منذ وعد بلفورد وتابعياته التي ترتب عليها إعلان دولة إسرائيل واصبحت فلسطين موطناً ليهود العالم في عام ١٩٤٨ تحديدا في الرابع عشر من مايو ؛ ومنذ هذا التاريخ الأسود ونحن الأمة العربية نعاني من البحث عن أسلوب نواجه به هذا العدوان الغاشم المغتصب الحقير وقل ما تشاء من احاسيس الغضب ومفرداتها ؛ ومع تطور الثورة التكنولوجية ووصولها للمحمول في اواخر القرن الماضي باتت الشاشات - اعني شاشات المحمول - مصدرا عظيما سواء لمالكيه علي صعيد التعبير عن الذات او لمصنعيه علي صعيد الارباح او لمتتبعيه وراصديه علي صعيد جمع المعلومات من جهة وحياكة المؤامرات ومعرفة المزاج العام من جهة اخري - لقد باتت الشاشات لغة العصر ؛ وعل ابرز مثال علي ذلك تلك المساحة التي استخدمت فيها هذه الشاشات فيما سمي بثورات الربيع العربي في العام ٢٠١١ .
دعونا نصارح انفسنا ان الرئيس الراحل أنور السادات هو الرجل الوحيد الذي استطاع وببراعة ان يسطر في التاريخ ملحمة مصرية متكاملة ضد الكيان الصهيوني المتغطرس ؛ فهو الرجل الذي استطاع ان يقول كلمته حرباً وفرض علي الكيان كلمته سلماً فترتب علي ذلك اكتمال الخريطة المصرية في مارس ١٩٨٩ لاول مرة في التاريخ ؛ وترتب علي ذلك مكتسبات مصرية لازلنا نتمتع بها الي يومنا هذا في ٢٠٢٤ ؛ ودعونا نحن المصريون ان نقف امام العالم فخرا لما قدمناه وقدمته مصر للقضية الفلسطينية عبر السنوات والعقود بدءا من الحكم الملكي في عهد الملك فاروق مرورا بحكم نجيب وناصر والسادات ومبارك والي يومنا هذا في ظل حكم الرئيس السيسي ؛ فلا داعي للمزايدات ولا داعي لاختلاق حروباً لا هدف لها ولا مردود كحملات المقاطعة لمشروبات مياه غازية !! هل الوقوف الي جواز الشعب الفلسطيني وتحقيق اهدافهم المشروعة في استعادة وطنهم المسلوب سيأتي بمقاطعة البعض للمشروبات ومطاعم البرجر !!
هل الهجوم علي رموز القوة الناعمة المصرية مثل عمرو دياب ومحمد صلاح ومحمد رمضان واحمد السقا وتامر حسني سيعيد فلسطين !!
الم تسأل نفسك عزيزي المقاطع - قبل المقاطعة - ما هي مدي صحة معلوماتك عن ان هذه المنتجات تدعم الكيان الاسرائيلي ؟! الم تسأل نفسك عزيزي المقاطع كم مصنع مصري سيتأثر حال نجحت انت المصري في مقاطعة منتجاته ؟ الم تسأل نفسك عن عدد المشردين من اخوانك المصريين حال اغلقت هذه المصانع وتلك الشركات ؟! الم نسأل نفسك عن بلد صنع المحمول القابع بين يديك والذي تكتب عليه دعواتك لمقاطعة المنتجات الاجنبية !؟ الم تفكر للحظة ان المقاطعة ستؤثر حتما علي الدواء الذي تتناوله ويتناوله ابنك وتتناوله امك !؟ إلا تدرك ان الدواء حتي لو كان صناعة محلية فالمادة الخام المستخدمة مستوردة !؟ لماذا لا تقاطع عزيزي المقاطع سيارتك او دراجتك البخارية او المكيف او المدفأة او فلتر المياه او موتور ماكينة المياه او او او ؟! فكر يا عزيزي المقاطع
وقم بدورك المجتمعي علك تترك هذه الشاشة التي اختذلت قضية فلسطين الي قضية مقاطعة منتجات ومشروبات غازية !!
اخيرا علينا ان ننتبه لحالة الحرب بالموبايلات وترديد الشعارات علي وسائل التواصل الاجتماعي فلا يجب ان نتحول نحن البشر الي اداة من أدوات الذكاء الاصطناعي بينما الوضع في فلسطين حقيقي وملموس بشحم ولحم ودم دون ذكاء ولا اصطناع .. انتهي