق أعضائها في مواردهم الطبيعية وفقاً لأسس القانون الدولي.

إشراك الأطراف المعنيين

وقد أكد الوزراء مجدداً التزامهم بمواصلة إشراك مختلف الأطراف المعنيين، بما في ذلك الحكومات وشركاء الأعمال والقطاع الخاص، الحشد التمويل، وتوفير التكنولوجيات اللازمة ، وبناء القدرات لجعل الغاز الطبيعي أقل كثافة من حيث الكربون، بما في ذلك جهود إزالة الكربون وخفض انبعاثات الميثان، كما اتفق الوزراء كذلك على تضافر الجهود من أجل إعداد مبادرات مشتركة للعمل المناخي في ضوء قمة المناخ "كوب 27" ، التي ستستضيفها مصر العام المقبل.

واستعرض الوزراء نتائج دراسة ميزان العرض والطلب الإقليمي على الغاز الطبيعي والطاقة التي تم إعدادها بدعم من الاتحاد الأوروبي، وجاء من بين المخرجات الأخرى للاجتماع مناقشة الوزراء لـ موزانة المنتدى العام 2022 وإقرارها.

وشهد الاجتماع أيضا خطوة مهمة في مسيرة المنتدى، حيث وافق الوزراء بالإجماع على تعيين أسامة مبارز أمينا عاما لمنتدى غاز شرق المتوسط لمدة 3 سنوات اعتبارا من يناير 2022.

كما شهد الاجتماع تعيين ناتاشا بيليدس، وزيرة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية، رئيسا للاجتماع الوزاري، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية بجمهورية مصر العربية، رئيساً مناوباً لعام 2022، كما تم تعيين ماريوس بناينيس، السكرتير الدائم لوزارة الطاقة والتجارة والصناعة بجمهورية قبرص، رئيسا للمجلس التنفيذي للمنتدى لنفس العام.

وأقر الوزراء برنامج عمل وخارطة طريق المنتدى لعام 2022، كما اتفقوا على عقد الاجتماع الوزاري القادم للمنتدى بالقاهرة في يونيو 2022.

وأعرب الوزراء في نهاية الاجتماع عن خالص شكرهم للمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية على استضافة المنتدى وعلى جهوده الثمينة والمتواصلة طيلة فترة رئاسته للاجتماع الوزاري على مدار السنوات الثلاث الماضية.

كما أعرب الوزراء عن بالغ التقدير والامتنان لجمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما قدمته من دعم للمنتدى كدولة مضيفة منذ المراحل الأولى لتأسيسه، مما ساهم في تحقيق العديد من الانجازات نحو إنشاء سوق إقليمي مستدام للغاز وتعزيز التعاون الإقليمي وفق أسس القانون الدولي.

افتتاح طريق الكباش

ثالث الفعاليات وأهمها تمثلت في احتفال مصر، مساء الخميس، بإعادة افتتاح طريق الكباش الأثري في مدينة الأقصر، وهو طريق بطول 2.7 كيلومتر يربط بين مجمعين معبدين في المنطقة، وهما معبد الأقصر ومعبد الكرنك.

يعود تاريخ الطريق، المعروف أيضا باسم طريق الكباش، إلى أكثر من 3 آلاف عام ولكن تم اكتشافه لأول مرة في أواخر الأربعينيات.

وقالت وزارة السياحة والآثار، إن الطريق تم توسيعه عبر مختلف السلالات المصرية على مدى مئات السنين وأضيف إليه ملاحق، بما في ذلك الحمامات والمغاسل ومنطقة لصنع الفخار ومخزن لأوعية النبيذ.

وتضمن حفل افتتاح طريق الكباش إعادة تمثيل مهرجان الأوبت، وهو احتفال سنوي قديم وكرنفال تقيمه السلالات المصرية بحضور الملوك للاحتفال بنهر النيل وخصوبته.

وقد خضع الموقع منذ ذلك الحين لعقود من أعمال التنقيب والترميم، واليوم يضم مئات من تماثيل أبي الهول التقليدية والتماثيل ذات رأس الكبش التي تصطف على طريقه.

وشهد الحفل، الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسيرة وأوركسترا وراقصين بالزي الفرعوني عرضوا الطقوس القديمة خلال مهرجان الأوبت.

ووصفت وزارة السياحة والآثار الموقع بأنه "أكبر متحف مفتوح في العالم"، قائلة إن الهدف من المشروع هو الترويج للسياحة في الأقصر وإبراز مكوناتها الأثرية المتنوعة.