الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انفراجة جديدة لحل الأزمة في أوكرانيا ..تحذيرات أمريكية ومفاجأة بريطانية|تطورات 24 ساعة

اجتماع اطراف الروسية
اجتماع اطراف الروسية الأوكرانية في مدينة اسطنبول (التركيا)

شهدت الحرب في أوكرانيا، في يومها الـ 34، أمس الثلاثاء، تطورا هاما، قد يكون بمثابة انفراجا للأزمة بعد فشل كافة الجهود الدبلوماسية والغير الدبلوماسية للحل خلال الفترة الماضية، ما زاد من وتيرة القتال داخل المدن الأوكرانية المختلفة.

واتفق الطرفان الروسي والأوكراني خلال الاجتماع الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية - على مجموعة من النقاط التي قد تساهم في تقريب وجهات النظر ووضع حل نهائي لمأساة الأوكرانيين الممتدة على مدار 35 يوما.

وضع محايد مقابل ضمانات أمنية

وبعد انتهاء جلسة المفاوضات التي استمرت 4 ساعات مع فترات استراحة في يومها الأول، الثلاثاء، بين الوفدين الروسي والأوكراني في مدينة إسطنبول التركية، قال مفاوضون أوكرانيون، إن كييف اقترحت تبني "وضع محايد" مقابل ضمانات أمنية، في أحدث جولة من المحادثات، بما يعني أنها لن تنضم إلى تحالفات عسكرية أو تستضيف قواعد عسكرية.

خائيلو بودولياك

وقال المفاوضون للصحفيين في إسطنبول، إن المقترحات ستشمل أيضا فترة مشاورات مدتها 15 عاما بشأن وضع شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النار الكامل.

ووفق الوفد الأوكراني، فقد طالبت كييف بأن تكون 8 دول ضامنة للاتفاق، من بينها تركيا.

كما أكد وفد كييف أن "المفاوضات سوف تستمر مع الجانب الروسي خلال الأسبوعين المقبلين"، بعد جلسة أخرى مقررة الأربعاء الجاري.

ومن جهة أخرى، قال مفاوض روسي، إن المحادثات في إسطنبول كانت "مفيدة".

وكان مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك قد قال في وقت سابق، إن المفاوضات شملت مناقشة الضمانات الأمنية وترتيب وقف لإطلاق النار.

وأفاد المستشار بودولياك عبر التلفزيون الأوكراني: "جرت مشاورات مكثفة حول بعض القضايا المهمة، أهمها اتفاق على ضمانات دولية لأمن أوكرانيا، لأننا بهذا الاتفاق سنتمكن من إنهاء الحرب كما تحتاج أوكرانيا".

وأردف: "القضية الثانية هي وقف إطلاق النار لحل كل المشكلات الإنسانية المتفاقمة".

وأوضح أن مشكلة أخرى تتمثل في "تصعيد الحرب"، التي تتضمن ما قال إنه "انتهاك لقواعد الحرب"، من دون أن يعطي تفاصيل.

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المفاوضين من الطرفين، ودعاهما إلى "وضع حد لهذه المأساة" في إشارة إلى الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير.

وبين أردوغان أن: "للجانبين مخاوف مشروعة، من الممكن التوصل إلى حل مقبول لدى المجتمع الدولي".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

نجاح المفاوضات الروسية الأوكرانية 

وشدد على أن "الأمر متروك للطرفين لوضع حد لهذه المأساة"، مشيرا إلى أن "توسع الصراع ليس في مصلحة أحد، وأن العالم كله ينتظر منكم أخبارا جيدة".

واستضافت تركيا في 10 مارس في أنطاليا اللقاء الأول بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني منذ بدء الهجوم الروسي، لكن لم ينتج عنه اتفاق وقف إطلاق النار أو أي اختراق آخر.

ونجحت المحادثات التي جرت بين الروس والأوكرانيين، في مدينة إسطنبول التركية، أمس الثلاثاء، في إحداث ما وصف بـ"الاختراق"، بعدما قررت موسكو أن تحد من عملياتها في بعض المناطق، مقابل تنازلات أوكرانيا بشأن عضوية حلف شمال الأطلسي "الناتو" والسيادة على دونباس.

وتعهد الروس بتقليص النشاط العسكري في كل من محيط العاصمة الأوكرانية كييف، ومدينة تشيرنيهيف، شمالي البلد الأوروبي.

وعزا نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، تقليص النشاط العسكري في بعض المناطق الأوكرانية، إلى انتقال المحادثات نحو مرحلة عملية.

وقالت روسيا إنها جاهزة لترتيب لقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عندما يكون ثمة اتفاق جاهز للسلام.

وقوبل هذا التفاؤل بارتياب في الجانب الأميركي، فقال الرئيس جو بايدن، إنه سيحكم على الأمور بناء على الأفعال، في إشارة إلى عدم ثقته بما يقوله الروس.

من ناحيته، وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المباحثات مع الروس بالإيجابية، مؤكدا الحاجة إلى نتائج ملموسة.

الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي

وفي الوقت نفسه، أبدى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، شكوكه في نوايا روسيا التي بدأت عملياتها العسكرية بأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

ومن جانبه، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن بعض المحللين يرون أن موقف موسكو قد يكون حيلة تكتيكية، وليس تنازلا، لا سيما في ظل توقف تقدم الروس شمالي أوكرانيا.

