الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة الكوميسا من بلد المعجزات.. مصر تحمل الخير لدول شرق وجنوب القارة الإفريقية

قمة الكوميسا
قمة الكوميسا

شهدت العاصمة الإدارية بالقاهرة انطلاق فعاليات قمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب القارة الإفريقية أو ما يعرف بـ «الكوميسا» والتي أقيمت في مصر لأول مرة منذ عشرين عاماً، بحضور ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من قيادات دول أخرى.

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة قال فيها:

 فخامة الرئيس/ أندري راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر، ورئيس قمة السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي (الكوميسا)، أصحاب الفخامة/ رؤساء دول وحكومات السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي، السيدة/ تشيلشيا كابو ابوي، أمين عام تجمع الكوميسا، السادة رؤساء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، السيدات والسادة، لقد شهد الاقتصاد العالمي والإقليمي العديد من التطورات منذ انعقاد القمة الأخيرة للكوميسا في يوليو 2018 في العاصمة الزامبية لوساكا، حيث دخلت منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ في يناير 2021، كما صاحب التقدم المحرز في التكامل الاقتصادي القاري العديد من التحديات التي واجهتها دول الإقليم والعالم أجمع بسبب جائحة كورونا، وعلى الرغم من الجهود المبذولة على المستوى الدولي والقاري والإقليمي لمواجهة هذه الجائحة، إلا أن الإقليم ما زال يعاني من آثارها السلبية، وتتسم وتيرة التعافي منها بالبطء، وهو الأمر الذي يضع على عاتق هذه القمة العديد من المسئوليات التي يتعين معها تضافر جهودنا المشتركة لمواجهة هذه التحديات، وهو ما يجسده عنوان القمة "تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الاقتصادي الرقمي الإستراتيجي".

بجانب التأثير المباشر للجائحة على صحة وحياة المواطنين، أثرت الجائحة على مختلف القطاعات الاقتصادية، وعلى بيئة الأعمال في مختلف الدول الأعضاء، وأدت إلى تراجع الطلب والعرض الإقليميين متأثرين بتراجع الطلب والعرض العالميين، وتأثرت سلاسل الإمداد والتوريد للعديد من السلع والبضائع.

وانطلاقًا من هذه التحديات، وفي ظل الدور الهام الذي تضطلع به الكوميسا كتجمع اقتصادي إقليمي يهدف إلى بلوغ التنمية المستدامة للدول الأعضاء، فقد قامت مصر بوضع رؤيتها بهدف تعميق تكامل الأعمال بين دول الإقليم لتسريع وتيرة التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا، حيث ترى مصر أن تشجيع الأعمال بمفهومها الشامل للأعمال التجارية والاستثمارية والإنتاجية سيساهم بشكل كبير في تسريع وتيرة التعافي.

من هنا؛ تقع مسئولية مشتركة على عاتقنا جميعًا نحن قادة وزعماء الإقليم، حيث يتعين علينا استغلال الكوميسا لوضع سياسات وخطط تحرك عاجلة لتيسير الأعمال، وتشجيع القطاع الخاص على التكامل، وفتح آفاق لتكامل الأعمال في الإقليم بما يساهم في تحفيز الطلب المحلي والإقليمي وزيادة المعدلات الإنتاجية، وبما ينعكس بصورة إيجابية على معدلات التشغيل ومستوى معيشة المواطنين في الدول الأعضاء.

ولذلك، فقد استهدفت الرؤية المصرية لرئاسة الكوميسا طرح عدد من المبادرات للمساهمة في تعميق التكامل في عدد من القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية بين دول الكوميسا على الأجلين القصير والمتوسط، وأهم ملامح رؤية رئاسة مصر للكوميسا  تأتي النحو التالي:

  • التكامل التجاري الإقليمي وإزالة العوائق الجمركية  
  •  التكامل الصناعي
  • التكامل في قطاعات البنية التحتية
  •  تشجيع حركة الاستثمارات في الإقليم
  •  التكامل في القطاع الصحي
  • تحفيز مجتمع الأعمال بالسوق المشتركة

وخلال فعاليات القمة أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجية الكوميسا متوسطة المدي، وتضمنت الاستراتيجية:

إشادة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة بنجاح أعمال قمة الكوميسا الحادية والعشرين التي انعقدت أمس الثلاثاء بالعاصمة الإدارية الجديدة وشهدت تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر للكوميسا من رئيس دولة مدغشقر.

وكان الرئيس أطلق إستراتيجية الكوميسا متوسطة المدى 2021- 2025، وذلك في حضور ممثلي الدول الإفريقية أعضاء التجمع، سواء بالمشاركة الفعلية أو الافتراضية .

نجاح أجندة قمة الكوميسا 

وقالت الوزيرة، إن أجندة القمة زخرت بالعديد من الفعاليات التي تضمنت استعراض عدد من التقارير المهمة حول موضوعات التكامل الاقتصادي ذات الأولوية وموقف جائحة كورونا في الإقليم، والمجلس الوزاري الـ42 للكوميسا الذي انعقد يوم 9 نوفمبر الجاري، وتقرير وزراء خارجية الكوميسا الـ17 الذي انعقد يوم الأسبوع الماضي، وحالة التكامل الاقتصادي في الإقليم، وتقرير الدورة الحالية للكوميسا.

