الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مراجيح وحلوى وسندوتشات لحمة.. إحنا في مولد أبو المعاطي بدمياط

مولد أبو المعاطي
مولد أبو المعاطي بدمياط

حلوى وألعاب ومراجيح وسندوتشات لحمة.. شعار مولد "أبو المعاطى" الذي يعد من أشهر الموالد الصوفية فى دمياط، ورغم عدم السماح بالمغالاة فى الاحتفال به على مدار السنوات القليلة الماضية إلا أن أصحاب المذاهب الصوفية، دائما يفضلون الاحتفال به على طريقتهم المعتادة.

مولد أبو المعاطى يحل ضيفا على محافظة دمياط وسط توافد المئات من رواد المولد يوميا، سواء من أهالى دمياط، أو من خارج المحافظة، وبصفة خاصة من بين أصحاب الطرق الصوفية، والذين يتوافدون يوميا طوال مدة المولد الذي ينتهي ليلة النصف من شعبان، ويقام المولد بجوار زاوية أبو المعاطى بجوار جامع عمرو بن العاص، وتحتفل الطرق الصوفية بدمياط بمولده فى الليلة الختامية فيما يسمى (السيارة).

وتغيرت حالة مولد أبوالمعاطى مؤخرا، حتى اقتصر على باعة الحمص وحلويات الموالد بالإضافة إلى المراجيح والألعاب الأخرى وبعض المرتادين يقومون بتوزيع سندوتشات اللحمة على الفقراء.

مولد أبو المعاطى أصبح يمثل قيمة تاريخية، لما تمثله من قبلة للروحانيات ورجال الصوفية من كافة أنحاء مصر، حتى أصبح جزءا من فولكلور وتاريخ دمياط، رغم ما يشهده طوال أيامه من زحام وتكدس، إلا أنه يشهد رواجًا تجاريًا للمدينة ولم يشهد أى مشاجرات أو جرائم، نظرا لحرص المئات من الأسر على زيارة هذا المولد الذي يعتبره الدمايطة عيدا إضافيا ينتظرونه، ليقوموا بزيارته وشراء الحلوى والحمص وغيرها من مظاهر المولد، علاوة على شراء لعب الأطفال وتناول الحلوى وركوب المراجيح، والتى تمثل متعة خاصة تعود عليها معظم الأطفال من أبناء المحافظة.

يقول حلمى ياسين كاتب ومخرج أفلام قصيرة، أن الدمايطة اعتادوا على الاحتفال بمولد أبو المعاطى وله من المريدين الآلاف من أبناء المحافظة وخارجها من المحافظات المجاورة.

وأشار إلى أن الشيخ أبو المعاطى، وهو (فاتح بن عثمان الأسمر الدكرورى) الذي قدم إلى المحافظة من مراكش بالمغرب، فى عام 1275 بعد هدم دمياط فى عام 1250 ورحيل لويس التاسع عنها، وكان حرص ودأب الصوفيين فى ذلك الزمان أن يقيموا فى الأماكن المهجورة، وفى الثغور المعرضة لهجوم العدو، فأقاموا بها الزوايا والرباطات، وقاموا فيها على تربية المريدين على الزهد والتقلل من الدنيا والتقرب إلى الله بالانتصار على النفس وكبح شهواتها.

وأضاف أن، أبوالمعاطى أقبل على دمياط وهى خراب ومعه عدد من رجال الله، أتوها من كل حدب وصوب، وكان منهم الشيخ فاتح، الذى قدم إليها بعد ما يقرب من ربع قرن من هدمها، من مراكش على قدم التجريد، أى جاء على طريقة الصوفية فى السياحة، متوكلا على الله وأطلق عليه أهالى دمياط لقب «أبوالمعاطى» لكثرة عطائه للفقراء والمساكين وإيوائه لعابري السبيل، وراح الشيخ فاتح يسقى الماء فى الأسواق حسبة لله، لا يأخذ من أحد شيئا مقابل ذلك، وكان يُكرم الأيتام، ويُشفق على الضعفاء والأرامل، ويبذل شفاعته فى قضاء حوائج الناس من غير أن يمل أو يتبرم من كثرتها، كما يكثر من الإيثار، ولا يمسك لنفسه شيئا، وكذلك كان الشيخ أبو المعاطى يستقلّ ما يخرج من يده مع كثرة إحسانه، ويستكثر ما يُقدّم إليه مهما كان يسيرًا ويكافأ عليه بأحسن منه»، بحسب الشيخ حمص.

وأوضح أن أيام المولد في الماضي تشهد حضورا للعديد من الفرق المسرحية والغنائية والاستعراضية، هذا، بالإضافة إلى سيرك عاكف الشهير وسيرك الحلو ومن أشهر ألعاب المولد بيرلو الخواجة اللى يمشى على الحيط بالموتوسيكل، وعروض لبعض الفنانين الكبار الشعبيين أمثال محمد طه وشفيق جلال واللذين كانا يحرصان على الغناء فى هذا المولد. 

كما كانت فترة إقامة مولد أبو المعاطى تشهد رواجا تجاريا للمدينة، وانتعاش حركة البيع والشراء، نتيجة قدوم المئات من الأغراب من خارج المحافظة من مرتادي الموالد ورجال الطرق الصوفية الذين يطوفون على منطقة الجبانات بالشهابية جوا من الروحانيات والصفاء الروحى، وهو ما كان يدعو عائلات بأكملها فى دمياط للاتفاق على الذهاب فى جماعات لقضاء ساعات داخل مولد أبو المعاطى والذي يمثل قيمة خاصة لدى كل مواطن فى دمياط وحرصا منه على زيارة المولد خلال فترة إقامته.

ويضيف حلمى ياسين: أبوالمعاطى عُرفت له عدة كرامات، وكان سلوكه على طريق السلف من التمسك بالكتاب والسنة، كان يُخفى حاله، ولا يحب أن يعرف عنه أحد صلاحًا أو عبادة، فلم يعلم أحد يوم فطره من صيامه، وإنما يُحمل إليه ما يأكل ويوضع عنده بالخلوة، فلا يُرى قط آكلا، لم يهتم بأن يجعل من نفسه شيخا، ولا أن يجمع حوله المريدين، دائم الترفع عن الدنيا، ويترامى على الفقراء ويقدم لهم الأكل، ولم يقدم لغنى أكلا ألبتة، وإذا اجتمع عنده الناس قدّم الفقير على الغنى، وإذا مضى الفقير من عنده سار معه وشيعه عدة خطوات، وهو حاف بغير نعل، ووقف على قدميه ينظره حتى يتوارى عنه.