وقال ديبلوماسيون ومحللون إن روسيا تبدو أكثر واقعية في نظرتها لمسار الحرب، لكنها ليست في عجلة من أمرها حتى تقوم بإنهاء العمليات العسكرية.

وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون

وكتبت الصحيفة الأميركية أن المسؤولين الأوكرانيين ألمحوا لأول مرة إلى إمكانية التنازل عن أراض لفائدة روسيا، في إشارة إلى مستقبل كل من إقليم دونباس، وحتى موقف كييف من سيادة روسيا على شبه جزيرة القرم الذي جرى ضمه في 2014.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"،  الثلاثاء، أن روسيا أعادت تموضع "عدد قليل" من قواتها قرب كييف، لكنها لم تنسحب وربما تحضر للقيام ب"هجوم كبير" في مكان آخر من أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي "نشهد عددا صغيرا من الجنود الروس يبدو أنهم يبتعدون الآن عن كييف، في اليوم نفسه الذي قال فيه الروس إنهم ينسحبون" من هناك.

المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي

وكان كيربي يتحدث بعد ساعات فقط من إعلان نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فورمين، أن روسيا ستقلص عملياتها العسكرية باتجاه كييف ومدينة تشرنيغيف الشمالية، عقب تحقيق تقدم في محادثات السلام في إسطنبول.

وعلق كيربي "ما بإمكاني إبلاغكم به هو أن الغالبية العظمى من القوات المحتشدة ضد كييف التي رأيناها ما تزال في مكانها"، مضيفا لقد رأينا فقط عددا صغيرا بدأ بالتحرك بعيدا عن كييف".

وتابع كيربي أن "روسيا فشلت في هدفها بالاستيلاء على كييف"، لكن "هذا لا يعني أن التهديد المحيط بكييف قد انتهى".

وقال "لسنا مستعدين لتسمية هذا بالتراجع أو حتى بالانسحاب"، موضحا "نعتقد أن ما يدور في أذهانهم على الأرجح هو إعادة التموضع لتعزيز موقع آخر".

وأضاف "كان هناك تزايد في النشاط الهجومي" من قبل القوات الروسية في منطقة دونيتسك الانفصالية.

وإلى جانب البنتاجون، قوبل الإعلان الروسي بالتشكيك أيضا من قبل البيت الأبيض.

وقالت كيت بادينغفيلد، مديرة اتصالات البيت الأبيض للصحافيين "يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة بشأن حقيقة ما يحدث على الأرض، ولا ينبغي أن ينخدع أحد بالتصريحات الروسية".

 كيت بادينغفيلد، مديرة اتصالات البيت الأبيض

أمريكا تحذر رعاياها في أوكرانيا

أما اليوم الأربعاء، قد حذرت وزارة الخارجية الأميركية، رعاياها الموجودين في أوكرانيا، من أنهم قد يتعرضون للاعتقال على أيدي القوات الروسية، التي تجتاح هذا البلد.

وأصدرت الخارجية الأميركية تحديثا بشأن إرشادات سفر المواطنين الأميركيين إلى أوكرانيا، محذرة إياهم من احتمال التعرض للمضايقة أو الاعتقال من جانب مسؤولي الأمن في الحكومة الروسية.

وقالت في تحديثها إنه لا يجب على المواطنين الأميركيين السفر إلى أوكرانيا بسبب الاجتياح الروسي، داعية الموجودين هناك إلى المغادرة فورا، إذا كان ذلك ممكنا، عبر الوسائل البرية المتاحة.

وذكرت أن على هؤلاء متابعة الإعلانات الرسمية الأميركية ووسائل الإعلام المحلية والدولية بعناية، للحصول على المعلومات بشأن تغير الظروف الأمنية والتنبيهات الخاصة بالعثور على مكان آمن.

وأضافت الخارجية الأميركية بأن هناك تقارير تشير إلى أن مواطنين أميركيين تعرضوا للملاحقة والاحتجاز من طرف الجيش الروسي، عندما تم إجلاؤهم من المناطق التي "تحتلها روسيا" في أوكرانيا إلى داخل روسيا أو بيلاروسيا.

وقالت إن التصرف الروسي جاء بسبب موقف الولايات المتحدة من الحرب، المندلعة منذ 24 فبراير الماضي.

وذكرت المخابرات العسكرية البريطانية، اليوم الأربعاء، أن وحدات روسية تكبدت خسائر فادحة في أوكرانيا اضطرت للعودة إلى روسيا وبيلاروسيا المجاورة في مسعى لإعادة تنظيم نفسها وإعادة التزود بإمدادات.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية: "تضع مثل هذه الخطوة مزيدا من الضغط على اللوجستيات الروسية المرهقة بالفعل وتوضح الصعوبات التي تواجهها روسيا في إعادة تنظيم وحداتها في المناطق الأمامية داخل أوكرانيا".

وأضافت الوزارة أنها ترجح أن تواصل روسيا تعويض الفاقد في قدرتها على المناورة بريا من خلال ضربات مدفعية وصاروخية موسعة.

وزارة الدفاع البريطانية