قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يستعرض الإعجاز في حديث القرآن عن اللبن

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر
ملتقى التفسير بالجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان “مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن اللبن وفوائده، بحضور الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، والدكتور أحمد محمد حسانين، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، وأدار الحوار الإعلامي، أبو بكر عبد المعطي.

في افتتاح الملتقى، أكد الدكتور مجدي عبد الغفار على ضرورة التعامل مع القرآن الكريم بتدبر عقلي، وتأثر قلبي، وتغيير سلوكي، مستشهدًا بقول الفضيل بن عياض بأن "القرآن الكريم نزل للعمل به"، داعيًا إلى جعل قراءته ممارسة عملية لتطبيق حلاله وحرامه، والامتثال لأوامره، والتأمل في عجائبه.

وأشار إلى سبق القرآن للحقائق العلمية في إثبات الظواهر والإشارة إليها، مما يستوجب إعمال العقل في فهمه وتدبر معانيه، والاستعانة بالمتخصصين في علوم القرآن، الذين يمتلكون الأدوات المنهجية في فهم دلالاته وإشاراته، وحول الإعجاز القرآني في حديث القرآن الكريم عن اللبن بين أن قول الحق تعالى "وإنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ" هو توجيه رباني للبشر بالاعتبار بنعم الله سبحانه وتعالى.

وأوضح الدكتور مجدي عبد الغفار، أن قوله تعالى " نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ" أي أن الله تعالى يسقينا مما في بطون الأنعام، وهذا لا يعني أن جميع أنواع الأنعام ينتج لبنًا صالحًا للاستهلاك البشري، وهنا يسبق القرآن الكريم العلم الحديث في إشارته إلى وجود أنواع محددة من الألبان التي تلائم طبيعة الإنسان وتغذيته، كما أن قوله تعالى " لَّبَنًا خَالِصًا"  إشارة إلى نقاء وصفاء هذا الغذاء الطبيعي، وأنه خال من أي شوائب أو مواد دخيلة، ويمكن فهم هذه الصفة "خالصًا" على نطاق أوسع ليشمل ضرورة الحفاظ على سلامة ونقاء غذاء الإنسان بشكل عام، وتجنب غشه أو إدخال أي مواد ضارة عليه كالمواد المهرمنة والمسرطنة، فمثل هذا التلاعب والغش في الأغذية يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على الأمانة والصدق والحرص على صحة الإنسان، وبالمثل، فإن الغش في المعلومات ونشر الأباطيل وإفساد العقول هو نوع آخر من الخداع والتضليل الذي يتعارض مع قيم النزاهة والحق التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.

من جانبه قال الدكتور أحمد محمد حسانين، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إن اللبن أول غذاء الكائنات الحية عند خروجها للحياة، ولا يحتاج معه إلى غذاء أخر لإكمال نموه، ويؤكد علماء التغذية أن اللبن هو غذاء متكامل لا يحتاج معه المولود إلى أي مصدر تغذية آخر لنموه، وقد أثبتت التجارب المعملية تأثيرات مختلفة على مذاق اللبن وأنواعه، وقد سبق ذلك إشارة القرآن الكريم إلى صفة عدم تغير طعمه في قوله تعالى " وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ" إلى أن هناك أشياء تدخل على اللبن فتغير طعمه.

وأضاف أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان، أن لبن الأم يعد غذاءً فريدًا للطفل في أول عامين من عمره، كما أنه مفيد لصحة الطفل، من خلال ما خص الله به سبحانه وتعالى لبن الأم دون غيره من أنواع الألبان، وهو ما سبقت الإشارة إليه في القرآن بقوله تعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"، لذلك ففي حال منع الطفل من الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة، يلجأ الأطباء إلى وصف ألبان صناعية مدعمة بمكملات غذائية لتعويض العناصر التي لم يحصل عليها الطفل بسبب عدم حصوله على لبن الأم.

وذكر أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان أن اللبن يعد مصدرًا هامًا للعديد من العناصر الغذائية، ليس فقط الكالسيوم الضروري للعظام، بل إنه أيضا يعد مصدرا للطاقة، كما يحتوي على عناصر مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن الأخرى التي تدعم صحة الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل اللبن إلى مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية والمغذية مثل الأجبان المختلفة، والزبادي بأنواعه، والقشدة، والزبدة الطبيعية، كما يدخل في صناعات أخرى متنوعة، لهذا نجد أن الاتجاهات الحديثة تضع الألبان في صدارة قائمة المصادر التي تعتمد عليها الصناعات الغذائية الحديثة بشكل كبير.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.