الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب: لكل رواية بطلان‎

صدى البلد

من المحتمل أن يكون لقاؤنا الأول مجرد صدفة، لكن حتمًا كان أمر البقاء اختيارًا. قد يخدم القدر اثنين ويجمع بينهما، لكنه لا دخل له في تفاصيل الراوية، والنهاية التى ستؤول إليها ، وحدهم أبطالها هم من يدونون سطورا تنبئ بالختام... فبعضهم تتوهج سطورهم بالحب وتنضح بالاهتمام، تلمح في ثناياها الاحتواء، وتكمن بداخلها الامتنان ليوم شهد علي ولادة قصة حب نابعة من رحم ألفة القلوب ونظرة العيون.

بينما يبقى النوع الآخر يكتب سطرًا ويترك الآخر، كتاباتهم مبهمة لا تستطيع أن تتوقع نهايتها، علاقة ضبابية غير واضحة. فبينما يسطرون في إحدى صفحات الرواية وتظن أنك قد أمسكت بخيوطها، تجد أصحابها يعرجون إلي صفحات أخرى حتى تظل مشتتا بين تفاصيلها، فمثل هؤلاء الأبطال أشبه بقضبان السكك الحديد لا تلتقي أبدًا في نقطة وغالبًا ما تكون نهاية روايتهم مؤلمة، ولكن لا أظن أن الألم سيطال الطرفين، غالبا ما تكون أكثر ايلامًا لطرف كان يحاول بشتى الطرق أن يغير السطور الأخيرة، بينما أصر الطرف - الأكثر سطوا على العلاقة - أن يذيل خاتمة الرواية "بالفراق".

لا خلاف أن لكل رواية بطلين، ولكن تبقى التفاصيل محفوفة بالمخاطر ومحاطة بالقلق أثناء سرد أحداثها حتى تصل إلى النهاية التي لن يخرج مصيرها عن أمرين لا ثالث لهما: بر الأمان أو طي لصفحاتها إلى الأبد.