قال المخرج التركي إنصار آلتاي إنه يعتبر مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من خلال فيلمه "كانتو"، شرفًا كبيرًا له.
وأشار إلى أنه، بحكم عمله، زار العديد من دول العالم وشاهد العديد من المتاحف والأماكن التاريخية، إلا أن القاهرة تبهره بشكل مختلف. وأضاف أن ما يميز القاهرة هو ارتباطها الوثيق بتاريخ حيّ لا يزال حاضرًا بكل تفاصيله، وهو ما يجعل وجوده في مصر تجربة ملهمة وفريدة.
قصة إنسانية تفتح باب التساؤل حول المسؤولية الاجتماعية
وفي حديثه عن انتقاله من السينما الوثائقية إلى السينما الروائية، كشف آلتاي أن فيلم "كانتو" يحمل قصة إنسانية ذات طابع شخصي، لكنها قابلة للتطبيق في أي مكان حول العالم.
تدور أحداث الفيلم حول "سيدة مسنّة تختفي في بلدة صغيرة دون أن يلتفت أحد لاختفائها"، ما يفتح بابًا للتساؤل حول المسؤولية الاجتماعية وتفكك الروابط الإنسانية داخل المجتمعات.
وأكد آلتاي أنه كان يهدف من خلال هذا العمل إلى تقديم فيلم صادق خالٍ من المبالغات أو الدراما المفتعلة، موضحًا أن الحياة نفسها مليئة بالمآسي والتعقيدات. وما يهمه هو قراءة ما يدور داخل الشخصيات، ورؤية الخوف الإنساني العميق في عيونهم.
وعن شخصية السيدة المسنّة التي ينطلق منها الفيلم رغم غيابها الفعلي عن الأحداث، أشار آلتاي إلى أنه اعتمد في تشكيل الشخصية على خبرته الطويلة في صناعة الأفلام الوثائقية، حيث يرى أن مراقبة المجتمعات عن كثب تكشف عن مشكلاتها العميقة، خصوصًا تلك المتعلقة بالقيم الإنسانية، والانشغال الفردي الذي يبعد الناس عن عائلاتهم وعن التواصل الحقيقي.
من خلال فيلمه "كانتو"، يسعى آلتاي لتسليط الضوء على قضايا إنسانية ملحة تتعلق بالمسؤولية الاجتماعية وفقدان الروابط الإنسانية في المجتمعات المعاصرة.
