EN 
تعمل الدولة المصرية على عدة محاور جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل المختلفة على رأسها الأرز والقمح لعودة مصر إلى مكانتها الزراعية لأن قطاع الزراعة يلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد القومي.
تحقيق الاكتفاء الذاتي
وحماية ودعم منظومة الأمن الغذائي أولوية في أجندة الدولة من أجل حماية المواطنين في ظل الأزمة الغذائية العالمية الحالية، لذلك تحرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على متابعة مخزون السلع الأساسية أولا بأول لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
كشف علي عبد المحسن رئيس قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الحكومة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز، وفي نفس الوقت خفض المساحات المنزرعة من الأرز التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، والتوسع في الأصناف الجافة.
وجاء ذلك خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب لمناقشة موازنة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي للعام المالي 2023/2024.
وقال عبد المحسن: استهدفنا الوصول لمليون و76 ألف فدان هذا العام، وتم تحقيقه وهو نفس المستهدف العام المقبل في موازنة 2023-2024، ذاكرا أن قطاع الزراعة يلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد القومي ويستهدف تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى، موضحًا أن الوزارة تستهدف رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح إلى 70%، وكذلك رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية.
واستطرد: تم التوسع في المساحة المزروعة من القمح من أجل الوصول لـ 3 ملايين و600 ألف فدان، كما أن الوزارة استهدفت زيادة المساحة المنزرعة من المحاصيل التعاقدية لتقليل الاستيراد منها، وهو ما جاء ردا على سؤال الدكتور أيمن محسب المسئول عن اللجنة الفرعية لموازنة البرامج والأداء التابعة للجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بشأن تحقيق المستهدف من موازنة البرامج والأداء في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي وخطة الوزارة لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة غلاء الأسعار.
المساحات ومنع التصدير
ويذكر أن محصول الأرز يعتبر من أهم المحاصيل الاستراتيجية التى تزرع فى مصر حيث يزرع منه سنويا مساحة 1.2 مليون فدان بعد قيام الدولة بتحديد المساحة المنزرعة منه ترشيدا لاستخدام مياه الرى حيث أنه أكثر استهلاكا لمياه الرى ونظرا لمحدودية مياه الرى وانخفاض نصيب الفرد من مياه النيل إلى 550 متر مكعب من المياه ووجود شح فى المياه .
وقامت الدولة بتحديد المساحات التى تزرع منه سنويا ومنع تصدير الأرز للخارج وتعتبر مصر مكتفية ذاتيا من محصول الارز حيث بلغت إجمالي إنتاجية الأرز فى مصر إلى من 4 - 5 ملايين طن سنويا .
كما نجح العلماء فى استنباط أصناف من تقاوى الأرز الجاف والتى تروى كل 12 يوما مثل باقى المحاصيل.
وعلى جانب آخر، قامت وزارة الزراعة بتقديم الإرشادات للمزارعين والتوصيات اللازمة لزراعة وإنتاج القمح والنهوض بهذا المحصول الاستراتيجى الهام والأول بين محاصيل الحبوب وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج لارتفاع أسعاره عالميًا بعد المتغيرات الدولية التى طرأت عليه مثل نشوب الحروب.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، للاطمئنان على توافر أرصدة السلع الأساسية.
حاجة الاستهلاك من السلع
وفي مستهل اللقاء، جدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على ضرورة الحفاظ على استمرارية المخزون الاستراتيجي للدولة من السلع الغذائية الرئيسية، فضلا عن تعظيم القيمة المضافة لتخزين السلع من سلسلة الصوامع الاستراتيجية التي تم إقامتها على امتداد رقعة الجمهورية، في ضوء تكليفات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار موقف الأمن الغذائي للدولة، من خلال تلبية احتياجات المواطنين بالكميات الملائمة.
وعرض الوزير تقريراً حول المخزون المتوافر لعدد من السلع الاستراتيجية، وفي هذا الصدد أوضح أنه فيما يتعلق برصيد القمح فإن مخزونه يكفي حاجة الاستهلاك المحلي لمدة 2.3 شهر، فيما يكفي رصيد الأرز لنحو 3.5 شهر، وهناك كميات تم التعاقد عليها.
وفي هذا الصدد، قال المهندس جمعة عطا الخبير الزراعي، إن محاصيل القمح والأرز من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تزرع بمصر وتهتم الدولة بالتوسع في زراعتها لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية المطلوبة منها، بجانب أن هناك بعض المحاصيل حققت فيها مصر الاكتفاء الذاتي منها وهي الأرز.
وأضاف عطا ـ في تصريحات خاصه له، أن متوسط استهلاك الفرد من القمح في مصر حوالى 150 إلى 180 كيلو سنويًا من القمح ويعد من أهم هذه المحاصيل الاستراتيجية الهامة للإنسان حيث يدخل فى العديد من الصناعات الغذائية مثل صناعة الخبز بأنواعه المختلفة وايضا صناعة المكرونة بأنواعها وتستخدم الحبوب كاملة في عمل وتستخدم الحبوب قبل تمام النضج لعمل الفريك.
وتابع: وتبلغ المساحة المنزرعة منه هذا العام ما يقارب من 4 ملايين فدان وتبلغ متوسط انتاجية الفدان على مستوى الجمهورية من القمح حوالي 18 أردب للفدان ومن المتوقع أن تصل إجمالي الإنتاجية من القمح في مصر الى 12 مليون طن.
أهمية القطاع الزراعي
وأضاف الخبير الزراعي أن إجمالى الاحتياجات السنوية لمصر من القمح من تتراوح ما بين 18 إلى 20 مليون طن لكي تكفى الاستهلاك المحلى فى ظل الزيادة السكانية وينافس محصول القمح في الموسم الشتوي المساحات المنزرعة بالبرسيم والفول والخضر والفاكهة.
وأكد أن الدولة اتجهت إلى التوسع الأفقى باستصلاح وزراعة الاراضى الصحراوية لزراعتها بالقمح إلى جانب التوسع الرأسي باستنباط أصناف عالية الإنتاج طويلة السنبلة مع مراعاة الجودة للحبوب واتباع النظم التكنولوجية الحديثة فى الزراعة والرى والتسميد والحصاد الآلي لتقليل الفاقد فى المحصول وطرق التخزين الحديثة فى الصوامع المعدنية وعدم تخزين القمح بالعراء حتى لا يتلف نتيجة الإصابة بالحشرات والقوارض والطيور وكذلك تعديل السياسة الزراعية والتركيبة المحصولية واعتبار زراعة القمح رقم 1 فى الدورة الزراعية وذلك لمجابهة الزيادة السكانية الكبيرة وتقليل الفجوة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك".
والجدير بالذكر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى قطاع الزراعة أهمية خاصة، مع تبني آليات ومشروعات ساهمت في تعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية خاصة الاستراتيجية منها، تدعيما لبناء أنظمة زراعية وغذائية مستدامة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بتوفير أقصى درجات الدعم لقطاع الزراعة والمزارعين، ومواصلة تطوير منظومة الزراعات التعاقدية؛ لتشجيع التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية.
