بعد رحلة طويلة استمرت قرابة الشهر، للبحث عن الفاعل الأصلي للحرائق المتكررة والغامضة التي شهدتها قرية 45 الشراقوة بمركز الحامول بكفر الشيخ، لم يخطر ببال أحد أن تكون بطلة هذه القصة - على غرار أفلام السينما - تلميذة بالصف السادس الابتدائي، التي كانت وراء إشعال النيران في منازل بعض أهالي القرية من أقاربها.
أقرأ أيضا:
ع.س، البالغة من العمر 12 عامًا، دفعها فضولها وشغفها إلى أن تقوم بإشعال النيران في عدد من منازل القرية، وفقًا للمعلومات الأمنية المتوافرة حول الواقعة، لمتابعة ردود أفعالهم، خاصة مع اعتقاد كثيرين في أن السحر والشعوذة والعفاريت هي التي تقوم بإشعال هذه الحرائق الغامضة.
وظل أهالي قرية 45 الشراقوة في حيرة شديدة من أمرهم، بسبب هذه الحرائق التي تندلع فجأة في بعض المنازل، وبعضهم استعان ببعض الشيوخ اعتقادًا منهم بأن أعمال السحر والشعوذة، وراء ذلك، وبذلت الأجهزة الأمنية جهودًا مضنية، قادتهم إلى التوصل إلى مرتكب الواقعة.
وكشفت مباحث مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، بالتنسيق مع فرع الأمن العام، عن لغز تكرار الحرائق ببعض محتويات المنازل بقرية 45 الشراقوة، و تبين أن إحدى التلميذات "ع.س.و" 12 سنة، بالصف السادس الابتدائي بمدرسة 45 الشراقوة للتعليم الأساسي، وراء ارتكابها على سبيل اللهو والعبث وشغفها بردود أفعال أهالي القرية.
ذكرت التحريات أنه أثناء سير تحقيقات أجهزة البحث للوقوف على أسباب الحرائق المنتشرة بالقرية، أبلغ مدير إحدى مدارس التعليم الأساسي عن نشوب حريق محدود في 3 حقائب مدرسية لتلميذات بالصف السادس الابتدائي أثناء تواجدهن بفناء المدرسة.
وبعد الفحص تبين قيام إحدى التلميذات مقيمة بذات القرية بارتكاب الواقعة، وبمناقشتها أقرت بارتكابها للواقعة مستخدمة قداحة "ولاعة غاز"، كانت تخفيها داخل حذائها، وأقرت بارتكابها لكافة وقائع الحريق على سبيل اللهو والعبث وبمراجعة وقائع الجريمة التي شهدتها القرية تبين أن معظمها بمنازل أقارب التلميذة.
من جانبها، قرّرت نيابة مركز الحامول تحت إشراف المستشار ياسر الرفاعي، المحامي العام لنيابات كفر الشيخ الكلية، تسليم الطفلة "ع.س" لأهليتها مع أخذ التعهد اللازم عليهم بحسن رعايتها واتخاذ ما يلزم في سبيل منع تعرضها للخطر على أن يتحرر محضر إجراءات بذلك وعرضه على النيابة فور الانتهاء منه.
كما قررت النيابة العامة استعجال تقرير لجنة الأمومة والطفولة حول حالة الطفلة وإعداد تقرير وعرضه على النيابة فور إعداده، وسبل منع تعرضها للخطر، وطلب 4 من المجني عليهم لجلسة تحقيق يوم 27 فبراير الجاري.
وتضمنت قرارات النيابة العامة، إرسال حرز القداحة "الولاعة" المضبوطة إلى المركز لإرسالها إلى أحد المختصين قانونًا لتفريغها من الغاز المملوء بها، والتأكد من ذلك وتحرير محضر إجراءات وعرض الحرز على النيابة عقب ذلك لاتخاذ اللازم، مع استعجال ورود تقرير قسم الأدلة الجنائية.