الأمن مقابل إلغاء التعريفات.. ماذا يعني توصل ترامب لاتفاق مع المكسيك بشأن الهجرة؟

نقلت وكالة "رويترز" عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقعه أن تطبق المكسيك بشكل قوي اتفاقا جديدا وافقت بموجبه على توسيع برنامج مثير للجدل بشأن اللجوء وتعزيز الأمن على حدودها الجنوبية لوقف محاولات المهاجرين من أمريكا الوسطى الوصول إلى الولايات المتحدة.
وأُعلن الاتفاق يوم الجمعة بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام في واشنطن وأدى إلى تفادي فرض إدارة ترامب تعريفات جمركية بنسبة خمسة في المئة على واردات كل السلع المكسيكية ابتداء من يوم الاثنين.
وقال ترامب على تويتر صباح يوم السبت إن ”المكسيك ستحاول بكل جد (تنفيذ الاتفاق) وإذا فعلت ذلك سيكون اتفاقا ناجحا بين الولايات المتحدة والمكسيك“.
وقال ترامب أيضا إن المكسيك ستبدأ على الفور شراء ”كميات كبيرة“ من السلع الزراعية من المزارعين الأمريكيين الذين تضرروا بشدة من الحرب التجارية مع الصين وكانوا سيتلقون ضربة جديدة نتيجة الرد المكسيكي لو كان ترامب فرض تعريفات.
ولكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت المكسيك قدمت مثل هذا التعهد. ولم ترد أي إشارة لزيادة مشتريات المكسيك من المنتجات الزراعية الأمريكية في البيان الأمريكي المكسيكي المشترك الذي حدد الخطوط العريضة لاتفاقية الهجرة.
ووافقت المكسيك بموجب الاتفاق الجديد على التوسيع الفوري لبرنامج تعيد بمقتضاه الولايات المتحدة المهاجرين الساعين للجوء إلى المكسيك في انتظار فصل القضاء في حالاتهم على أن يسري على الحدود بأكملها.
ويطبق هذا البرنامج منذ يناير في مدن تيخوانا ومكسيكالي وسيوداد خواريز الحدودية.
ووافقت المكسيك أيضا على اتخاذ إجراءات أقوى لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة بما ذلك نشر قوات حرس الحدود المسلحة على حدودها الجنوبية ابتداء من يوم الاثنين.
وبحسب شبكة "بي بي سي"، كان الرئيس الأمريكي قد هدد بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من المكسيك بنسبة 5 في المئة، ترتفع كل شهر، ما لم تتحرك المكسيك لكبح الهجرة. وكان من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية حيز التنفيذ الاثنين المقبل.
وجاء الاتفاق - الذي أكده أيضا وزير الخارجية المكسيكي، مارسيلو إيبرارد، في تغريدة عبر تويتر - بعد ثلاثة أيام من المفاوضات، والتي شهدت مطالبة واشنطن بفرض ضوابط صارمة على المهاجرين، القادمين من أمريكا الوسطى.
وأعلن ترامب عن خططه لفرض تلك التعريفات، الأسبوع الماضي.
وكان ترامب قد أعلن حالة الطوارئ، على الحدود بين بلاده والمكسيك في فبراير الماضي، قائلا إن ذلك الإجراء ضروري، لمعالجة ما وصفه بالأزمة، في ظل تدفق الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود.
وفي بيان مشترك، صدر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أعلن البلدان أن المكسيك ستتخذ خطوات "غير مسبوقة"، للحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
لكن يبدو أن الولايات المتحدة لم تحصل على أحد مطالبها الرئيسية في الاتفاق، وهو استقبال المكسيك طالبي اللجوء المتجهين إلى الولايات المتحدة، والتعامل مع طلباتهم على أراضيها.
ووفقا للاتفاق، ستقوم المكسيك بنشر قوات الحرس الوطني، في جميع أنحاء البلاد، بدءا من يوم الاثنين المقبل، وتعهدت بنشر نحو 6 آلاف جندي إضافي، على طول حدودها الجنوبية مع جواتيمالا. كما ستلتزم باتخاذ "إجراءات حاسمة"، في التعامل مع شبكات تهريب البشر.
أما واشنطن فستقوم بتوسيع برنامجها، لإرسال طالبي اللجوء إلى المكسيك، أثناء انتظارهم لمراجعة طلباتهم. في المقابل "ستعمل واشنطن على تسريع" عملية الفصل في طلبات اللجوء.
كما تعهد البلدان بـ "تعزيز التعاون الثنائي" بشأن أمن الحدود، بما في ذلك "الإجراءات المنسقة" وتبادل المعلومات.