EN 
تواصل الحكومة حملتها لمواجهة منتحلى الوظائف الطبية والتمريض، حفاظا على صحة المواطنين وذلك من خلال لجنة دخلاء المهنة التى تم تشكيلها بكافة النقابات الفرعية بالمحافظات، لرصد كافة المراكز الوهمية وغير الطبية، المزاولين للمهن الطبية من غير المرهلين.
40 مركز تدريب لدخلاء المهنة
وأكدت الدولة مراراً على ضرورة تكاتف وترابط وتعاون كافة الجهات من أجل القضاء علي الأدعياء والدخلاء ودحرهم وإنزال أشد العقوبات الجنائية لتصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة حتى يرتدع هؤلاء وتُفرض وصاية وهيبة الدولة ولا نأخذ بهم شفقة ولا رحمة ضد الخارجين على القانون.
وفي هذا السياق، التقت الدكتورة كوثر محمود نقيب عام التمريض وعضو مجلس الشيوخ، اليوم، اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، وذلك بمقر محافظة المنيا، لمناقشة عدد من القضايا التي تمس مهنة التمريض.
وأشارت نقيب التمريض، إلى أن اللقاء تناول قضية الدخلاء على المهنة من خريجي الكيانات والأكاديمية الوهمية وغير المرخصة، حيث سلمت نقيب التمريض لمحافظ المنيا كشفًا يضم 40 مركزًا خاص غير مرخص يقوم بتدريب دخلاء المهنة من غير المؤهلين وذلك في محافظة المنيا.
وشددت الدكتورة كوثر محمود خلال اللقاء على خطورة المراكز غير المرخصة والأكاديميات الوهمية، على المجتمع حيث ستخرج أفراد غير مؤهلين أو مدربين على ممارسة مهنة التمريض، الأمر الذى يضر بسلامة وأمن المريض ويمس المجتمع ويعيق تطوير المنظومة الصحية.
كما أشادت نقيب التمريض، بالجهود المبذولة من محافظ المنيا لمحاربة المراكز الوهمية والعمل علي هذه القضية بصورة جيدة بالتواصل مع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، للقضاء على المراكز الوهمية وتوعية المجتمع بمخاطر هذه المراكز.
وأضافت أن الاجتماع مع محافظ المنيا، تناول أيضًا تخصيص قطعة أرض لبناء أول نادى ومقر للنقابة الفرعية في محافظة المنيا، وهو الأمر الذى رحب به المحافظ ووجه باتخاذ كل الإجراءات حيال تخصيص قطعة أرض مناسبة لإنشاء النادي ومقر النقابة بالمنيا.
هل انتحال الشخصية مرض؟
وأفادت بأن ملف الكيانات الوهمية يحظى باهتمام شديد من الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، حيث إنه يتابع بشكل مستمر جهود التصدي لتلك الكيانات منذ توليه حقيبة وزارة التعليم العالي وحتى بعد توليه حقيبة وزارة الصحة والسكان، مؤكدة أنه داعم لتطوير منظومة التعليم الفني للتمريض وحريص علي تخربج ممرضات وممرضين ذو كفاءة عالية.
تعد عملية انتحال الشخصية ليست جديدة على مجتمعاتنا، أنها قائمة منذ قديم الأزل وترتبط بالحالة النفسية لمرتكبها، الذي كان يرى في نفسه صورة لضابط أو طبيب ولكنه فشل في بلوغ ذلك فيلجأ إلى انتحال الشخصية والتعايش مع ذلك الوضع، ويعد اكتشاف مثل تلك الوقائع ليس بالأمر السهل، نظرا لاختباء العديد ممن ينتحلون الشخصيات بداخل مجتمعات نائية أو ريفية، مما يتعذر معه الإسراع في الكشف عن هويتهم وإلقاء القبض عليهم من جانب أجهزة الأمن.
ومن جانبه، قال أستاذ علم النفس، الدكتور جمال فرويز، إن انتحال الشخصية ينقسم إلى نوعين رئيسين، الأول منهم يندرج تحت الاضطراب النفسى الشديد في شخصية الإنسان، نتيجة حرمانه من منصب محدد كان يرغب في الوصول إليه، وحينما صعب عليه تحقيقه قرر تعويض ذلك الفشل في صورة انتحال الشخصية وهو أمر ناتج عن إحساس بالنقص لدى الشخص، وهذا هو النوع الأكثر شيوعا بين المهووسين بمرض انتحال الشخصية الذين يدعون أنهم شخصيات أخرى غير عن شخصياتهم الحقيقة.
وأضاف فرويز في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هناك نوع آخر من انتحال الشخصيات وهو الشخص الذي لم يحصل على مؤهل جامعى عالي، فقرر انتحال شخصية الطبيب أو الضابط سعيًا لجنى المال، وهذا النوع ينطبق عليه وصف الشخصية السيكوباتية التي تعاني من أعراض السلبية واللا مبالاة وعدم الاكتراث حيال تصرفاتها مع الآخرين، وفي هذه الحالة يقوم الشخص بتزييف هويته الحقيقية مُختلقًا شخصية أخرى جديدة متقمصًا إياها لتحقيق أغراضه على حساب غيره.