وكذا تقرير مجلس أعمال الكوميسا، إلى جانب عقد مراسم حلف اليمين لقضاة محكمة عدل الكوميسا للاستئناف، والمفوضين الجدد المعينين بمفوضية الكوميسا للمنافسة ولجنة حكماء الكوميسا إلى جانب الإعلان عن الفائزين بجوائز التميز الإعلامي والابتكار.  

وأضافت أن وزارة التجارة والصناعة اضطلعت بدور محوري في عقد القمة سواء من خلال الإعداد والترتيب لفعاليات القمة أو بصياغة رؤية وطنية شاملة لرئاسة مصر لتجمع الكوميسا، وذلك بالتعاون مع مختلف الوزارات.

وأشادت في هذا الإطار بجهود فريق عمل جهاز التمثيل التجاري برئاسة الوزير مفوض تجاري يحيى الواثق بالله، رئيس الجهاز لدورهم المهم في إنجاح القمة.

إطلاق الخطة الاستراتيجية متوسطة المدى

حيث توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالشكر للدول الأعضاء على الجهد المبذول لـ نجاح قمة الكوميسا فى دورتها الـ 21، التي استضافتها مصر، بجانب  أن القمة خرجت بنتائج ملموسة أهمها إطلاق الخطة الاستراتيجية متوسطة المدى.

وأضاف: «أصبح لزاما علينا أن نتخذ جميع التدابير لتطبيق اتفاقية التجارة الحرة لرفع معدل الإنتاج الصناعي بين الدول الأعضاء»، وجاء ذلك خلال الجلسة الختامية لأعمال القمة الـ 21 لدول الكوميسا برئاسة الرئيس السيسي.

وأكد الرئيس السيسي أن تحقيق التكامل الاقتصادي والإقليمي للكوميسا يستلزم إفساح المجال للقطاع الخاص ومجتمع الأعمال.

الكوميسا                      

يذكر أن الكوميسا هي السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي، وتعتبر أحد أهم تجمعات التكامل الاقتصادى الاقليمى فى القارة الإفريقية، وكذلك هي اتفاق تجاري يسمح بحركة المنتجات والبضائع داخل الدول الموقعة على الاتفاق دون حواجز جمركية، منظمة الكوميسا هي أحد أهم تجمعات التكامل الاقتصادي الإقليمي في إفريقيا.

والهدف من إنشاء منظمة الكوميسا هو إلغاء كافة القيود التجارية بين الدول الأعضاء، استعدادًا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة، ومن شأن إنشاء منظمة الكوميسا تقديم الخدمات وتحقيق هدف الوحدة الإفريقية.

حيث أنشأت منظمة الكوميسا في شهر ديسمبر عام 1994 خلفا لمنطقة التجارة التفضيلية التي تأسست عام 1981.

ويضم التجمع فى عضويته 21 دولة هم:

  •  الكونغو الديمقراطية
  • جزر القمر
  • بوروندي
  • إريتريا
  • مصر
  • جيبوتي
  • كينيا
  • وإثيوبيا
  • اسواتيني- سوازيلاند
  • مالاوي
  • مدغشقر
  • ليبيا
  • سيشيل
  • رواندا
  • موريشيوس
  • تونس
  • السودان
  • الصومال
  • زيمبابوي
  • زامبيا
  • أوغندا

 تجمع تجاري

فالكوميسا هو تجمع تجاري مهم لمصر ويفتح للقاهرة آفاقا كبيرة الفترة المقبلة لزيادة الصادرات، وتعميق التعاون في المجالات المختلفة منها المجالات الاستثمارية، وتبلغ المساحة الجغرافية لدول الكوميسا ما يقرب من 13 مليون كم٢، ويصل عدد سكانها 586 مليون نسمة، وهذا العدد الكبير من السكان يعتبر سوق استهلاكي ضخم مما يفتح الطريق أمام الصادرات المصرية في ظل إزالة العوائق الجمركية.

وأستضافت العاصمة الإدارية الجديدة قمة الكوميسا أمس الثلاثاء، وذلك بمشاركة وحضور ممثلي الدول الإفريقية أعضاء التجمع، سواء بالمشاركة الفعلية أو الافتراضية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إلى جانب سكرتير عام الكوميسا وعدد من رؤساء التجمعات الاقتصادية الافريقية.

وكانت القمة تحت شعار "تعزيز القدرة على الصمود من خلال التكامل الرقمي الاقتصادي الاستراتيجي" بهدف تشجيع استخدام أدوات الاقتصاد الرقمي لتيسير ممارسة الأعمال داخل تجمع الكوميسا وتعزيز قدرة الدول أعضاء التجمع البالغ عددها 21 دولة على الصمود لمواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا على اقتصاداتها.